أعلنت حركة حماس قبولها بإقامة دولة فلسطينية واحدة، عاصمتها القدس، على حدود عام 1967 دون الاعتراف بإسرائيل. وجاء ذلك ضمن ما قالت الحركة إنها "وثيقة مبادىء سياسة جديدة" كشفت عنها خلال مؤتمر صحفي موسع في العاصمة القطرية الدوحة بحضور عدد كبير من قيادات الحركة كما تواصل الحضور مع عدد آخر من قيادات الحركة في قطاع غزة. وقال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة، إن الوثيقة تعبر عن التطور السياسي للحركة وانفتاحها، مؤكدا أنها تعد جزءا من ادبيات حماس وتمهد لوثائق أخرى في المستقبل. وتنص الوثيقة على حق العودة لجميع الفلسطينيين خارج ديارهم كما ترفض جميع المشروعات الهادفة لتصفية قضية اللاجئين، بما فيها التوطين أو البحث عن وطن بديل سواء في سيناء أو في أي منطقة اخرى. وأكد مشعل ان الوثيقة ترفض الاعتراف بدولة إسرائيل أو بعمليات السلام بدءا من اوسلو وحتى اليوم. واعتبر مشعل أن هذه النقاط تطمئن الجميع بأن الحركة لم تفقد أصالتها أو تتراجع عن مبادئها أو منطلقاتها الإسلامية. وكانت وسائل إعلام عدة قد سربت تقارير عن قيام الحركة بإعلان وثيقتها المعدلة لتحظى باعتراف دولي. وتضمنت التسريبات أن الميثاق المعدل يشمل 14 بندا أهمها بند يعترف بحدود عام 1967 وهو ما يعني الاعتراف ضمنيا بإسرائيل، علاوة على تصنيف الصراع معها على انه صراع سياسي لاديني. وكانت حماس قد اختارت يحيى السنوار قائدا عاما لها في قطاع غزة قبل 4 أشهر بعد انتخابات داخلية. وكان السنوار قد أفرج عنه في إطار اتفاق لتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل 2011 عرف بصفقة شاليط، التي تعد إحدى أضخم عملية لتبادل الأسرى في تاريخ الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وجرت بعد عملية أسر واحتجاز ومفاوضات كلها جرت داخل الأراضي الفلسطينية. وبرزت حماس على الساحة الفلسطينية بشكلها الحالي على يد الشيخ أحمد ياسين عام 1987 وإن كانت قد وجدت حركيا بأسماء أخرى منذ عام 1948. موقف اسرائيل واستبقت الحكومة الإسرائيلية إعلان حماس بالتأكيد على رفض الميثاق، واصفة إياه بأنه محاولة من جانب حماس لخداع العالم بأنها تتحول إلى جماعة أكثر اعتدالا. وقال دافيد كيز، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن "حماس تحاول خداع العالم لكنها لن تنجح". وتابع قوله "يبنون أنفاقا للإرهاب ويطلقون آلاف الصواريخ على مدنيين إسرائيليين. هذه هي حماس الحقيقية". يذكر أن السلطة الوطنية الفلسطينية قد أجرت جولات عدة من محادثات السلام مع إسرائيل على أساس حل الدولتين رغم أن آخر جولة من هذه المحادثات بوساطة أمريكية انهارت قبل 3 عوام وجمدت المباحثات من يومها. حماس وفي عام 2006 نجحت الحركة بأغلبية كبيرة في الانتخابات التشريعية في غزة، لتدخل بعد ذلك في نزاع مسلح مع حركة فتح آل إلى سيطرتها على الوضع في غزة دون اعتراف من حكومة رام الله أو أي اعتراف دولي بها. وخاضت الحركة ثلاث حروب مع إسرائيل منذ 2007 ونفذت مئات الهجمات المسلحة في إسرائيل. وتضع عدة دول غربية حماس في خانة المنظمات الارهابية بسبب عدم نبذها العنف وعدم اعترافها بحق إسرائيل في الوجود ورفضها اتفاقات السلام المؤقتة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لكن حماس تدافع عن نفسها بالقول إن الدفاع عن الوطن أمر ثابت في جميع الأديان والقوانين الدولية.