بعد الاعتداءات المتتالية على سياج من جنسيات مختلفة بالعاصمة العلمية فاس، والجدل الدولي الواسع الذي أعقب تلك الحوادث المتكررة، فيبدو أن السياحة في المدينة لا زالت تحتضر بسبب بعض التجاوزات التي يقدم عليها رئيس المصلحة الولائية للشرطة السياحية، والذي سبق أن أعفي من جميع مهامه في قضية ما يعرف ب"الإكراميات" التي عصفت بمسؤولين أمنيين، قبل أن يعود للواجهة خلال الفترة التي كان بوشعيب ارميل يترأس فيها الإدارة العامة للأمن. واقعة جديدة طفت على السطح وهذه المرة بطريقة أخرى، وتعود تفاصيلها إلى يومه السبت (23 أكتوبر 2016)، في حدود الساعة الحادية عشر والنصف تقريبا، حيث كان رئيس مصلحة الشرطة السياحية في جولة اعتيادية بأزقة المدينة العتيقة، وأثار انتباهه شخص يرافق ثلاثة سياح يحملون الجنسية الهولندية، واتهمه ب"الإرشاد السياحي بدون رخصة"، لكن المثير هو أن المسؤول الأمني لم يكن على علم من يكون هذا الشخص. فحسب ما أكدت مصادر موثوقة، ل"كود"، فإن الأمر يتعلق بحارس ليلي يعمل بفندق "باب المدينة" المتواجد بواد زحون، والذي كان يقطن فيه هؤلاء السياح. وأكد مسير الفندق المذكور، في تصريح ل"كود"، أن رئيس الشرطة السياحية استفز الحارس الليلي وحاول تلفيق له تهمة "الإرشاد السياحي بدون رخصة"، قبل أن يطالبه بالتوجه إلى مقر الدائرة الأمنية القطانين، للاستماع إليه في المنسوب إليه، مشيرا إلى أن هذا الأخير بقي لساعات طويلة في مقر الأمن، قبل أن يتقرر إخلاء سبيله في حدود الساعة الثالثة زوالاً. وأضاف مدير الفندق ل"كود"، قائلاً: " هاد المسؤول الأمني وشي عناصر ديالو ديما كيتعسفو علينا وعندي الوالد مريض بالسرطان وهادشي زاد مرضو وهاد الواقعة فيها نوع من التعسف والشطط في استعمال السلطة وراه من قبل عندنا شكايات في هذا الباب وهاد السيد كايدير هاد التصرفات مع كولشي". والمتحدث نفسه أوضح قائلاً: "السيد اللي خدام عندي كحارس ليلي كان غادي يوصل غير ديك السياح للطاكسي باش يشدو القطار لكن تفاجئ بهاد المسؤول يتعرض ويطالب منه التوجه إلى مقر الأمن وحتى صحاب السياح اللي مزالي معانا كاعيين على هادشي اللي وقع". من جهته، أوضح مصدر أمني ل"كود" أن (م.إ) الذي تم توقيفه من قبل رئيس مصلحة الشرطة السياحية لم يتم وضعه رهن الحراسة النظرية أو اتهامه ب"الإرشاد السياحي بدون رخصة"، عكس ما يدعيه صاحب الفندق، مؤكدا أن المعني بالأمر تم التحقق مع هويته وأفرج عنه من قبل مصالح الأمن.