مقطع غنائي للموسيقار المصري الكبيرالراحل محمد عبد الوهاب , ينذر به متوعدا كل طاغية بأجل نهايته الحتمية . أتذكر هذا الكلام وأنا أكاد لا أصدق ما أراه يجري أمام عيناي على شاشات الفضائيات العالمية : حكام عرب يتساقطون الواحد تلو الآخر كأوراق التوت أيام الخريف , تحت ضغط وهيجان شعوبهم المضطهدة التي نهضت فنفضت غبار خوفها , بعد أن نفذ صبرها ولم تعد قادرة على تحمل المزيد من ظلم هؤلاء المتسلطين , اللذين ظلوا ولمدة طويلة جاثمين على رقابها , مقيمين عروشهم على جهلها وجبنها وسباتها العميق , محولين أوطانها إلى مزارع خاصة بهم , بوضعهم دساتير على مقاسهم , نصبوا من خلالها أنفسهم آلهة يُعبدون, لا يحاسبون ولا يساءلون ... المتبقون الآخرون من لائحة رموز الطغيان العربي , بلا شك يتابعون ما يحدث , وهم قادرون على أن يختاروا مسارات مختلفة عن زملائهم المطاح بهم . بإمكانهم أن يتواضعوا ويسلموا السلطة والثروة لأهلها , وينسحبوا بهدوء بكل كرامة حفاظا على ماء وجههم (ان كان فيها ماء أصلا) , قبل أن يتم القبض عليهم وتكبيل أياديهم.. فهل سيعتبرون ويستوعبون الدرس فيرحلون ؟ لا أظن . فهم مازالوا يتوهمون أنه بإمكانهم أن يناوروا ويماطلوا لتأخير الثورة وكسب المزيد من الوقت . لأنهم لم يفهموا بعد أن التاريخ قد تجاوزهم , لذا عليهم أن يختفوا الى غير رجعة, نظرا لتشبثهم بأساليب حكمهم البائدة , التي أكل عليها الدهر وشرب ولم تعد صالحة في عصرالعولمة(عصر الأنترنيت والفايس بوك ). أساليب تعود للقرون الوسطى , لا تواكب تطور وعي شعوبهم الذي يتقدم موازاة مع سرعة عجلة الزمن , نحو التجديد والتغيير بفضل وسائل الإعلام الحديثة , بينما العقلية المتشددة المريضة بحب الكرسي والسلطة , ماضية مستمرة في احتقارها , تنظر إليها (أي إلى شعوبها) بنظرة الأمس , كأنها مازالت قاصرة لم تبلغ بعد سن النضج السياسي.(وأن الحكام هم الراشدون ولا أحد سواهم !!) .
بهذه النظرة الرجعية القصيرة المستهينة بالأمور , سوف يأتي الدور قريبا على الظالمين اللاحقين , كما أتى على أسلافهم الساقطين , لا محالة , بما أن الظلم ملة واحدة . لكل أجله , فالمسألة مسالة وقت فقط . البقاء لله والاستمرارية للشعوب إلى يوم القيامة . سنة الله في خلقه .