شهدت منطقة الشرق الأوسط و شمال افرقيا حراكا شعبيا قويا غيَّر مجريات الامور رأسا على عقب في الميدان و وضع حدا لغطرسة الانظمة الفاسدة و عجَّل في إنهيار أهرامها الاستبداية و بلاطات الحكام وغسل تلك المساحيق الخطابية المغلوب عليها البؤس السياسي فتصورت أن الشعوب باتت خانعة ومستكينة وخائفة في ظل القمع والسجن والنفي والإفقار ولم تعد مؤهلة للحراك، وكذلك أربك المعادلات الاقليمية و الدولية المعروفة بالعديد من التسميات مثل الشرق الاوسط الكبيروغيرها ، إنها رياح التغيير هبت بقوة لتؤكد أن المناخ السائد لا يحتاج لمرصد المراقبة و لا للتوقعات القوى المسيطرة على العالم بل يتقلب بدرجة عالية من الحركة بفعل اصطدام مناخ الشارع المضطرب وحرارته المرتفعة نتيجة قضاياه الساخنة مع السطلة الاستبدادية المتحكمة في مصير العباد لمدة تزيد عن منتصف القرن من الزمن، لتتعرى طبيعتها الذيلية بشكل أوضح للعموم أنها كيانات سياسية / رجعية تنفذ توجهات الكولونيالية بحذفرها و بتبعية عمياء لإرضاء قوى الاستعمارالعالمي بشتى الطرق والوسائل حتى وإن حكم على شعبها بالقهر والظلم والاستعباد و استحواذها على كل دواليب الدولة من قِبل فئة من العسكريين والمدنيين لهم نفوذ كبير تحكموا في اقتصاد البلاد ومؤسساته السياسية و يسيطرون على كل أساسيات الحياة وفق مصالحهم وتوجهات الدوائر العالمية ، مما نتج عن ذلك طغيان الفساد بكل أصنافه خلَّف مآسي وآلام في حق المضطهدين و الفقراء . وأمام التراكم السلبي لسياسة الحكم الاستبدادي (1) خصوصا بالعالمين العربي والمغاربي التي أزكمت رائحتها فسادا وخلفت واقعا مليء بالقمع الاسود الذي يكتوى من ناره الملايين من البشر على طول بلدانهم ، فكانت سببا مباشرا في بروز وطنا ذا قيم عالية و كرامة شامخة الذي ُولد من عمق شعبه إرادة صلبة وايمان قوي لمواجهة آلة الحكم الديكتاتورية و غطرسة الحاكمين في طلائع جماهيرية و بطولات شعبية في إنتفاضات عديدة ضد أنظمة الحكم الفردي الفاسد منذ السنوات الخمسينات من القرن الماضي الى اليوم وأعلنت رفضها لكل ما يهين كرامتها و انتهاكات لحقوقها وإغتصاب لأراضيها ، وتصدِّيها لكل المؤمرات التي استهدفتها من قِبل جماعة تسيطر عل الحكم كما هو الشأن في المغرب عندما ابرامت اتفاقية ̈إكس ليبان ̈ التي استنكرتها زعامات تاريخية و قوى وطنية في حينها مثل قول القائد الهمام عبد الكريم الخطابي في رسالته ̈ هذه الجماعة قد باعت الكرامة والشرف والوطن وسلمت البلاد لطائفة قليلة من المستعمرين بثمن بخس، هي تلك المناصب الزائفة الحقيرة المهينة. وقد سبق أن عملت مثل هذه الفئة في تونس فسودت تاريخ هذا البلد المسكين،،،،،،اقتدت جماعة الرباط بجماعة تونس المستسلمة فأبرزت اتفاقية إكس ليبان إلى حيز العمل والتنفيذ، وأخذت تناور وتدلس وتغري الشعب المراكشي [المغربي] بالكلام المعسول ̈ (2) اتفاقية تقطع مع أمجاد المغاربة في نضالهم ضد الاستعمار واستقلال البلاد وضرب الروح الوطنية الصادقة التي صنعت كرامة لشعبها والقطع مع كل ملاحم البطولة منذ بداية العشرية من القرن الماضي لتستقر اوضاع البلاد في يد خدام الاستعمارالجديد الغير المباشر من مليشيات حزبية فاسدة وقصر لم يحكم السيطرة، إلا أن كرامة و حرية الشعوب غير قابلة للمساومة والمتاجرة ، فكانت روائع النضال للشعب المغربي كبيرة تسري في دمائه الكرامة و الحرية مما ازدادت اللحمة الوطنية في مقاومة الاحتلال مقتدين بما صنعه الاحرار والابطال في صفحات التاريخ المشرق من ثورة العُرابي وسعد زغلول وعمر المختار وعبد الكريم الخطابي وعبد القادرالجزائري وثوارات كل الشعوب التواقة الى التحرر لتنتقل الشعوب وقواها الحية الى فصل آخر من المقاومة هدفها بالاساس في جلاء المستعمر بشكل نهائي والقضاء على أذياله لحماية تضحيات و إنجازات النصر للأحرار في الماضي ، ومحاربة الانظمة الحاكمة الاستبدادية الديكتاتورية التبعة سواءا كانت ملكية أو جمهورية لأنها ولدت من رحم الكولونيالية مهامها حماية مصالح أسيادها وقلَّدت نفسها عنوة ممثلا للشعوب بايعاز من قوى المهيمنة على العالم وتحوَّلت البلدان التي تسيطر عليها الى ضيعات عائلية تورث الحكم و تلتجأ الى كل الوسائل إن إقتضى الأمر إغراق شعوبها في البؤس والقمع الاسود لحماية كراسي العرش بل أكثر تتفنن في بصم السيطرة على الشعب عبر الاستعانة بالدين واستغلال تلك العلاقة الروحية بين البشر والدين المتصفة بالقدسية من أجل إضفاء الشرعية على الحكم تحت مسميات عديدة من الانتماء الى آل البيت والخلافة والإمامة والبيعة دون التخلي عن توجيهات المستعمر في بناء دولة لا تتعارض مع خياراتها المسماة الدولة الوطنية . وظلت المعركة من أجل الكرامة هي الثابتة الى اليوم رغم حجم الخطط المبرمجة في الكواليس والعلن من طرف القوى الاستعمار العالمي وحلفائها بقيادة أميركا لإذلال شعوب العالم الثالث وخاصة العربي والمغاربي لاسيما أنها نهجت اسلوب تدميري في حق الشعوب باعتمادها على سياسة التفرقة والتشتيت وضرب وحدة التضامن على قضاياها بل أكثر إلتجائها الى وسائل تخريبية مستغلة خصوصية المناطق الثقافية والجغرافية والتاريخية وحتى السياسية وذلك بإشعال فتيل الفتنة بمعطيات زائفة مبنية على جنس البشر ودينه وهي مغالطات في تزوير الحقائق فكانت سببا مباشرا في اندلاع حالة الاقتتال والاحتقان و التوتر بين الشعوب أو بين القبائل والجماعات وكذلك زرع النزعات الاقليمية الترابية والمذهبية والنعرات العرقية لإغراق المنطقة في وحل اللااستقرار ليظل مشروعها الجهنمى هو السائد المنمق بشعارات مزيفة من نشر الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وحماية الخصوصيات بمختلف ألوانها، و أنها السند القوي لحركة الشعوب المناضلة ضد الاستبداد والديكتاتورية و هي الحامية والملجأ والخلاص لجميع المستضعفين ، إنها تغرد خارج السرب فهي محكومة بحماية أجندتها وبسط هيمنتها على العالم, وعدم إعطاء إمكانية لبروز أي قوة مضادة لها سواءا كانت حركة أو جماعة إلا بإذن منها وعدم فسح المجال لقوى أخرى في العالم لمنافستها على ثروات الشعوب مثل البترول ، لقد نجحت اميركا في تجديد امبرياليتها العالمية، وضبط حركة مصالح الامم على ايقاع تحركها وانسجامها مع استراتيجياتها وسياساتها الاقتصادية والامنية والسياسية على المستويين العالمي والاقليمي و لم يكد يهدأ دخان معارك حرب الخليج حتى بدأت المعركة السياسية والمذهبية في مجموعة من المحاور الاقليمية عبر المعمور ، واستفقنا من هول الصدمة لنتساءل عن موقعنا ومصيرنا الاقليمي الجديد، في ظل هذه التغيرات الجيواستراتيجية التي حدثت، وعن شكل وهوية واهداف النظام العالمي الجديد بقيادة اميركا؟(3) خاصة أنها أحمكت السيطرة على المؤسسات الدولية خصوصا منظمة الاممالمتحدة والمنظمات الاخرى وفي أي لحظة تلتجأ الى استخدام الخيار العسكري أو تلويح به لردع كل من يواجهها، و أحكمت في صناعة سياسة بلدان العالم و إقامة أنظمة ذللة فاسدة لا إعتبار لها انظمة رجعية جعلت من أراضيها مختبرا لتمرير كل مخططات الهيمنة العالمية وفرز النظام العالمي الجديد يخترق انجازات البشرية في مجال السلم والامن الدوليين و نقْض كل تلك القوانين الدولية المنصوص عليها في عهود وبرتوكولات و الاتفاقيات لترسم علاقات جديدة تشرعن كل أنماط الهيمنة بمبرارات فارغة ومقصودة من قبيل الارهاب والخطر المحدق للعالم من جراء المد الاصولي و إن تؤكد أغلب الرؤى أنها من صنعها وبشكل محكم في الزمن والمكان لنستخلض العبرة من تلك الهالة الدولية في محاربة الارهاب أنها مؤشرات قاطعة الدلالة في تحكمها للعالم وعناوين واضحة دمرت كل القيم الانسانية من أجل الحفاظ على منابع البترول والاستحواذ على صهاريجها وإعتماد منطقة الخليج خزَّان المال والنفط لقيادة العالم الجديد(4). فالشعوب العربية والمغاربية تعرضت لنكبات وإبادات ومؤامرات لا تقْوى على استيعابها إنها ذاكرة مؤلمة التي خلفتها السياسة الفاشية البربرية من طرف الانظمة الرجعية المعروفة بالتقتيل والترهيب والقمع الدموي والحكم على مواطنيهم العيش بالدونية لا كرامة ولا حقوق تذوَّقوا أصناف الاهانة تجاوزت الفضاعة خلال عقود مضت(5) ، فهل ثورة الشارع اليوم عجَّلت في نهاية الشعوب المضطهد من قبضة الحكم الشمولي التوليتاري الذي طغا على الانظمة الحاكمة منذ عهد الحرب الباردة ؟ ولما لا اعتبار أن التغيير والإصلاح ليسا ممكنين إلا إذا طرحت مسألة السلطة من رأسها و تفكك للأنظمتها التي تحمل في بذورها مختلف أنماط الفساد ، واعتبر أن الدرس الأول الذي بددتها ثورة الشارع هو سقوط الفزاعة التي تقول إن الغرب يريد فرض الديموقراطية، لا سيما وأنه تبيّن أن لهذه الأنظمة العربية علاقات اسمنتية مع الغرب. أما الديموقراطية فهي ثورة وحق للشعوب، وهي تعني تبديد كل أشكال الأبوة والوصاية، وهي تصنع في الشارع بإرادة الاحرار، فهناك فئات شعبية تعلن أنها فوق الانقسامات وأن ثورة الشباب أطلقت عنانها في نهضة تاريخية و صيحة عميقة صرخة ضد طغيان الاضطهاد والاستبداد والفساد والحكرة لتنطلق شرارة الغضب والعصيان من تونس بصرخة البوعزيزي (6) لتدوي في كل المعمور تحرَّك لها وجدان الشارع العربي والمغاربي لتشييد مخيات الكرامة و التغيير في ميادن التحرير بدأت من تونس الصمود و المفخرة مرورا بالقاهرة الى تعز و صنعاء والى المنامة الى درعة ودمشق لتعم كل الاقطاروهي في ابداع دائم مع تقديم نفس قرابين الثورة قوافل من الشهداء غدرتهم رصاصات المجرمين القتلة أنظمة الفساد والقتل ، لترفع راية الانتفاضة عاليا بسواعد الشباب المقهور و المقموع ترفرف في كل الوطن العربي والمغاربي حوَّلوا المدن و القرى الى ربيع الحرية والكرامة و الديمقراطية بدماء الشهداء الذين سقطوا في ساحات القتال ضد الاضطهاد والاستبداد إنها بدايات النصر العظيم لكل المستضعفين، و كسرت الشعوب جدار الخوف فنزلت الى الشارع و بدَّدت أحلام حكام الاستبداد و أوهامهم وتغيرت موازين القوى ليتحول المحال والمستحيل الى الممكن، ولا الاستقرار ممكن إلا مع التغيير ولا معنى له إن لم يكن الشعب حراً وقادراً على المشاركة بإمكاناته وصوته السياسي، ومن الوهم إعادة عقارب الساعة الى الوراء مما إضطرت أميركا وحلفائها التدخل لمنع الأنظمة من قتل شعوبها ودعوتها الى الإصلاح والانتقال السلمي للسلطة والكف عن القمع خوفا من عدم تحكمها في عالم ما بعد الثورة الذي بعثر أوراق المجتمع الدولي وصنع ثورة القرن الواحد العشرين . والواقع أن الأنظمة تهين شعوبها مرتين: مرة بالقمع والتهميش وإلغاء البدائل واحتكار السلطة والثروة. ومرة بإنكار ارادتها في الانتفاض على الواقع المزري وقدرتها على الصمود والوعي الذاتي للمطالبة بالحرية، بالادعاء ان كل ما يحدث هو تحريك من الخارج يستهدف الاستقرار والآمان القائم من الميحط الى الخليج ، إذا ما نظرنا الى تجربة الثورة للشارع في كل بلد على حدة نتلمس إحياء لضمير الشعوب والكرامة المغتصبة والعودة الى الشارع الذي صنع منه تاريخ وسياسة و وطن فرغم اختلاف طفيف في شكل التحركات الشعبية لثورة الشارع بين مستويين اسقاط الفساد و تغيير نظام الحكم يظل الهدف الاسمى والمنشود مشترك هو ثورة ضد الاستبداد وبناء الوطن الحر، فالتغيير الذي أحدث في تونس بداية لعالم جديد يتطلب منا الحذر أكثر كي لا تسرق الثورة و تستغل في أجندة النخبة الموالية للإمبريالية العالمية المستعملة مفاهيم تستلهم برامج ومخططات الاستخبارات الامريكية كما يحدث اليوم في تونس ومصر و إن المعركة لم تنتهي بعد ونفس الشيء بالنسبة للمغرب بعد نزول الشعب الى الشارع حيث شرعت البيادق المخزنية في عويل يائس لإقناع الشارع المغربي بعدم تشابه الأوضاع وأنه لا مجال للمقارنة باعتبار أن البلاد قطعت أشواط مهمة في الديمقراطية، وذهب بعضهم إلى حد القول بأن ثورة الياسمين قد بدأها عاهل المغرب منذ عقد، لذلك ليس هناك ضرورة لانتفاضة شعبية ببلادنا لأننا مجتمع ديمقراطي وتتوفر فيه العدالة الاجتماعية فحقا هي قِمَة السخافة . ففي رأي أغلب المحللين السياسين لأوضاع المغرب، لقد بدأ العد العكسي لكي يستجيب القصر لضغط الشارع لمطالبه المشروعة، ومهما كان الوقت الذي سيتطلبه إستيعاب هاته المطالب من طرف المؤسسة الملكية وإن نحن في معركة استنزاف الزمن، و لكن التخوف المعبر عنه هو أن طبيعة النظام بالمغرب رغم ما يعطيه من إنطباع بأن الحكم بيد الملك، لكن في حقيقية الأمر هناك مؤسسات وأشخاص داخل القصر و في محيط الملك ليس في صالحها إجراء أي تغيير بالمغرب ولكن في صالحها التنازل و لو للإسلاميين الرسميين لسد المنافذ داخل الخريطة السياسية للمطالبة بالإصلاحات الدستورية. وليصبح أي ُمطالب بالتغيير الدستوري عدو للملكية ، لتتضاعف المسؤولية التاريخية لحركة التغيير - 20 فبرار - في تحديد أولوياتها نحو انتزاع حقوقها السياسية والاجتماعية و إرساء مؤسسات الدولة الحديثة وصياغة دستورديمقراطي ينبع من إرادة الشعب عن طريق المجلس التأسيسي ، فالمغاربة في معركة حاسمة من أجل إنتزاع الكرامة والحرية والقضاء على المافيا المخزنية المسؤولة عن الجرائم السياسية والاقتصادية و الحد من غطرسة الدولة الاستبدادية خاصة أن معركة ضد الفساد لم تتوقف أغلب ما انتزعناه في الماضي كان بتضحية الشباب قضوا مقتبل عمرهم في السجون و حققنا نسبيا مكاسب هامة للوطن أما اليوم فالشباب في مفصل التاريخ للقضاء على الاستبداد وهي قدمت شهداء في الميدان ومعتقلين في كل الوطن و لازالوا معمروا شوارع الوطن صامدون للحد من العبث بالبلاد والتلاعب بمصير وثروته ، و متشبثين بدولة وطنية ديمقرطية شعبية ليست على الحلة الفرنسية ولا الامريكية . إن ثورة الشعب العربى فى تونس ومصر واليمن وسوريا والجزائر و المغرب تدل دلالة واضحة وجلية ان (خميرة ) النضال قد بدأت فى الاشتعال وان النار سوف تحرق الظالمين فى كل قطر، و ان الانظمة الرجعية يخيم عليها الجبن والخوف من التغيير لان ذلك يعنى طردهم وكنس اثارهم الى الابد . فهيا يا شبيبة العز و الكرامة القوا الرعب فى نفوس الظالمين واعلنوها نهاية فى سكة الاستبداد ، فنحن نرى ان شمس الحرية قد اشرقت فالى الامام الى ان تذهب كل الانظمة الفاسدة الى الجحيم دون رجعة ----------------------- تقرير فورن بوليسي لعام 2008 عن الحكومات الدكتاتورية والفساد السياسي -1* رسالة نشرتها صحيفة "كفاح المغرب العربي" التي كان يصدرها أنصار جيش التحرير في المغرب العربي من دمشق،-2 بتاريخ 7 يناير 1956 تحت عنوان: "بطل الريف يحذر المتخاذلين ويدعو الشعب لمتابعة النضال* -3* النظام الشرق أوسطي في طوره الجديد محمد الطوخي مركز يافا للدراسات والابحاث القاهرة 4- * تقرير المشاريع الاقليمية الصادر عن البنك الدولي، مجلة الوسط، العدد 123 طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد ̈ عبد الرحمن الكواكبي " 5-* ̈ أنثروبولوجيا التضحية: الفينيق التونسي وثمن الثورات ̈ كريم اسكلا 6-* وكذلك راجع ̈ مكنسة هوفر ومكنسة بلاّن، ايضا! ̈ سميح القاسم الحوار المتمدن - العدد: 3289