يبدو أن احتجاجات التلاميذ على منظومة "مسار" الخاصة بمسك النقط إلكترونيا لن تبقى عفوية وبدون تأطير نقابي، لما دخل المكتب الوطني للشبيبة المدرسية، على الخط، وأعلن عن تنظيم مسيوة وطنية بشارع البرلمان في الرباط، وهي البناية ذاتها التي أعلن منها، رسيد بلمختار، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، يوم أمس، تشبثه بالبرنامج الذي يواجه في نظره "تشويشا". وفي هذا الصدد، قال بلاغ توصلت "گود" بنسخة منه من المكتب الوطني لمنظمة الشبيبة المدرسية، تحميله مسؤولية الاحتقان والتوتر الذي تعرفه البلاد هذه الأسابيع إلى الحكومة، وإلى وزارة التربية الوطنية على وجه الخصوص، والتي قالت عنها المكتب إنها "عوض الاعتماد على سياسة تعليمية واضحة المعالم، تفاجئ المغاربة بمخططات مستوردة وببرامج ارتجالية تصرف فيها ميزانيات ضخمة ولا تنتج إلا الفراغ".
وعبر المكتب الوطني للشبية المدرسية عن رفضه المطلق لمعاملة التلاميذ مما أسماه "كفئران" تجارب تطبق عليهم برامج فوقية غالبا ما تكون من باب التجريب، منددا بكسل وزارة التربية الوطنية في تنزيل التوجيهات الملكية لخطاب 20 غشت الأخير واعتمادها سياسة الترقيع والتلوين عوض الانكباب على ملامسة جوهر الإشكالات الحقيقية التي تتخبط فيها منظومة التربية والتكوين".
وذكر البلاغ أن المكتب الوطني للجمعية قرر أن ينظم مسيرة وطنية بمسمى "مسيرة الغضب تحت شعار: "جميعا من أجل إنقاذ المدرسة العمومية" أمام مقر البرلمان يوم الأحد المقبل.
وعلاقة بنفس الموضوع، أعلن رشيد بلمختار وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، أمس الثلاثاء، أن مصالح الوزارة توصلت حتى يوم ثالث فبراير الجاري ب90 مليون و 690 ألف نقطة في إطار منظومة البرنامج المعلوماتي (مسار) .
وقال الوزير في معرض جوابه على سؤال محوري بمجلس المستشارين تقدمت به فرق ( الاستقلالي ، الحركي ، التحالف الاشتراكي )، حول صعوبة تطبيق البرنامج المعلوماتي ( مسار ) ، إن الوزارة – التي لم تلغ الشق المتعلق بالمراقبة المستمرة بمنظومة ( مسار ) ولم تصدر أي مذكرة لإرجاء العمل به – ستعلن عن نتائج الأسدس الأول ( 2013 / 2014 ) بعد الانتهاء من التوصل بالنقط وتنظيم المداولات ، وذلك خلال شهر فبراير الجاري ، أي قبل بداية العطلة المدرسية المقبلة .
وبعد أن أشار إلى أن برنامج ( مسار ) لم يغير منظومة التنقيط وليس له أي تأثير على النتائج المحصل عليها من طرف التلاميذ ، أوضح أن هذا البرنامج يستهدف مؤسسات التعليم العمومي والخصوصي على السواء ، وهو ما يعني عدم وجود فرق بين تلاميذ التعليم الخصوصي والعمومي في عملية تدبير النقط .
وتابع أن هذا البرنامج يروم بشكل خاص الرفع من التحصيل الدراسي وجودة التعلمات ، وتكريس مبدأ الشفافية وتكافؤ الفرص ، وانفتاح المنظومة التربوية على جميع الفرقاء للمساهمة في العملية التعليمية التعلمية ، فضلا عن إرساء منظومة معلوماتية متكاملة تمكن من إرساء طرق عمل جديدة للتدبير المدرسي على صعيد المؤسسات التعليمية.
وبخصوص الصعوبات المرتبطة بالشروع في العمل بهذا البرنامج ، فقد حددها الوزير في وجود ضغط كبير متعلق باستغلال منظومة ( مسار ) ، مما أدى إلى إتخام صبيب المركز الوطني للبيانات ، إضافة إلى صعوبة الولوج المتزامن لجل مستعملي المنظومة .
وبهذا الخصوص أكد بلمختار أن المصالح المعنية اتخذت تدابير لتجاوز هذه الإشكالية منها مضاعفة الصبيب على مستوى مركز المعطيات المركزي، وذلك من أجل الولوج لمنظومة مسار في أحسن الظروف ، فضلا عن تقوية الخادم المركزي ( سيرفور سونطرال ) والزيادة في عدد الحواسيب .
وأضاف أن برنامج ( مسار ) ، الذي يتعرض لعملية " تشويش "، ما يزال في بدايته ، والوزارة واعية بالتعقيدات والصعوبات المرتبطة به ، نظرا لحجم المنظومة وانتشار المؤسسات التعليمية عبر التراب الوطني في مناطق تعاني أحيانا من انعدام الربط بشبكة الأنترنيت .