سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حكايتي مع بودريقة رئيس الرجاء في حادث انهيار عمارة لشركته العقارية..الرئيس الوسيم الذي حملته المدرجات لرئاسة الرجاء سليط اللسان يطبق على لاعبي الفريق نظرية « الشقق مقابل المنح »
عادة لا أكتب عن متاعب ترتبط بمزاولة المهنة،فقدألفت خلال مسيرتي المهنية على التعامل مع مختلف المواقف الإنسانية بما يقتضيه الوصول إلى الخبر والتحقق من المعلومة قبل نشرها. لكن محمد بودريقة شخص وسيم وعيناه خضراوان وعظمه طري ومازال قادرا على أن يقفز بين جدران المدرجات كأي طفل مدلل. بودريقة الجميل الوسيم الذي تطالعنا صوره ضاحكا والبراءة تشع من محياه، هو شخص لا يختلف عن باقي البش، والأهم من ذلك ، أنه شخص سليط اللسان،وقبيح مثل أي « مشرمل » يمكن أن تصادفه في الشارع. بودريقة مخيف،شخص لا يؤتمن جانبه وقادر على إرسال السباب البذيء لأي شخص،ولا يهتم، من يمكنه أن يقف في وجه بودريقة؟ طبعا لا أحد،هو شخص لديه المال،والجاه، وكثرة المعارف،وهو شخص ذو نفوذ،وقادر على إرسالك للسجن بمكالمة هاتفية. حتى لو كان بوديقة في سوسيرا، يمثل المغرب،ويصوت باسمه في لجنة الفيفا، فإنه يظل ابن حي لكريمات يجيد السباب ويفتح فمه ليلعن ويسب من يشاء..كأن أحد يعنيه، ولايهتم،ويعتقد أن كل شيء يمكن أن يشتريه بالمال،مثلما اشترى الرجاء وأصبح يمنح لاعبيها شققا مغشوشة مقابل المال. لكن ما الذي حدث ليصبح بودريقة رأس سوق أخبار يوم أمس الاثنين؟ هكذا بدأت الحكاية. صباح أمس الاثنين، كنت هاني ترانكيل جالس مع قبي في نادي رجال التعليم بعين الشق، أداعب الحاسوب وأتصفح مواقع .. يرن الهاتف و المتصل زميل مصور صحافي يخبرني بانهيار عمارة قيد الإنشاء مكونة من أربعة طوابق ووجود ثلاثة عمال تحت الأنقاض فيما تم نقل ثلاثة آخرين إلى مستشفى بورافي لتلقي العلاج. الله يحضر السلامة!. زيد..أجبته . « العمارة راه ديال هولدينغ بودريقة » أجاب لأطلب منه إرسال الصور بسرعة البرق لأن الصوحافيين في النيت بحال الجنون الأبالسة يا تسبقهم يا يسبقوك. كيف لي أن أتدبر رقم هاتف بودريقة رئيس فريق الرجاء والمدير العام للشركة العقارية صاحبة البناية المنهارة؟..أتصل بزميل ليمدني برقمه مخبرا إياي بأن السيد الرئيس يتواجد بسويسرا في مهمة رسمية وأنه قد لايجيبني على الهاتف. أركب رقم السيد الرئيس، يرن بدون رد..فجأة يتصل الرجل مستسفرا عن صاحب الرقم لأخبره بأنني صوحافي مغربي لا أكتب عن المجال الرياضي وأغطي التظاهرات وأتابع أخبار الحوادث وأنني أتصل به لاستيقاء معطيات من الأسرة المالكة للشركة العقارية في إطار ما تقتضيه أعراف المهنة من توازن في الخبر واستيقاء الرأي والرأي الآخر. أقنعته بالكلام بعد وقال إن المشروع ليس في شركة تابعة له شخصيا محملا التساقطات المطرية والرياح القوية سبب سقوط أعمدة « الكوڤراج » وهو الإسم الذي يطلقه المنعشون العقاريون على الأعمدة الخشبية التي يقوم عمال الورش بتتبيث « الضالات » بها لحين أن « تكرم » قبل إزالتها..وكان أن نقلنا تصريح رئيس الرجاء بأمانة في مقال صباحي ولم يعترض بودريقة على مانشرناه ولأن الأمر يتعلق بوجود ثلاثة عمال( تم انتشال جتثهم فيما بعد ) تحت الأنقاض فقد انتقلت ل « عين المكان » للقيام بتغطية ميدانية. ومن خلال تصريحات السكان المجاورين للورش تبين أن الأجزاء المنهارة من الطوابق الأربعة شيدت حديثا،هناك من ألمح لوجود رملة مسوسة،وأوضح آخرون أن أشغال رمي « الضالات » كانت تستمر لحدود وقت متأخر من الليل وفي نهاية الأسبوع. أثناء البحث توصلنا إلى وثيقة رسمية تؤكد أن رئيس فريق الرجاء هو أحد المسيرين الأساسيين لشركة « بودريقة هولدينغ »صاحبة العمارة المنهارة وكان لزاما عليها أن نخبر القراء بتطورات قضية أصبحت تختلط فيها الرياضة برائحة الموت والمصالح الاقتصادية. تمر زهاء عشر دقائق على نشر الوثيقة في موقع « كود »،يرن الهاتف والمتصل هو سي محمد بودريقة رئيس الرجاء المتواجد في الديار السوسرية. بلباقة أرد عليه:أهلا سي بودريقة مضرا كاين شي جديد في القضية؟ « آش داك شي كتبتو في كود، راه الخبر ماشي صحيح. »؟ أرد عليه بأدب جم :علاش آسيد الرئيس واش الوثيقة ماشي رسمية ياك فيها أنتا هو المسير الثاني لشركة بودريقة هولدينغ . يرد بصوت حازم :أنتوما صحافة ديال الزبل والشركة مولات المشروع ماشي ديال بودريقة هولنيدغ، أنتوما صحافة ديال جود دريال. أساله مجددا: واخة آسيد الرئيس عطينا شي توضيحات راه البلاكة ديال الورش ألي في جنب العمارة المنهارة تشير إلى بودريقة هولنيتغ هي صاحبة المشروع. يرد الرجل بالقول:مغادي نعطيك لاشروحات لا والو..وسير غاا تقود؟ أجيبه ببرودة دم :شكرا السيد الرئيس راحنا زعما كنحتارموك آآآ السيد الرئيس وعلى كل حال ومغاديش نخسرو معك الهضرة. يقفل سماعة الهاتف، أتصل بالزميل أحمد نجيم وأخبره بكون رئيس الرجاء سبنا وخصر الهضرة وأنني احتراما للموقع منزلتش للمستوى ديالو وتكلمت معه باحترام. مدير الموقع لماهير: دير خدمتك وانقل أجواء استمرار البحث عن احتمال وجود ناجين من العمال تحت الأنقاض. تمر زهاء نصف ساعة..يرد اتصال هاتفي من رجاوي زميل عزيز يطلب مني أن أمسح كلام بودريقة فيه وأن لا أولي الأمر اهتماما. يا سيدي نحن ألفنا التعامل مع مختلف المواقف وبحال عايرنا بودريقة بحال شكرنا مغادي يزيد مينقص علينا ولن نعاديه بسبب قلة أدبه وأفهمته أنه من العيب أن يكون رئيس فريق عريق بجم الرجاء وقح بشكل غريب. لطالما كنت من محبي فريق الرجاء ولدي أصدقاء حقيقيون من لاعبي الرجاء القدامى اعتز بصداقتهم مثل اللاعب عبد الرحيم الحمراوي المارد الأخضر والمايسترو عبد المجيد الظلمي. بقدرما يحز في النفس المستوى الذي وصل إليه فريق الرجاء في عهد رئيس حملته المدرجات من مشجع إلى رئيس للقلعة الخضراء منذ أواخر سنة 2012،وتحول هذا الشاب المزداد سنة 1983 من « حياح »في المدرجات إلى رئيس لفريق النسور الخضر. ثم وأنا أتابع نشرات الأخبار والفيديوهات المنشورة في المواقع في حادث عمارة شركة « بودريقة هولدينغ » شاهدت كيف أن أحد المنخرطين في الرجاء يدافع عن ولي نعمته بودريقة بعدما أصبح الرجل بفضل بودريقة منعشا عقاريا هو ووالده المنخرطان في الرجاء،وكيف أن المال وتبادل المصالح يمكن أن يوفر لبودريقة ميليشيات موالية له في المكتب المديري تأتمر بأوامره وتنتهي بنواهيه. فحتى عندما طرحت مسألة بيع حافلة فريق الرجاء الأسبوع الماضي في المزاد العلني بسبب الأزمة المالية الخانقة التي أصبح يتخبط فيها الفريق، سارع « الحياحة » داخل المكتب المديري للمطالبة بالتمسك ببقاء بودريقة رئيسا للرجاء. بلغني أن بودريقة هو الرئيس الوحيد في المغرب الذي انتخبته المدرجات ليقود فريق الرجاء،في حين أن باقي الفرق الرياضية تم انتخاب رؤسائها من النخب.وأنه بعد أن ضمن هذا الشاب الأخضر العينين المنحدر من تاونات مقعده في الفريق،شرع في الحصول على « رخص استشنائية » بطرق مشبوهة لإنشاء عمارات تبدأ من السكن الاقتصادي للسكن الفاخر،ليصبح في ظرف زمني قصير من « الدوماليين ». ولأن الطبع يغلب التطبع،فلم يكف رئيس الرجاء التواجد في سويسرا ليرسل لنا سبابه البذيء عبر الهاتف ويطلب منا نمشيو نتقودووو. اعتقد جازما أن فريق الرجاء مهدد أكثر من اي وقت مضى، بعدما علمت أن الرئيس بودريقة لجأ لخيار الشقق مقابل المنح، بعد أن اقترح على مجموعة من اللاعبين إعادة جدولة متأخراتهم المالية التي لازالت على ذمة النادي، خاصة منح التوقيع التي أخلفت وعدها. ومن كرامات المقاول بودريقة، أنه اقترح على بعض اللاعبين إقتناء شقق في ملكية شركة « بودريقة هولدينغ » التي يديرها بأسعار تفضيلية، وأنه التمس من لاعبين آخرين مقايضة المبالغ المالية بشقة لإنهاء الجدل القائم حول هذا الموضوع والذي تحدث فيه الرئيس طويلا مع اللاعبين الغاضبين. وأعطت تخريجة بودريقة « الشقق مقابل المنح » أكلها مع عدد من اللاعبين كالصالحي والعسكري وأولحاج في انتظار أن يبيع شقق السكن الفاخر التي ينتجها لأعضاء المكتب المديري ويضمن رئاسة الرجاء مدى الحياة.