استعمل الإنسان بشمال إفريقيا التقويم الأمازيغي منذ 2964 سنة، أي قبل 950 سنة من ميلاد المسيح. حيث أصبح الأمازيغ يحتفلون في اليوم الثانى عشر من شهر يناير من كل سنة، بحلول رأس السنة الأمازيغية. ويعد هذا التقويم من بين أعرق التقويمات المستعملة على مر العصور، فهذه السنة تصادف مرور 2964 سنة على بداية احتفال سكان شمال إفريقيا بهذه الذكرى. وما يميز التقويم الأمازيغي عن التقويمين الهجري والميلادي، أنه مرتبط بحدث تاريخي من فعل الانسان، بخلاف التقويمين الميلادي والهجري المرتبطان بحدث ديني أو عقائدي (الهجرة و ولادة المسيح).
وهناك من الباحثين من يربط التقويم بإحدى الأساطير المعروفة في الثقافة الشعبية الأمازيغية، وتحكي هذه الأسطورة، حكاية تلك العجوز التي استهانت بقوى الطبيعة واغترت بقوتها وتحديها لقوة برد " الناير"، مما أغضب يناير واقترض يوما من فبراير بغرض الانتقام من العجوز وجحودها، فحدثت عاصفة هوجاء أتت على خيرات أراضي العجوز. فتحول ذلك اليوم في الذاكرة الجماعية إلى رمز للعقاب الذي قد يحل بكل من سولت له نفسه الإستخفاف والاستهانة بالطبيعة ، كما ظل الأمازيغ يحتاطون من انتقام هذا الشهر فيفضلون عدم الخروج للرعي مخافة أن تباغتهم عواصف ورعد يناير .
لكن معظم الباحثين الأمازيغ، يركزون على ارتباط هذا التقويم بالحادث التاريخي المتمثل في وصول الأمازيغ إلى سدة الحكم في مصر بعد ازاحة الفراعنة (950 قبل الميلاد)، على يد الملك "شيشونغ" (وهو ليبي/ أمازيغي)، ليوأسس بذلك حكم الأسرة 22 الأمازيغية التي حكمت لمدة قاربت قرنين من الزمن.
وقد إكتسى هذا التقويم بعدا هوياتيا لذى الأمازيغ ابتداء من اواخر الستينات في المغرب، وذلك بعد ظهور الجمعيات الأمازيغية، واضحى جزءا من شرعية الخطاب الامازيغي، وعنصرا رئيسيا في بنائه.