خلال جلسة المساءلة الشهرية حول السياسة الاجتماعية للحكومة في مجلس المستشارين، أول أمس، عاد عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، إلى توظيف المعجم السياسي نفسِه الذي اعتاد توظيفه منذ توليه المسؤولية قبل عامين، حيث ثار على المعارضة مخاطبا إياها بالقول "غادي نتبوردْ عليكمْ، لأنّ الشعب اختارني ومازال باغيني".. رئيس الحكومة نسي أنه في مؤسسة تشريعية وفي جلسة لمراقبة أداء حكومته من طرف المعارضة وليس في سباق انتخابي.. فالمفروض في السيد بنكيران هو أن يقدم حصيلة عمل الحكومة أمام المواطنين الذين صوتوا على حزبه، وأن يفهم أن اختيار الشّعب له قبل عامين كان على أساس برنامج حزبه الذي شارك به في الانتخابات، لذلك كان يُنتظر منه أن يصل إلى الحكومة ليقدّم إجابات عن الأسئلة الاجتماعية والاقتصادية لا أن يقدم خطابات نارية داخل البرلمان. المفترض أن هناك نوعا من النضج في العمل السياسي، وأن الأحزاب السياسية تفهم أن ارتباط الناخبين والمواطنين هو ارتباط بهيآت سياسية وليس بأشخاص بأعينهم، لكنْ يبدو أن السيد رئيس الحكومة نسي دوره وبدأ يبحث عن الزعامة الشعبية أو النجومية، وهذا منزلق خطير في السياسة في بلادنا، كان على السيد بنكيران أن يترفع عنه