تعددت خرجات رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران،وتحولت تصريحاته المثيرة إلى عناوين بارزة في مختلف وسائل الإعلام سواء المكتوبة منها أو المرئية،وبات أكثر من مرة لا يضع حدودا لتصريحاته ولخرجاته متناسيا أنه رئيس للحكومة المفروض فيه الشعور بحجم المكانة التي بوأه إياها الدستور الجديد،ناهيك عن خلطه بين مسؤولياته الحكومية و ترأسه للأمانة العام لحزب العدالة و التنمية. فكل مرة يأتي رئيس الحكومة إلى قبة البرلمان ليخاطب ممثلي الشعب، ويوجه الاتهامات هنا وهناك، و يعطي تبريرات أحيانا لا محل لها من الصواب . ولأن قاموس بنكيران ومعجمه من النعوت و المصطلحات لا ينتهي،و التي كانت الى القريب غريبة عن الساحة السياسية المغربية ، بتنا لا نتفاجأ بسماع أنواع من الحيوانات منها ما انقرض من الوجود أصلا. إن الدستور الجديد للمملكة أعطى لرئيس الحكومة صلاحيات كبرى تسمح له بأن يحسم في العديد من الامور والقضايا،بدل لعب دور الضحية المتآمر عليه ،وان يقدم للشعب حلولا واقعية بعيدا عن الوعود و التسويفات. وفيما يلي بعض من الاراء التي استقتها جريدة «العلم» حول هذه الخرجات : الدكتور إدريس بوشنتوف صيدلاني و فاعل جمعوي:غياب التجربة في تسيير الأمور مع الأسف الشديد إن الأستاذ بنكيران جل الوقت خارج عن الموضوع، وبعيد كل البعد عن اهتمامات المواطنين،وأعتقد أن ذلك راجع لعدم تجربته في تسيير الأمور. فنحن لا نشك في حسن نية السيد بنكيران، لكن وللأسف فتعامله لا داخل الأغلبية الحكومية ولا أمام المعارضة يبرهن عن قلة التجربة، وهذا راجع إلى عدد من الأمور التي كان عليه الابتعاد عنها كأن يتخلص من الفكر الأحادي و من بذله اللون السياسي وهو يدبر الشأن العام للبلاد كرئيس حكومة ، و كأن يعمل على الخلط بين صفتين الصفة الحكومية والصفة الحزبية و هذا ما يتسبب في خلق المشاكل له، كما أنه منشغل بالهاجس الانتخابي وهو بذلك يبقى بعيدا كل البعد عن طموحات المواطنين والبلد بصفة عامة .. يوسف الحماضي: موظف المواطن ينتظر خطابا مسؤولا ومتزنا وقابلا للتطبيق الخرجات الإعلامية للسيد رئيس الحكومة لا تخلو من كلام يؤسس للكلام وليس الفعل؟؟ بحيث أصبحت تصريحاته ووعوده مجرد لافتات شعاراتية، سواء بمختلف وسائل الإعلام أو بالبرلمان يجترها المواطن في حينها لأنها لا تحمل جديدا ولم تؤسسن بعد لواقع ملموس. وبالتالي صرنا نعيش وهما وجعجعة في الوقت الذي ينتظر فيه المواطن خطابا مسؤولا ومتزنا وقابلا للتطبيق يلامس انتظاراته ،وليس خطابا بهلوانيا يقفز على المشاكل... لأن هناك الكثير الكثير مما تنتظره بلادنا. فهل سيتجاوز السيد بنكيران وهم عفاريته وتماسيحه ، أم أن هذا الخطاب أصبح جزءا من منظمومة سياسته الحكومية ؟ ثم كيف سينظر الوزير بنظاراته الجديدة تجاه الجوانب الاقتصادية والاجتماعية العالقة؟ ع. الخنيفي نجود بلوعدودي : أستاذة سئمنا الخطابات الشعبوية والشعارات الفضفاضة لقد استبشرنا خيرا بوصول حكومة الاسلاميين الى سدة الحكم ،معتقدين أن الأمور ببلادنا ستتحسن الى الأفضل اقتصاديا ،اجتماعيا وسياسيا ،خصوصا بعدما أمطرونا بكلام معسول، ووعود خلال الحملة الانتخابية التشريعية لاستحقاقات 25 نونبر،بالإضافة الى تخدير عقولنا بالخرجات الاعلامية و القفشات السياسية التي كان يثيرها رئيس الحكومة في تجمعاته الخطابية وحواراته الصحفية،لكن بدا واضحا أننا أخطئنا الظن في هذه الحكومة ورئيسها الذي يبدوا أنه اختلطت عليه المفاهيم، وخانه خطابه الشعبوي الى مستوى أصبح يرهن مصير بلاد بمصير تجربة حزب. ففي اعتقادي إذن أن المواطن المغربي قد مل وسئم الخطابات الشعبوية والشعارات الفضفاضة ،ومازال ينتظر المنجزات والمشاريع والوعود مفعلة على أرض الواقع دون اللجوء الى حكايات الشياطين والعفاريت والتماسيح التي لا تنفع المغاربة في تحسين مستوى عيشهم وتطلعاتهم و انتظارا تهم الكثيرة والمتعددة. عادل زائر : تقني في الاعلاميات تخدير عقول المواطنين المغاربة أثار انتباهي منذ الاعلان عن الحكومة الجديدة ،الخرجات الاعلامية لرئيسها الذي كان يطل علينا بها خلال حواراته الصحفية وخطاباته الشعبوية المثيرة للجدل ،التي كانت لا تخلوا من الفكاهة والكوميديا الشبيهة بالعروض الترفيهية ،الهدف منها في نظري هو تخدير عقول المواطنين المغاربة الذين صوتوا لفائدة حزب العدالة والتنمية على أمل أن تحقق أحلامهم و انتظارا تهم ،لأنهم كانوا في أمس الحاج الى تغيير وإصلاح حقيقيين. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو ماذا استفاد المغاربة من الشعارات الفضفاضة و الخرجات الاعلامية الشعبوية ؟فهل هذا هو ما يسميه حزب العدالة والتنمية بالتغيير ؟ فشتان بين القول والفعل ،لهذا أقول من هذا المنبر ،أن الشعب المغربي يريد أن يرى حقيقة الوعود التي قدمت له في الحملة الانتخابية السابقة مفعلة على أرض الواقع ،و أتنمى أن تكون لهذه الحكومة تصورات استراتيجية وبرامج مندمجة لمعالجة القضايا الاقتصادية والاجتماعية ،وإعمال حكامة جيدة ومحاربة الفساد ،ولن تتحقق هذه الأهداف إلا بالابتعاد عن لغة الشياطين والعفاريت التي غالبا ما كنا نسمع عنها أنها تخرج من المصباح. سطات :محمد جنان عبد الله خيي العبث بمصالح الشعب المغربي ومستقبله الخرجات الإعلامية لبنكيران تذكرني بالتائه والعاجز الذي يحاول إخفاء عجزه وفشله بتلك الخرجات الهزلية التي لا طائل منها سوى العبث بمصالح الشعب المغربي ومستقبله الذي حوله رئيس الحكومة إلى الضبابية . بنكيران يعتقد بأن الشعب المغربي مشتاق إلى مسرحياته التي تصف بالهزلية بخطابته الشعبوية، والتي لا تسمن ولا تغني من جوع ، وهذا واضح من خلال تصريحاته التي تجرح مشاعر الأطر العليا المعطلة. وللأسف ،هذا حال المشهد السياسية الوطنية برئاسة عبد الإله بنكيران الذي يتجه بالوطن نحو المجهول، ولقد أصرت المعارضة على مقاطعة جلسة المساءلة الشهرية بسبب الأزمات التي تعرفها بلادنا بفشل رئيس الحكومة في فتح حوار جدي و مسؤول مع مختلف الأطياف الوطنية . د.الشرقي نصراوي: أستاذ السميائيات غياب الشجاعة لتسمية الأشياء بأسمائها للأسف سقط رئيس الحكومة في امتحان الإعلام وبدأت خرجاته تتحول شيئا فشيئا إلى رهانات مفخخة وإلى سيف ذو حدين يتخذ من الكلمات والقاموس والمعجم رهانا يبني من خلاله حربا ضروسا ضد فاعلين سياسيين معروفين ،وضد آخرين مضمرين كناية عن سياسين ورجال أعمال ورجال سلطة إلى آخره دون القدرة على تسميتهم، حيث يختار لهم نعوتا مبالغا فيها مما يزيد الشباب نفورا من الحقل السياسي ما دام رئيس الحكومة يقول لهم بأن لا حيلة له مع التماسيح والعفاريت. إن هذه اللغة لها أثر سلبي لأنها تشكل عنفا رمزيا وكم تثبت الوقائع كم هو سخيف رفض المجتمع دون الأخذ بعين الإعتبار حدود اللغة التي نمارس بواسطتها الكلام في مجال السياسة كما قال عالم الرموز الفرنسي رولاند بارت. إن بنكيران ننتظر منه أن يسلط الضوء عن أسباب الفقر والبؤس والحرمان وأن يبحث عن حلول ناجعة لظاهرة البطالة وأزمة الاقتصاد الوطني والبحث عن الكفاءات ومعرفة من هم الرجال اللذين يمكنهم خدمة الوطن والاقتصاد والبحث العلمي وإصلاح منظومة الأجور والتقليص من الفوارق الاجتماعية . وادي زم: أحمد العيادي أحمد العمري( فاعل إعلامي مغربي باسبانيا) «دغدغة» مشاعر المواطن المغربي بخصوص موضوع الخرجات الاعلامية لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، أولا أعتبر أن إطلالته عبر وسائل الإعلام مسألة صحية، لكن الأمر يختلف حول طبيعة الظهور ومضمونه، بحيث يظهر السيد بنكيران في الإعلام كأنه يقود حملة انتخابية، ويوجه خطاباته لأجل دغدغة مشاعر المواطن المغربي البسيط بأن هناك من يعرقل عمله، كأنه يخاطب قواعد حزبه... وتحمل مسؤولية رئاسة الحكومة يفرض عليه تسيير الشان العام المغربي، وهو شأن خاص بناخبي العدالة والتنمية وغيرهم. وأنا مثلي مثل باقي المغاربة، كنا نتمنى أن يكون ظهور رئيس الحكومة من أجل إعطاء توضيحات صريحة ومقنعة... مثلا حول القرار الاخير لحزب الاستقلال «بالانسحاب» من الحكومة، وما هي السيناريوهات المحتملة، لأن احترام الشعوب يبدأ بحقه في المعلومة، والابتعاد عن المزايدات السياسية، ولأن دوره أكبر من الدخول في رد الضربات، على اعتبار أن قائد السفينة يمكن أن يكون قائد للأغلبية والمعارضة، لتنفيذ برنامج الأغلبية، والتفاعل مع أداء المعارضة، إما بالأخذ ببعض منها، أو إعطاء بديل لها. العروصي بينة «انا غادي نخدم مع لصوتوا عليا» تصريح خالي من المسؤولية في وجهة نظري ان الخرجات الاعلامية لبنكيران، هي خرجات مليئة بالخطابات الشعبوية و الوعود الفضفاضة،وبالتالي يحق لنا التساؤل إلى متى سيظل الوضع هكذا وهذه الخطابات هي القائمة، بالأمس يخرج رئيس الحكومة في تصريح له أمام البرلمان ضمن الجلسة الشهرية ،و يقول «انا غدي نخدم مع لصوتوا عليا» وهنا أخلص إلى ان تصريحه هذا خال من المسؤولية، فمنذ أن أصبح رئيسا للحكومة و هو كل يوم بخطاب تارتا التماسيح و العفاريت و ثارتا «الله يغلبنا عليهم»، و تارتا «راه سرقوا البلاد» وهنا أسأله من هم هؤلاء،و أريد ان أقول إن المواطن المغربي أصيب بتخمة من هاته الخطابات الشعبوية و الوعود الفارغة . العربي الاحساني: أستاذ بالتعليم الإبتدائي شتان بين التصريحات والخرجات الإعلامية والواقع المعيش بعدما عاش المغرب في السابق أزمة سياسية عصيبة أدت إلى فقدان الثقة في الممارسة السياسية والعزوف عن الانتخابات بنسب مقلقة, بذلت الأحزاب الوطنية مجهودات جبارة لإرجاع الاعتبار إلى العمل السياسي ,بداية من دمقرطة الشؤون الداخلية وتنظيماتها وفرض نزاهة الانتخابات وفتح أوراش كبرى في جميع المجالات,نستشرف اليوم أزمة سياسية كبرى ستعيدنا إلى ما كنا عليه بسبب السلوكات الحكومة الحالية ورئيسها الذي لا يتوانى في إطلاق الخرجات الإعلامية والتصريحات الاعتباطية, أقل ما يمكن أن نقول عنها أنها ميعت العمل السياسي والتسيير الحكومي, بدأ اليأس يدب في نفوس كل من يسمع هذه الهرطقة، فمن هي التماسيح و العفاريت، و أين تكمن مسؤولية رئيس الحكومة؟ فأين شجاعته للإفصاح عن هذه التماسيح والعفاريت وتصفيتها من طريقه حسب ما تخوله له مسؤوليته لتطبيق برنامجه الحكومي في وضع مريح ,وشتان ما بين التصريحات والخرجات الإعلامية والواقع المعاش . فأين انتظارات الشعب من البرامج والملفات التي كانت معروضة في هذه الخرجات كإصلاح التعليم والقضاء والصحة والتشغيل ومحاربة الريع الاقتصادي.إن المستقرئ لراهنية هذه التجربة يخرج بعدة خلاصات أن لا شيء تغير ولا شيء تحقق من الوعود المعسولة عدا التصريحات والخطابات الجوفاء والمضاربات الإعلامية التي تعبر عن نفسها بكل ألوان التهرب من المسؤولية والبدائل وإلهاء الشعب لغايات الميكافليين والأصوليين ،وأخاف من هذه الزوبعة أن تعيدنا إلى العزوف السياسي مرة أخرى. سيدي بنور:عبد الواحد سجيد عبد اللطيف هاني خرجات تعود بنا إلى عالم كليلة ودمنة لأول مرة في تاريخ الحكومات التي تعاقبت على تدبير الشأن العام بالمغرب، بدأنا نعتاد على بعض المفاهيم الجديدة مع الحكومة الحالية، وعلى لسان رئيسها الأستاذ عبد الإله بنكيران، ومن خلال بعض خرجاته الإعلامية التي أغنى من خلالها القاموس السياسي المغربي بمصطلحات جديدة من قبيل العفاريت والتماسيح وغيرها من الحيوانات الأليفة والمتوحشة. حتى أصبحنا ولله الحمد وكأننا نعيش عالم كليلة ودمنة. وأطن أن في استحضاره لهذه الحيوانات الخرافية والصعبة المراس لدليل قاطع على أن قوة صاحبنا قد أصبحت عاجزة أمام هذا الزخم من الإكراهات ،والتي تبدوا له كعفاريت وتماسيح من الصحب تهجينها أو إخضاعها. هذا إلى جانب بعض التصريحات المضادة التي حاول من خلالها رد الصاع صاعين على معارضي سياسته في تدبير بعض الملفات الحكومية. لست أدري هل هكذا تدبر أمور الدولة؟. أم أنه كان بالأحرى على رئيس الحكومة أن يتفرغ للنظر في الملفات والقضايا الكبرى المطروحة والتفكير بشكل جماعي في إيجاد حلول ناجعة لها، عوض مضيعة الوقت في الرد المجاني وتسمية الأشياء بغير مسمياتها. أحمد قيود