طغى قاموس عالم الحيوانات على أشغال الجلسة الأسبوعية للأسئلة الشفوية في مجلس المستشارين، التي انعقدت مساء أول أمس الثلاثاء، بعد أن أثثت مصطلحات جديدة، من قبيل «الحلوف والغول»، فضلا على «تماسيح وعفاريت» عبد الإله بنكيران، المشهد البرلمانيّ المغربي لما بعد دستور الربيع العربي. ونحت إدريس الراضي، رئيس الفريق الدستوري في الغرفة الثانية، مصطلحا جديدا في قاموس «الحيوانات السياسية» المغربية، حينما وصف مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، ب«الغول الجديد». وقال خلال تقديمه الإحاطة علما باسم فريقه: «سمعنا أن بعض المواطنين في بعض الجهات والأقاليم يلاحظون ممارسات تمسّ بسمعة العدل في بلادنا، حيث يتدخل بعض المحسوبين على حزب رئيس الحكومة لتهديد الناس وترهيبهم وتخويفهم بوزير العدل أمام الملأ، وكأننا اليوم أصبحنا أمام غول جديد اسمه وزير العدل، أصبحوا تيخلْعُو به عبادْ الله». وبعد مصطلحي «الضفادع الصّماء»، الذي استعمله الحبيب الشوباني، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، في حق زملائه في حكومة عبد الإله بكيران، و«العفاريت التشريعية»، ابتدع الوزير الإسلامي مصطلحا جديدا في قاموس الحيوانات السياسية المغربية، حينما طالب بإسقاط الحصانة عن «الحلّوف»، وقال، في رده على سؤال لأحد مستشاري فريق الأصالة والمعاصرة بخصوص محاربة حيوان الحلوف: «يجب إسقاط الحَصانة عن الحلّوف.. وخاصّ يكون عمل تشريعي في هذا المجال». إلى ذلك، طالب حكيم بنشماس، رئيس فريق «البام»، الشوباني بالكشف عن هوية العفاريت والتماسيح داخل مجلس المستشارين، معتبرا «الأوصاف الصادرة عن الوزير إهانة تمسّ المجلس وتعبيرا عن السياسة الميتافيزيقية للحكومة، ولغة غريبة ودخيلة على البلاد». واعتبر بنشماس، خلال «الإحاطة علما»، التي تقدّم بها، أنه «بعد مرور سنة من عمر الحكومة لم تتمكن بلادنا من إحراز أي تقدم في مجال محاربة الفساد، الذي شكل الشعار المركزيّ للحملة الانتخابية للحزب الذي يقودها، بل على العكس من ذلك تماما، استفحل الفساد في عهدها، ليشمل أغلبَ القطاعات الحكومية»، مطالبا حكومة بنكيران ب«الكفّ عن الترويج لخطاب متناقض وملتوٍ، فتارة نسمع أنها جادّة في محاربة الفساد والعفاريت والتماسيح، وتارة نسمع عفا الله عمّا سلف». من جهة أخرى، تتجه العديد من الفرق البرلمانية (الأحرار، البام، الاشتراكي) إلى «إحراج» حكومة بنكيران، بعد أن تقدّمت بأسئلة حول استعمال الحكومة مصطلحات «العفاريت والتماسيح» وما يدور في فلكها، حسب ما كشفت مصادر برلمانية، مشيرة إلى أن تلك الفرق تريد توضيحات حول تلك المصطلحات. ويأتي ذلك في الوقت الذي طالب الفريق الاشتراكي خلال اجتماعه الأسبوعي، يوم الاثنين الماضي، النائبة رشيدة بنمسعود بمطالبة رئاسة المجلس بتوضيحات بشأن «العفاريت والتماسيح» خلال ندوة الرؤساء، التي انعقدت يوم الاثنين المنصرم.