من العلامات البارزة للهوية الثقافية والخصوصية الحضارية للشعوب فنون اللباس وانواع الازياء. فلكل شعب نمط خاص في اللباس، شكلا ولونا وتصميما، إذ أن للشعوب العريقة والحضارات الكبرى باع طويل في صناعة الازياء. ومن المؤكد ان المغاربة على اختلاف مكوناتهم الاثنية، قد ابدعوا في هذا المجال، وتنوعت ابداعاتهم عبر العصور وبتنوع الثقافات المحلية والمناطق الجغرافية من شمال المغرب الى جنوبه ومن ضفاف المحيط الى الحدود الشرقية. تنوعت الازياء الانثوية منها والذكورية من القفطان الفاسي والكرزية الجبلية والبرنوس الاطلسي الى الدراعية الصحراوية والملحاف الصويري.. الى غير ذلك من روائع الزي المغربي التقليدي التي تجلت فيها الكفاءات الابداعية لنساء المغرب ورجاله. لكن، ومرة أخرى: كم أكره هذه الكلمة، من المؤسف حقا أن نلاحظ اليوم في شوارعنا وازقتنا شيوع انماط من اللباس دخيلة على حضارتنا حتى نخال انفسنا احيانا اننا بشوارع قندهار او طهران او ان رئيسنا هو اردوغان. كلها ازياء مستوردة باعتبارها رمزا لانتماء عقائدي معين وكأن الحجاب لا يستقيم والزي المغربي او ان النقاب لن يستر وجه من شاءت ان تستر وجهها كما يفعل النقاب السعودي.. مما لا شك فيه ان استفحال هذه الظاهرة سيضيع على المغاربة جزءا من تراثهم وبعدا من حضارتهم وسيفقدهم شخصيتهم المتميزة وستنتهي منتوجات الصانع التقليدي الى بضاعة عتيقة لا تليق الا ك"سوڤينير" يقتنيه الاجانب .. إعادة الاعتبار للزي المغربي الاصيل، فيه صون للانسية المغربية في مواجهة كل اشكال الاستيلاب والتزييف.
ثم صدقا، يا بنات وطني: ألم تتعبكنّ رحلاتكن من السعودية الى ايران فتركيا الآن؟