أطلقت وزارة الاتصال اليوم الاثنين بدار الثقافة أم السعد بمدينة العيون مجموعة من الأنشطة تروم تثمين الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني. وأكد وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، في كلمة خلال ندوة تقديم برامج وأنشطة وزارة الاتصال تخليدا للذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء بالعيون، أن إطلاق هذه الأنشطة، التي تأتي في إطار احتفال الشعب المغربي بهذه الذكرى، يندرج في إطار تنزيل التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى احترام وتثمين خصوصية الثقافة الحسانية الصحراوية. وأضاف أن البرامج والمشاريع التي يتم إطلاقها اليوم، والتي تندرج في إطار تثمين الهوية الثقافية الصحراوية الحسانية، تعد تعبيرا ملموسا عن الثقة والإنصاف والوفاء والالتزام بتقوية الإشعاع الثقافي للأقاليم الجنوبية، ضمن النسيج الثقافي الوطني. وأبرز الوزير أن هذه البرامج تشمل إطلاق "معرض ملحمة المسيرة الخضراء المجيدة"، كما تم إعداد وتوزيع تسجيلات للأغاني الوطنية حول الصحراء المغربية وتشمل 15 أغنية، وإعداد وطبع مجموعة من الإصدارات، على شاكلة سلسلة، والتي صدرت طيلة أزيد من أربعين سنة حول القضية الوطنية، وهي تضم 19 إصدارا بأربع لغات. وأكد الخلفي أنه سيتم اليوم أيضا إطلاق النسخة الأولى من المهرجان الوطني للفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني، مشيرا إلى أنه سبق أن تم الالتزام بهذا المشروع في أبريل الماضي إبان التوقيع على اتفاقية "خيمة الصحافة"، وهي الخيمة التي سيقدم اليوم تصورها، وجرى التوقيع على اتفاقية شراكة لإنجازها بين السلطات المحلية والهيئات المنتخبة ووكالة تنمية الأقاليم الجنوبية ووزارة الاتصال بغلاف مالي قدره 13 مليون درهم. وأضاف الوزير أن هذا اليوم هو مناسبة لإطلاق البوابة الوطنية حول الصحراء المغربية "صحرا. غوف. ما"، مشيرا إلى أن هذه البوابة تعد مقدمة لانطلاق حملة وطنية ودولية حول قضية الصحراء المغربية، تحت عنوان "أربعون سنة من التقدم". وقال إن هذه المشاريع تأتي كذلك في إطار صيانة المكتسبات التي تحققت على مدى سنوات على مستوى إذاعتي العيونوالداخلة و"قناة العيون" التي مر على إطلاقها أزيد من عشر سنوات، ووكالة المغرب العربي للأنباء، والمركز السينمائي المغربي، والاعلام المكتوب الورقي والرقمي والإذاعات الخاصة، "وهي مكتسبات دالة على اعتبار أن الحراك الثقافي والفني في المنطقة يتفاعل أساسا في هذه المؤسسات الإعلامية الوطنية". وأشار إلى أن هذا اليوم هو مناسبة للاحتفاء بالطاقات والكفاءات التي اشتغلت في مختلف هذه المؤسسات، واستطاعت أن تراكم سلسة من الأعمال التي يتم تقديمها اليوم في إطار تنزيل التوجيهات الملكية السامية، الداعية إلى تثمين الخصوصية الثقافية الصحراوية الحسانية. وأضاف أن المشاريع والبرامج المعلنة في إطار الاحتفال بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، ستكتمل خلال الأيام القليلة المقبلة بالإعلان عن إحداث مندوبيتين جهويتين للمكتب المغربي لحقوق المؤلف بالعيونوالداخلة، وذلك من أجل إعمال المعايير الدولية المعتمدة من قبل منظمة اليونيسكو والمتعلقة بضمان حماية الملكية الفكرية وحماية التراث الإبداعي، وكذا بالإعلان عن مشروع الفيلم الإثنولوجي حول الصحراء في إطار مهرجان الداخلة، ثم إحداث ملحقة للتكوين في مجال السمعي البصري والسينما بشراكة بين المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما والمكتب الوطني للتكوين المهني وإنعاش الشغل. وأبرز الوزير أن هذا المسار التشاركي "يعكس التوجه نحو الثقة والإنصاف والوفاء والأمل والتطلع نحو المستقبل، وهي عناصر أساسية على اعتبار أن تاريخ المنطقة وثقافتها يتعرضان بشكل يومي لعمليات تزوير وتزييف من طرف أعداء الوحدة الترابية الذين يعملون على تزييف تاريخ الصحراء وتزويره وتحريفه عبر ترويج دعايات مغرضة لا تعكس الواقع الفعلي"، مشيرا إلى أنه حل بمدينة العيون طيلة هذه الأيام أزيد من 140 صحفيا، من دول مختلفة، "وقد جمعهم قاسم مشترك ألا وهو التعبير عن مفاجأتهم لكون الصورة التي شكلت بسبب الدعاية المغرضة ليست هي تلك الصورة الحقيقية التي يشاهدونها بأم أعينهم على أرض الواقع". وأشار الخلفي إلى أن هذه المشاريع والبرامج، التي تم إطلاقها اليوم تثمينا للخصوصية الثقافية الصحراوية الحسانية، تعد دعوة للثقة وتقدير المسؤولية في أبناء الأقاليم الجنوبية لكتابة تاريخها وتقديم ثقافتها وإبراز واقعها، وأن هذه المشاريع دعوة للانخراط في تنزيل الرؤية الملكية السامية، التي أعلن عنها الملك محمد السادس في خطابه التاريخي بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، والتي ترمي إلى جعل الأقاليم الجنوبية للمملكة مركزا لإشعاع اقتصادي وتنموي وثقافي يمتد على مستوى إفريقيا، مبرزا أن هذه التجربة، التي ترسخت على مستوى السمعي البصري، وفي مجال جغرافي قوامه خمسة ملايين من السكان، تقدم عنصرا كبيرا وهاما من أجل التقدم نحو تنزيل هذه الرؤية. وأكد الوزير أن من بين عناصر قوة هذه المشاريع والبرامج الطموحة كذلك هو أن الاشتغال عليها تم بطريقة تشاركية وجماعية استندت على الإنصات، فهي وليدة المنطقة وجاءت بناء على اقتراح من أبناء المنطقة، وعلى وجه الخصوص نادي المنتجين ونادي الصحافة بالصحراء، إلى جانب مجموعة من الفعاليات المحلية. وخلص الخلفي إلى القول "إننا نتجه في هذا المسار نحو تحميل المسؤولية للمنتجين وللمهنيين وللفعاليات المحلية بالمنطقة، لأن الهدف هو أن ننجح، وأحد الشروط النجاح الأساسية أن يتحمل الجميع مسؤوليتهم، ليس فقط في الدفاع عن الوحدة الوطنية وإنما أيضا عن إشعاعها". يذكر أن حفل إطلاق هذه الأنشطة حضره، على الخصوص، رئيس جهة العيون – الساقية الحمراء سيدي حمدي ولد الرشيد ورئيس المجلس الاقليمي السيد مولود علوات ورئيس المجلس البلدي مولاي حمدي ولد الرشيد وعدد من الفعاليات الاعلامية والفنية والثقافية وفعاليات المجتمع المدني.