اصر المخرج سعيد س. الناصري/ماشي المعروف/ ومعه فريق الفيلم على عبارة "اول فيلم حركي" في تاريخ السينما المغربية القصير للحديث عن فيلمه "كان يا مكان" الذي عرض ليلة امس الاثنين بمراكش في "خفقة قلب" القسم الخاص بالبرمجة الرسمية لمهرجان مراكش الدولي للفيلم الثالث عشر. لا ندري من اوحى له بذلك او بالاحرى ورطه. الفيلم السينمائي تجاوزا اراده المخرج الشاب ان يطرق نوعا سينمائيا استهلك ويستهلك المغاربة منه الكثير من الافلام وكل واحد له مرجعيته سواء الاسيوية او الامريكية. يبدأ الفيلم من ساحة جامع لفنا مع كثير من الكليشيهات او الحشو لعملية سطو يقوم بها اربعة افراد لبنك، ثم يلجأ احد هؤلاء الى قصبة يحكمها بالسيف والرعب "شاخان" ويسجن فيها شاهين زعيم اشهر قبيلة. هذه القصة التي حاول ان ينقلها المخرج لكن مشاهدة الفيلم تخرج المشاهد بانطباع اخر. منذ المشاهد الاولى بدت نية المخرج او مستواه وثقافته. مشاهد مكبرة وكاميرا متحركة كاعطاء ايقاع للفيلم كما لجأ الى خلطة الاستعانة بممثل وسيم اشبه بابطال فيديو كليبات الاغاني العربية "ولد بوكوص وبنت قرطاسة". لن نتحدث هنا عن "الثقابي" الموجودة في سيناريو مهزوز معلول فارغ بل عن مشاهد المطاردة في المدينة القديمة او بالقصبد وثم مشاهد المعارك، يبدو ان المخرج شديد التأثر بالمسلسلات السورية كالكواسر وما شابهها مع فارق اساسي ان تلك المسلسلات وراءها كاتب سيناريو ومنتج يعرف ما يريد تسويقه، لكن صاحبنا سعيد س الناصري تاه بين ازقة مراكش وممرات القصبة وصحراء مرزوكة تحولت تلك المناظر الطبيعية الى شخصيات اقوى من شخصيات فيلمه. هذا الفيلم يمكن ان يحقق ايرادات في القاعات السينمائية المغربية لان هناك من يحب هذا النوع من اللا سينما الذي يختبئ وراء التقنية لعدم وجود فكرة، لكن برمجته في مهرجان الفيلم الدولي وفي قسم "خفقة قلب" غير مبرر، فلا هو من الافلام التي يمكن للقلب ان يخفق لها ولا هو من الافلام الحساسة البسيطة التي تحتاج الى واجهة مثل مهرجان مراكش للدفاع عنها. خفقة القلب الوحيدة التي نجح فيها المخرج هو افساد تلك المتعة السينمائية التي خلقها الفيلم الكوري الجنوبي المشارك في المسابقة الرسمية الذي عرض امس الاثنين او الفيلم الياباني الرائع الذي عرض ليلة الاحد. هناك جملة معبرة كتبت في الكاتالوغ اثناء الحديث عن المخرج، "عن سن السابعة حصل سعيد س الناصري على كاميرا لم تفارقه طيلة فترة الطفولة". مع "كان يا مكان" اثبت المخرج انه مازال "صغيرا" في السينما يحتاج الى سنوات ضوئية كي يميز بين السينما وبين النقيل من السوريين او الامريكيين او الفيديو كليبات