عاش مسافرون مغاربة 48 ساعة من الجحيم والرعب، خلال رحلة عودتهم على متن طائرة تابعة للخطوط الملكية المغربية "لارام". وابتدأت فصول هذا العذاب، مساء الخميس المنصرم، حيث كان مرتقبا أن تقلع الطائرة من مطار بولونيا بإيطاليا في اتجاه مطار محمد الخامس الدولي، حوالي الخامسة مساء، بيد أن فرحة العودة انقلبت إلى غم، إثر إعلان تأخر الرحلة لبعض الوقت، بسبب عطل في الطائرة سيجري إصلاحه سريعا.
وأكد مسافر ضمن الرحلة أن ساعات الانتظار بدأت تتمدد، ليتسرب معها الملل والضجر إلى نفوس المسافرين، خاصة أن من بينهم أشخاص كبار في السن، وأطفال صغار.
وتضاعفت المعاناة بعد إعلان المسؤولين تأجيل الرحلة إلى يوم الغد، بسبب تعذر إصلاح العطب.
وعاد مسافرون أدراجهم إلى منازل ذويهم، الذين عاشوا معهم فترات عصيبة من الانتظار بمدينة بولونيا، بينما تكلفت "لارام" بمبيت مسافرين آخرين في أحد الفنادق بالمدينة.
وبعد طول انتظار، عاد المسافرون، أول أمس الجمعة، إلى المطار، على أمل أن تكون الأمور عولجت، إلا أن مسؤولي الرحلة كان لهم رأي آخر، وتشبثوا بالطائرة ذاتها لنقل المسافرين في رحلة كان يفترض أن تقلع في السابعة مساء، غير أن الجميع سيعيش في هذه اللحظة حالة جديدة من الرعب والخوف الحقيقي، بعد أن توقفت الطائرة وهي على مدرج الإقلاع، بسبب عطب قرب خزانها.
هنا بدأ المسافرون في الصراخ والاحتجاج بقوة، إذ نزل بعضهم من الطائرة، بينما بقي آخرون على متنها، قبل أن يغمى على مسافرة، كانت تمني نفسها بالعودة سريعا لإلقاء نظرة الوداع على زوجها الذي وافته المنية بالمغرب.
وبعد ارتفاع حدة الاحتجاج، وتدخل الشرطة الإيطالية، ووعود المسؤولين بإصلاح العطب في ظرف وجيز، قرر مسافرون عدم "المغامرة" والعودة في الطائرة وبالتالي تأجيل رحلتهم، بينما صعد آخرون الطائرة من جديد، بعد أن داهمهم الوقت، وتلقوا تطمينات مؤكدة بإصلاح العطب، لتقلع حوالي العاشرة والنصف، وتحط في الواحدة و35 دقيقة، من صباح أمس السبت، بمطار محمد الخامس، حيث كان ذويهم ينتظرون على أعصابهم واقفين ساعات طويلة في غياب كراسي للجلوس، بعد أن تابعوا تفاصيل "رحلة العذاب والرعب".