وضع صعب للغاية عاشه عشرات المسافرين مساء السبت الماضي داخل أروقة المطار الدولي بالدارالبيضاء. من بينهم المسافرون القادمون على متن الرحلة الرابطة بين فارصوفيا وأغادير، الذين تلقوا صدمة مفاجئة وهم يكتشفون أن الرحلة تتوقف دون سابق إنذار بالعاصمة الاقتصادية للملكة في حدود الساعة التاسعة مساء. العذر الذي سيق لهم جميعا في النازلة كان تغيير الطائرة. المسافرون، حوالي 150 شخصا، أغلبهم سياح من ذوي الجنسية البولونية وجدوا في استقبالهم أيضا حشدا غاضبا من المسافرين، مغاربة وأجانب، قدرتهم مصادر كانت حاضرة في عين المكان بحوالي 400 شخص، إما بسبب التأخر في إقلاع طائراتهم أو إلغاء الرحلات. وكرد فعل على حالة الاحتقان الكبير التي سادت المطار الدولي محمد الخامس حدثت مناوشات جانبية أدت إلى بعض الخسائر، بعد احتلال عدد من المسافرين الساخطين على تأخر رحلاتهم لشبابيك التسجيل، ما أدى إلى تأخير عدد آخر من الرحلات. واستغرب مسافرون من غياب التواصل مع الشركة التي تدير المطار وأيضا شركة الخطوط الملكية المغربية التي لم تقدم أية مساعدات للمسافرين تتعلق بالتغذية أو المبيت، حسب التصريحات التي أدلوا بها للأحداث المغربية. في حدود الخامسة صباحا، تم إركاب المسافرين القادمين من العاصمة البولونية على متن طائرة أخرى في أفق استكمال رحلتهم إلى أغادير. غير أنهم سيفاجئون بعد مرور 30 دقيقة، بمسؤول من شرطة المطار يطالبهم بالنزول لأن بعض الأمور التقنية غير مهيأة بصورة طبيعية داخلها. وتطلب الأمر بالنهاية تدخل ديبلوماسيين بولونيين حلوا بالمطار في حدود الساعة السابعة صباحا، لكي يأخذ السياح البولونيين طريق أغادير على متن رحلة خاصة ابتداء من الثامنة والربع صباحا. مشهد آخر عرفه المطار الدولي محمد الخامس ليلة السبت الماضي، فاقم من الوضع المحتقن بداخله. حوالي 100 طفل قادم من العيون باتجاه مطار أغادير وجدوا أنفسهم دون سابق إنذار في مطار الدارالبيضاء. الأطفال المنتمين لأحد المخيمات الصيفية، أمضوا الليل على بلاط المطار دون أكل أو مساعدة للمبين من أية جهة، ولم يتمكنوا من مواصلة الرحلة صوب أغادير إلا في منتصف اليوم التالي. محنة المسافرين مع لارام لم تقتصر على أرض الوطن. مسافرة مغربية قادمة من مطار بولونيا الإيطالي باتجاه الدارالبيضاء، روت للأحداث المغربية محنة 14 ساعة من التأخير يوم السبت الماضي 2 يوليوز. المواطنة المغربية المقيمة بمدينة مودينا الإيطالية، أدت مبلغ 1300 أورو مقابل مبلغ التذاكر على متن رحلة لارام، وكانت تنتظر موعد الرحلة بعد ظهيرة السبت في الساعة الواحدة و45 دقيقة. حين وصلت إلى المطار وجدت أن الرحلة تأخرت بثلاث ساعات، طلب من المسافرين فيها أن يتزودوا بالمؤونة أو التردد على المقاهي المجاورة. في الساعة الخامسة أخبر المسافرون على متن نفس الرحلة على تأخير جديد قوامه ساعتين إلا ربع، أي أن موعد الإقلاع تأخر إلى حدود السابعة و45 دقيقة مساء. وما إن وصل الموعد الجديد للرحلة، حتى وجد المسافرون أنفسهم مع موعد آخر : الثانية إلا خمس دقائق صباحا. «هنا انتهى صبر الجميع» تقول المسافرة المغربية، قبل أن تضيف « بأن المشاكل الكبيرة التي صادفها مسافرو الرحلة ذاتها مع أطفالهم ازدادت بفعل هذا التأخير المتكرر». أخيرا وفي حدود الساعة الثالثة صباحا وصلت طائرة من المغرب، وفيها تم إركابهم، فيما لم تقلع إلا في الساعة الرابعة و15 دقيقة صباحا. الخطوط الملكية لها تفسير لكل ما يحدث. فالازدحام الشديد التي تعرفه رحلاتها ابتداء من أواخر يونيو من كل سنة يساهم في هذا الارتباك بشكل مباشر، كما صرح مسؤول من الشركة للأحداث المغربية في تصريح هاتفي. « بالرغم من تعزيز القدرات اللوجستيكية للشركة، وتثبيت فرق خاصة من موظفين وتقنيين، فإن ازدحام الذروة يؤثر على جدولة الرحلات وانسيابيتها في هذه الفترة من كل سنة» يضيف نفس المسؤول، الذي نحا باللائمة في تأخر أو إلغاء بعض الرحلات على الطريقة « غير المناسبة» التي انتهجها بعض المسافرين المتذمرين، عبر احتلال شبابيك التسجيل و إلحاق بعض الخسائر بها. وهو ما ما أنتج وضعا متفاقما، حيث تأثرت الجدولة العادية للرحلات مباشرة على إثر هذا الاحتلال. وتوقع نفس المصدر أن تعود حالة الرحلات عبر المطار الدولي محمد الخامس إلى طبيعتها خلال الأيام القليلة القادمة، يؤشر عليه التحسن المسجل منذ صبيحة أول أمس الأحد، مشيرا إلى أن الشركة شكلت «خلية احترام توقيت» تشتغل 24 ساعة يوميا لتفادي تداعيات التأخير في الرحلات.