لا تظنوا أننا سنصمت ونقبل بسهولة أن يتعرض الريس للإساءة في إعلامنا العمومي. جزمة السيسي غالية عندنا، ولسنا مثل العدالة والتنمية، الذين وضعوا أصابعهم الأربعة في جيوبهم، وانتقلوا إلى موضوع آخر، وتخلوا عن إخوانهم. رقصة واحدة من صافيناز وها نحن في الساحات وأمام البرلمان، وإذا لم يتراجع التلفزيون الرسمي عن حملته، فإننا سنصعد وسنعلن العصيان. ليس لنا قطر ولا الجزيرة، لكن يحركنا حب السيسي، وبزته العسكرية الكاكي، ومن يحركه الحب لا يبخل ويبذل ويمنح بلا حساب. ونموت ولا نسمح بأن يلمس أحد شعرة من السيسي. لقد دعمناه وساندناه منذ البداية، ولن يأتي أحد ويقول لنا غيروا رأيكم، نحن مبدئيون، ولسنا مثل العدالة والتنمية ولا قطر ولا الإخوان في المغرب، وإذا أحببنا شخصا فمستعدون لأن نضحي بالغالي والنفيس من أجله. ولا نتقاضى دعما من أجل ذلك، ولا يحركنا إلا اصطفافنا مع الحق ومع الثورة ومع مصر. نحن كثيرون ومنظمون وموجودون في الفيسبوك وتويتر وفي الشارع، وبيننا ملايين المغربيات اللواتي يشاهدن القنوات المصرية كل يوم، والمستعدات للتضحية بأرواحهن، إذا ظهر من يتطاول على الزعيم. قطاعنا النسائي معبأ، وبينهن إخوانيات، أثر عليهن الإعلام المصري، وتخلين عن مرسي وهمن حبا في السيسي. ولا تستهينوا بنا، نحن قوة كامنة، وإذا خرجنا، فتوقعوا الأسوأ. لسنا 20 فبراير ولا التوحيد والإصلاح ولا العدل والإحسان، نخرج يوم الأحد ونعود إلى بيوتنا قانعين، ونرفع الأصابع بشكل مثير للضحك، بل كل نشاطنا نقوم به في المنازل، نتفرج على المسلسلات المصرية، ونتابع البرامج والحوارات مع الفنانين، وكلمة واحدة من غادة عبد الرازق، وها نحن نكسر التلفزيون وأواني المطابخ، ونثور في البيوت، ونقلب المغرب عاليه على سافله. وليس لنا رمز واحد ولا شهيد واحد، بل مصر كلها رمز لنا، وأبطالنا هم عادل إمام وليلى علوي وإلهام شاهين، والقائمة طويلة. معنا الأغاني والكليبات ومعنا المسلسلات والأفلام، ومعنا شعبولا. وكما قال المفكر الكبير ومنظرنا الإيديولوجي الأبرز الدكتور توفيق عكاشة: نحن جميعا مستعدون لأن نبوس جزمة السيسي. وأكثر من ذلك مستعدون لأن نقبل التراب الذي يمشي عليه. جزمة السيسي أحلى من خدود ليلى علوي في عز شبابها جزمته دلوعة مثل الراحلة سعاد حسني وتمشي على الأرض بخيلاء كما كان يمشي رشدي أباظة ولن ننساق وراء هذه التعبئة وهذه الحملة غير المفهومة، إلا إذا قالت لنا الدولة ماذا فعل لنا السيسي، ودون تقديم تفسير مقنع، سنظل مع السيسي وسنظل نقول السيسي رئيسي لقد تعرضنا نحن أنصار السيسي في المغرب لحملة مغرضة، ووصفونا بالبلطجية وبالانقلابيين، وصبرنا، لأننا نعرف أننا مع الحق ومع المستقبل ومع مصر، ولن نسكت بعد كل هذه التضحيات التي قدمناها، ولن نسمح بأن تتسبب نزوة عابرة في إفساد كل ما بنيناه. وإذا أخطأت مصر في حقنا، أخبرونا، لنتوسط لدى السيسي. وإذا ذهبت عند الجزائر وتحالفت معها، اعطونا الدليل، لأننا لا نصدق أن السيسي بكل هذا التهور، وأنه مستعد أن يفرط في أصدقائه وأنصاره بهذه السهولة. وحتى لو أراد فلا نظن أن السعودية ستسمح له بذلك ولا نظن أن الإمارات ستقبل بهذا الأمر نحن الأنصار لم نفقد بعد الأمل في جزمة السيسي ونطالب جميع الأطراف بضبط النفس، وبالخصوص الراقصة صافيناز والمفكر الكبير توفيق عكاشة والقنوات الفضائية المصرية والصحافة المغربية المتحمسة للدفاع عن المغرب وعن الوطن، فالأسلحة غير متكافئة، وليس لنا تلفزيون مصر ولا راقصات مصر ولا ممثلات مصر، ولم نخترع دواء يقضي على السيدا. وبحكمتنا واختياراتنا الموفقة، حين كان الجميع يلهث بالإخوان ومرسي والشرعية ورابعة العدوية، اخترنا نحن السيسي، واخترنا العسكر، ورفعنا الشعار مع المصريين، ووضعنا صور الزعيم في الفيسبوك. لذلك أملنا فيك كبير يا ريس ونتمنى ألا تخذلنا هنا في المغرب لقد دافعنا عنك ومدحناك وصعب علينا أن نكتشف أنك أسأت إلينا ووقفت في صف خصومنا فكر في النساء المغربيات اللواتي سياقطعن المسلسلات فكر في إيناس الدغيدي ويسرا، فكر فيها يا ريس، فكر في حبهما لمهرجان مراكش، والدعوة التي توجه إليهما في كل دورة. فكر في عادل إمام فكر في أنصارك فكر في أنا شخصيا لأني متأكد أن لا حل لمصر إلا أنت ونعدك إذا شعرنا أنك مظلوم وأن إعلمانا الرسمي أساء إليك فلن نصمت وسنتظاهر وسنرفع الشعارات السيسي السيسي وبس السيسي وبس حبيبي وراك رجالة يا ريس وليس أربعة أصابع تظهر وتختفي وفضائية تتخلى عنك في أول اختبار.