فليأت السيسي إلى المغرب. نحن لا نخاف من أحد، وإذا أراد أن يزورونا فليزرنا، ولن يفزعنا. وبنكيران سنحميه سنخبئه خلف صلاح الدين مزوار، ولن يظهر، ولن يراه المشير، ولن يقبض عليه. أتظنون أننا نختار في المغرب وزراء الخارجية اعتباطا، فقد اخترناه الأطول بين الجميع، والرياضي بين الجميع، ولاعب كرة السلة بين جميع زعماء الأحزاب. هذه فائدة أن يكون وزير الخارجية فارع الطول، لأنه يأتي اليوم الذي نحتاج فيه إلى هذا البروفيل. سنضعه في الصف الأول وسيغطي على كل حزب العدالة والتنمية، وستمر زيارة السيسي بخير وسلام. حتى أنه يمكن لبنكيران أن يرفع شارة رابعة وهو خلف مزوار ولن يراه السيسي، ولن ينتبه إليه، ويمكن أن تلتقط له صورة وتنشر في جريدة التجديد وصحيفة العربي الجديد القطرية، وهو يحتج ويدافع عن الشرعية، ولن يشعر به السيسي ولا الوفد المرافق له. على أي لا خبر من جهة رسمية يؤكد الزيارة لحد الساعة، لكننا كنا نتوقعها، وتخلصنا من سعد الدين العثماني. تخيلوا معي لو كان العثماني مازال هو وزير خارجيتنا، وزارنا السيسي، إنه أمر مفزع أن نتخيل ذلك. كنا والحالة هذه سنقدم له الحكومة المغربية على طبق من ذهب، فالعثماني قصير وملاحق، وقد ينرفز الرئيس المصري، ولن يغطي بنكيران ولا عبد الله باها ولا بسيمة ولا بوليف ولا الريسوني، كما أنه يموت حبا في الإخوان. الحمد لله، الحمد لله أن مزوار موجود، وإلا أخذ السيسي نصف حكومتنا إلى سجن أبي زعبل، ولم يبق لنا إلا مبديع وشرفات أفيلال. وكما قال أفتاتي الحكيم، فهذه زيارة دولة، وتتعلق بالعلاقة بين مصر والمغرب، وبالمصالح المشتركة، وأثناء الزيارة يمكن أن يأخذ بنكيران عطلة، وأن يعود إلى تركيا، أو يزور قطر، ويتعشى مع الطلبة، كأنه رئيس الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وليس ضروريا أن يلتقي السيسي. لكني لا أتوقع أن يضرب السيسي أحدا، رغم أن شبيبة بنكيران تقول له العرص، وحتى إذا جاء بجزمته العسكرية، فمزوار سيمنعه، ولن يدوس بحذائه على حزب العدالة والتنمية. ثم إنهم أقسموا بأغلظ الأيمان أنهم ليسوا من الإخوان، ولا علاقة لهم بهم، وأنكروا حسن البنا وسيد قطب، وكل ما يحبونه هو قطروتركيا فقط ، وهذا ليس دليل تهمة للقبض عليهم. ولو حاول السيسي، فلن نتركه، فبنكيران منا، ونحبه ويضحكنا، ومتهور وينسى أنه رجل دولة، ويتعاطف ويتراجع، ويرفع شارة رابعة ويخفض يده ويضع كفه في جيبه وقت الشدة، ويحب المغرب، وليس له أي ولاء لقطر وللجزيرة، حتى يأخذه الرئيس المصري منا. لن نسمح أبدا بذلك، وسنخبئه إلى أن تنتهي مدة الزيارة. فليأت السيسي إذا أراد أن يأتي. نحن لا مشكلة لدينا في المغرب: لنا حكومة تتعامل مع تركيا فقط وهي حكومة العدالة والتنمية، وهي حكومة شعارات وتضامن، وتعيش في الخيال وسحاب دولة الإخوان، وتنام كلما تعلق الأمر بالدولة المغربية، وتجد نفسها خارج السياق. ولنا حكومة موازية تتعامل مع فرنسا وأمريكا والقوى العظمى ولنا حكومة خاصة بمصر وحكومة خاصة بالأمم المتحدة وقضية الصحراء وعندما سيزورنا السيسي سيستريح بنكيران وسيترك الدولة تشتغل، لأنه ليس الدولة، ولا يمثلها، كما قال حكيم زمانه، الرجل الهادىء حين يلزم الهدوء، الفيلسوف أفتاتي. فليأت السيسي إن شاء أن يأتي ولن ترهبنها بزته الكاكي ولا جزمته الطويلة ولتأت معه ليلى علوي وفيفي عبدو وحتى الراقصة دينا لن يرهبنا أحد وبنكيران سنصفد يديه وشبيبة حزب العدالة والتنمية ستختبىء ذلك اليوم من الفيسبوك وبلاد التليدي سيكتب عند دور القيم في العلاقات المصرية المغربية بعد فشل الربيع العربي وصحافينا الهمام سيهيء في يوميته ملفا عن ماذا ربح بنكيران من مصافحة السيسي ووائل قنديل سيكتب الشعب المغربي يرفض زيارة السيسي والريسوني سينشغل أكثر بالفقه المقاصدي والضرورات التي تبيح المحظورات وستستمر الحياة وسيعود السيسي إلى مصر وسيعود بنكيران إلى الحكومة ويا دار مدخلك شر وبطلو ده وسماعو ده أما إذا تنطع السيسي وتعسكر وأصر على ملاحقة رئيس حكومتنا وقطع الأصابع التي رفعت شارة رابعة فمزوار له بالمرصاد أطول وزير خارجية في العالم العربي ومن طوله شبع فيه بنكيران شتما واضطر في النهاية إلى الاستعانة به ليحميه ويرفع عنه الحرج ويختبىء خلف ظهره ولا يظهر للسيسي ويقول له شكرا يا منقذي من ورطاتي التي لا تنتهي ومن لعبي المتهور بأصابع يدي التي جنت علي وأنا غير مسؤول عنها ولا أتحكم فيها ولا تليق بأصابع رئيس حكومة ورجل دولة إنها مستقلة عني وغير تابعة وعلاقتي بها كعلاقة العدالة والتنمية والتوحيد والإصلاح ولا أحد منا يتدخل في قرارات الآخر.