وصف عبد العزيز أفتاتي الهمة بالصدر الأعظم، والذي جاء من أجل التحكم في المشهد السياسي قبل أن يعصف الربيع العربي بهذا المشروع. وأكد أفتاتي الذي كان يتحدث بمدينة سطات، أول أمس الأحد، بدعوة من فرع العدالة والتنمية أن الدولة الموازية التي وصفها بأنها تتحكم في الأحزاب وفي المؤسسات هي التي دفعت حزب الاستقلال الى الخروج الى المعارضة في محاولة لإيقاف عجلة الاصلاح، كما ان هذه الدولة العميقة، يضيف، والتي يصفها بنكيران بالتماسيح والعفاريت هي من تحكمت في مؤتمر حزب الاستقلال. ولم يسلم صلاح الدين مزوار الحليف المرتقب لحزب العدالة والتنمية من لسان افتاتي، إذ لم يسحب الاتهامات التي سبق أو وجهت له في قبة البرلمان حينما اتهمه افتاتي شخصيا بتلقي أموال من «تحت الطابلة» حينما كان وزيرا للمالية في حكومة عباس الفاسي، بل أوضح أن العدالة والتنمية لن ينجر في هذا النقاش بعدما ذكره المواطنون بالتناقضات المسجلة في خطاب البيجيدي الذي سيتحالف مع التماسيح كما وصفهم، حيث يرى افتاتي أن حزبه عليه أن يوجه اهتمامه الى زاوية معينة في اشارة الى الدولة الموازية ، كما يقول. واعتبر أن حزب التجمع الوطني للأحرار لا مشكل لديه معه، بل إن المشكل مع المنتفعين فيه والمتنفذين رغم أن بنكيران سيفاوض مزوار، يقول أحد المعلقين على كلام افتاتي، وهو ما يبين ان الهم الاساسي للعدالة والتنمية هو الكرسي بأية وسيلة. ولم يكتف أفتاتي بمعاداة الجميع في المغرب بما في ذك المعارضة التي اتهمها بأنها تحمي الفساد وامتد لسانه الى مصر حيث اعتبر ما حدث من ثورة هناك قامت بها الملايين المصريين ضد حكم مرسي والاخوان هو انقلاب عسكري ضد الشرعية، بل وجه اتهاما مباشرا الى دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والامارات والكويت بكونها ساهمت في هذا الانقلاب وأغدقت ملايير الدولارات مباشرة بعد هذا الانقلاب، وهو الاتهام الذي يفضح الخطاب المزدوج للإسلاميين، يقول متتبعون. ففي الوقت الذي كان فيه رأي الخارجية المغربية التي يترأسها القيادي في العدالة والتنمية سعد الدين العثماني واضحا، ولم يعتبر ما حدث انقلابا، ينقلب هؤلاء على خطابهم داخل المؤسسات وينتصرون الى تنظيمهم الإخواني الأم. متتبعون رأوا أن خطاب أفتاتي والعدالة والتنمية يشكل تهديدا على علاقات المغرب مع دول الخليج، إذ سبق لهذه الدول ان وضعت رهن إشارة المغرب أموالا طائلة في ظل حكومة بنكيران. ورأى هؤلاء أن مثل هذا الخطاب التخويني وغير المسؤول من شأنه أن يضر بالعلاقات المغربية الخليجية، خاصة وأنه يأتي من حزب رئيس الحكومة. ولم تسلم الصحافة المغربية التي تابعت أحداث الثورة المصرية من اتهامات افتاتي، حيث اعتبر أنها تخدم أجندات أجنبية لكونها اعتبرت ما حدث ثورة وليس انقلابا كما يريد تنظيم الاخوان إقناعنا به.