يبدو أن الرئيس محمد مرسى مستعجل جدًّا على إثبات حسن نواياه للأمريكان والصهاينة، فها هو رئيسنا الإسلامى الإخوانى المنتخب يقرر تعيين سفير جديد لمصر فى تل أبيب بمجرد انتهاء مدة سلفه ويسرع السفير فى تسلم مهامه لدرجة أنه سافر بعد قرار تعيينه بساعات إلى تل أبيب عبر طائرة إير سيناء لتولِّى مهام منصبه. الرئيس الإخوانى الذى لم يكفّ هو وجماعته عن الإلحاح على مبارك لسحب سفيرنا من تل أبيب يرسل مرسى سفيره حتى باب البيت فى إسرائيل، طبعا هو ذل وتبعية لو فعلها مبارك وذكاوة وشطارة لو فعلها مرسى! لكن لعله نضج الرئيس وجماعته فانتهت المزايدات والعنتريات واعترفا بالأمر الواقع وسلَّما سفيرهما إلى تل أبيب حتى يتلقى الصهاينة رسالة التهدئة وأمانة المحبة من الرئيس مرسى، وأنه يسير على درب مبارك محترِمًا المعاهدات والاتفاقيات. شىء عظيم جدا، لكن أرجوكم عودوا إلى مؤتمرات مرسى الانتخابية وشاهدوه هو ودعاته ووعاظه يبشروننا بفتح القدس ودحر إسرائيل ويحذرون من المرشح المنافس الذى سترقص إسرائيل فرحًا لو فاز، بذمة أبيكم ما الذى كان سيفعله شفيق أكثر مما يفعله مرسى من مهادنة مع إسرائيل؟! على الأقل شفيق رجل من نظام مبارك التابع للسياسة الإسرائيلية والأمريكية وسليل اتفاقية كامب ديفيد ولم يقل عن إسرائيل إنها عدو ويرحب بعلاقات معها فما الذى فعله لنا الرئيس الذى كان وعاظه فى المؤتمرات يدعون الناس لانتخابه، لأنه صلاح الدين الأيوبى الجديد؟! أهو صلاح الدين الأيوبى الجديد يا سيدى أرسل سفيره إلى تل أبيب التى أعربت عن رضاها عن مرسى كما قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» فى موقعها على الشبكة، أول من أمس، وأضافت أن تعيين السفير المصرى يشكِّل إشارة تنفى إمكانية تدهور العلاقات المصرية الإسرائيلية، ويعكس حرصا مصريا على استمرار العلاقات بشكل إيجابى. الرئيس لم يترك لنفسه حتى فرصة التلكؤ أو التملص أو تحويل السلام مع إسرائيل إلى هدنة باردة أو مثلجة، أو استخدم تعيين السفير ورقة لصالح القضية الفلطسينية، أبدًا، الرجل سارع متلهفا محافظا على «حسنى الجوار»! ليس السفير عاطف سيد الأهل هو من كلفه مرسى ليطمئن قلب نتنياهو على علاقات الرئيس الإخوانى بدولة الاحتلال، بل ذكرت صحيفة «معاريف» كذلك فى نفس اليوم أن وزير الدفاع المصرى الجديد عبد الفتاح السيسى قد هاتف وزير الأمن الإسرائيلى إيهود باراك يوم الأربعاء الماضى وأخبره بأن الوجود العسكرى للجيش المصرى فى سيناء هو وجود مؤقت. وأن هذه المحادثة جاءت قبل اجتماع وزير الدفاع المصرى مع الرئيس محمد مرسى، وأن الوزير المصرى قد أعرب أمام نظيره الإسرائيلى عن التزام بلاده باتفاقية السلام مع إسرائيل. الأخطر أن الرئيس مرسى الذى يقود عملية سيناء بنفسه كما قال (بالمناسبة ما آخر أخبارها؟) لم يعلق ولم يتخذ أى قرار أمام تسلل ضباط الموساد الإسرائيلى إلى سيناء وتنفيذهم عملية اغتيال لأحد أعضاء الجماعات الجهادية وقد صارت سيناء كلها تعرف الآن أن ضباطا صهاينة اخترقوا الحدود المصرية 15 كيلومترا، حيث كشفت جماعة «أنصار بيت المقدس» أن عملية الاغتيال تمت بمحاولتين، اخترق فيهما أربعة ضباط صهاينة الحدود المصرية يحمل كل منهم حقيبة بها عبوة زنة 20 كجم من مادة التتريل شديدة الانفجار وسلاحا آليا «m16»، و تقدموا داخل الأراضى المصرية لمسافة 15 كم، حيث قرية (خريزة) وقاموا بزرع إحدى العبوات التى انفجرت فى عضو الجماعة من خلال وحدة دعم ومراقبة للطريق بواسطة طائرات صهيونية دون طيار. هذا الاختراق تم رغم قيادة الرئيس مرسى بنفسه للعمليات فى سيناء وقد صمتت الرئاسة تماما، ولم تعلق أو ترد على هذه المهزلة، بل كان رد الفعل الفورى شديد البأس رادع الحزم من الرئيس مرسى بأنه أرسل سفيرا مصريا جديدا إلى تل أبيب! أظن أن شكلنا كده لا يرضى صلاح الدين ولا حتى ناجى عطا الله!