أفرد الأمير هشام في كتابه " الأمير المنبوذ" فصولا متعددة للحديث عن علاقات الحسن الثاني مع رؤساء الدول العربية، ومن بينهم حافظ الأسد الذي تبادل رسائل جافة مع الملك حين حاول هذا الأخير التوسط بينه و بين ياسر عرفات.قال الأسد للحسن الثاني في إحدى رسائله بأن الحرب مع الغربيين لا تخيفه وأنه متعود عليها منذ نعومة أظافره. وأوضح الأمير أن الحسن الثاني لم يكن يخفي كرهه الشديد للأسد وكان يصفه بالحيوان البارد الذي صنعته الحرب الباردة.ولذلك لم يكن يطيق أن تقيم الولاياتالمتحدةالأمريكية وزنا كبيرا له، لقد كان يحتقره مثلما قد يحتقر جنرال كبير ملازما مبتدئا.ولكن الأميركيين كانوا يجيبون الحسن الثاني على لسان وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسينجر بأنه و إن كان حافظ الأسد لا يستطيع قول جملة مفيدة إلا أنه نجح في جعل بلده ركيزة أساسية في الشرق الأوسط،وكان كيسينجر يردد:" لا نستطيع إعلان الحرب دون مصرو لا نستطيع إقامة السلام بدون سوريا". وكشف الأمير هشام في كتابه وفق ما اطلعت عليه "كود"٬ أن حافظ الأسد تبادل نفس الكره الشديد مع الحسن الثاني إذ كان يلومه على دس أنفه في شؤون الشرق الأوسط كما أنه قام بمنح جوازات سفر مغربية لرفعت الأسد، شقيق حافظ الأسد، حين فر من سوريا بعد فشل تمرده العسكري،وهو أمر لم يغفره الأسد للحسن الثاني أبدا. الحسن الثاني يتنأ بمصير العراق ويتجسس على اسلحة صدام كشف الأمير هشام في كتابه أن الحسن الثاني كان في حالة صدمة كبيرة حين علم بقيام صدام حسين بغزو الكويت يوم 2 غشت 1990، واستغرب كثيرا كيف أن قناة فضائية سبقت الأجهزة الاستخباراتية في نقل الأحداث، ولهذا أمر بوضع " بارابولات" في الديوان الملكي و حتى في غرفة نومه لكي يتابع أخبار الحرب بشكل مباشر على قناة سي إن إن. وكان الحسن الثاني يسر للأمير بأن تقارير هذه القناة أكثر مصداقية من ما يقولونه له في القيادة العامة للجيش. ثم يحكي الأمير عن المفارقة التي وقع فيها الحسن الثاني حين اصطف مع السعودية و الحلفاء الغربيين ضد صدام رغم الشعبية الكبيرة التي تمتع بها هذا الأخير لدى الشعب المغربي حينها،وكشف أن الحسن الثاني اختار أن يعاكس الرأي العام لأنه ملك مطلق، أمير المؤمنين ولا تهمه التوجهات السياسية لشعبه. لقد راهن الحسن الثاني على الانتصار الأمريكي منذ البداية ولكنه لم يفهم لم تحالف ملك الأردن حينها حسين مع صدام،وكان يقول في اجتماعه مع الوزراء متنبئا:" سيتم دهس صدام و سيتم احتلال بلاده و تفكيكها مثل ما وقع لألمانيا النازية". ولكن وقوف الحسين مع صدام كاد يزعزع يقينه إذ كان يشك في امتلاك صدام لسلاح سري . وكشف الأمير أنه حين التقى ملك الأردن بعد سنوات وسأله عن خياره ، أسر له بأن ذلك كان نتيجة لحسابات سياسية، فقد كان صدام مموله الاقتصادي الرئيسي وأنه كان يظن أن صدام سيخرج من الكويت قبل أن يشن المجتمع الدولي حربه عليه محافظا على الشريط البترولي " بوبيان" المتنازع عليه مع الكويت اَنذاك. يصف الأمير كيف أن الحسن الثاني كان يحتقر صدام و يعتبره مجرد بدوي يحيط به مستشارون لا يعرفون قول كلمة لا،وأنه شخص نجس رغم إتقانه لعب دور الرئيس المؤمن بتصويره مرات عديدة وهو يصلي و إضافته لعبارة " الله أكبر" على العلم العراقي. لم يكن الحسن الثاني يتوقع أنه سيرفع التحدي في وجه القوى العالمية إلى النهاية. ولهذا كلفه بمهمة استخباراتية : أن يستكشف إن كان لصدام سلاح سري، لأن الدول الغربية كانت شحيحة في المعلومات التي تقدمها للملك. ثم يتحدث الأمير هشام بعدها كيف أنه دخل في لعبة استخباراتية خطيرة احتاجت إلى أموال كثيرة،حيث دفع تكاليف ليالي في أفخم الفنادق الأوروبية ووزع سيارات و هدايا باهظة على ضباط من الجيش الأردني وعلى مقربين من صدام، ولم يخفي الحسن الثاني تذمره من بطء العملية و الإسراف الكبير الذي رافقها، ولهذا أوقف عملية كان الأمير هشام ينوي القيام بها للقاء تاجر سلاح سويسري اسمه جورج لاركي كان يسلم الأسلحة لصدام في التسعينات. وفي الأخير كشف الأمير هشام أنه بعد جهد كبير استطاع أن يعرف أن صدام طلب من تاجر الأسلحة نوعية معينة تكشف أنه لا يفكر في خوض حرب كيماوية ولا نووية،وهكذا فطن هو و الحسن الثاني إلى أن صدام كان يراهن على بث الرعب في المجتمع الدولي بفقاعة فارغة،بإيهامهم أنه يملك سلاحا سريا. وقال الأمير إن الحسن الثاني استمتع كثيرا وهو ينتظر دهس وطحن صدام وهو ماوقع.بل إن الحسن الثاني في حركة كوميدية وقبل بدء الهجوم الأمريكي على العراق بخمسة دقائق ألقى خطابا طويلا في التفزة يطلب فيها من صدام الخروج من الكويت قبل انتهاء مهلة القوات الدولية،ولكنه قال للأمير هشام و الأمير رشيد بعد الخطاب : " أتمنى ألا يسمع ابن الزنا هذا كلامي "