اهتمت الصحف العالمية في معظمها أول أمس بإفراد مساحات كبيرة لتغطية القبض على الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وتأثير ذلك على وضع قوات الاحتلال في العراق، وإمكانية أن يساعد ذلك في كشف أسرار أسلحة الدمار الشامل التي يعتقد أن العراق يمتلكها، مقابل صفقة مع صدام. في الصحافة الغربية هاأرتس الصهيونية: صفقة أمريكية قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية: إن مسؤولين عراقيين يشاركون في مؤتمر يناقش مستقبل المنطقة في العاصمة اليونانية أثينا، ألمحوا إلى احتمال أن يتم إبرام صفقة مع الرئيس العراقي السابق صدام حسين، بحيث يتم الحكم عليه بالسجن مدى الحياة ويجنب عقوبة الإعدام، إن هو أدلى بمعلومات عن أسلحة الدمار الشامل وأماكن وجودها، وهل تم تهريبها إلى سوريا كما زعم في السابق. وأوضحوا أنه حتى لو كانت كمية الأسلحة المخبأة قليلة، فإن صدام حسين على علم بالأشخاص الذين كانوا يتولون أمرها، والأماكن التي خزنت فيها. الهيرالد تريبيون: على المنتصرين أن لا يستغلوا اعتقال صدام دعائيا رأت صحيفة الهيرالد تريبيون أن محاكمة الرئيس العراقي صدام حسين يجب أن تكون عادلة وعلنية، وأن تنأى بنفسها عن الشبهات، وأن لا يبالغ المنتصرون في هذه القضية، وأن لا يجري استغلالها دعائيا. وتضيف الصحيفة: لسوء الحظ، فإن المؤسسات القضائية العراقية غير مؤهلة للتصدي لمثل هذه المحاكمات بمفردها، وحرصا على مشاركة العراقيين فيها، تقترح الصحيفة أن يتم تنظيم محاكمة صدام حسين على الأراضي العراقية وبرعاية من الأممالمتحدة على أن تتألف من قضاة عراقيين ودوليين. وتعتبر الصحيفة أن اعتقال صدام حسين يمثل فرصة غنية للإدارة الأمريكية كي تصحح من توجهاتها وتكتيكها في العراق. وبدلاً من إقصاء فرنسا وألمانيا وروسيا وكندا عن عملية بناء العراق، فإن على الرئيس الأمريكي أن يسعى لتهيئة أجواء من المصالحة ويشجع هذه الدول على المساهمة في عمليات إعمار العراق وحفظ الأمن هناك. ولأن من شأن ذلك كما تقول الصحيفة أن يخلق بيئة آمنة تسمح للأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها في إعادة بناء هذا البلد الذي مزقته الحرب، وإضفاء الطابع الدولي على الاحتلال. الصحف الإسبانية: اعتقال صدام خطوة قد تحسن من ظروف الشعب العراقي بدورها ركزت الصحف الإسبانية على اعتقال صدام حسين، وقد اعتبرت صحيفة الباييس من ناحيتها أن هذه الخطوة قد تحسن من ظروف الشعب العراقي. بينما قالت صحيفة سود دويتشه تحت عنوان نهاية صدام إن على واشنطن أن لا تستخدم هذا النجاح لتبرير الأخطاء الكثيرة التي ارتكبتها حتى الآن وبالتالي عليها البدء في رفع المعاناة عن العراقيين في حياتهم اليومية. نيويورك تايم: محاكمة صدام نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين وعراقيين أن الرئيس العراقي السابق صدام حسين سيمثل أمام محكمة عراقية خاصة بعد أن تنهي السلطات الأمريكية استجوابه والتحقيق معه. وتشير الصحيفة إلى أنه وفي سبيل مواجهة انتقادات محتملة من افتقاد المحاكم التي أعلن عن تشكيلها مجلس الحكم العراقي قبل أيام للخبرة الكافية، فإن من المحتمل الاستعانة ببعض الخبراء الدوليين كمستشارين. وفي تحليل لها تدعي الصحيفة أن اعتقال صدام حسين خطوة مهمة لإلحاق الهزيمة بالمقاومين الذين كانوا يتخذون منه رمزا!!، كما أنه سيرفع من معنويات الجنود الأمريكيين في العراق، إلا أنها تعترف في الوقت ذاته أن ذلك غير كاف لتحقيق نصر دائم. وتضيف الصحيفة في معرض ادعاءاتها أن العديد من العراقيين كانوا يحجمون عن التعاون مع القوات الأمريكية لاستحكام عقدة الخوف من صدام حسين لديهم، واحتمال عودته إلى السلطة مجددا، إلا أنهم الآن أصبحوا على اقتناع تام بأن الرجل الذي هيمن على البلاد ثلاثة عقود، انتهى إلى الأبد من مستقبل العراق. في الصحافة العربية سيطر نبأ اعتقال الرئيس العراقي السابق صدام حسين وصوره التي بثتها قوات الاحتلال الأمريكي أول أمس على اهتمامات كل الصحف العربية الصادرة أمس، وبذل كثير من الكتاب والصحافيين جهودا كبيرة لمحاولة تفسير الخبر الصدمة الذي جاء مفاجئا للجميع. صحيفة الحياة اللندنية: دور إيراني قالت صحيفة الحياة اللندنية، إن اختيار جلال طالباني رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني وكالة الأنباء الإيرانية لإطلاق أول نبأ عن اعتقال الرئيس العراقي السابق صدام حسين، يثير تساؤلات عن تعاون إيراني محتمل في عملية الاعتقال. ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة تلميحها إلى أن طالباني نجح في الحصول على تعاون استخباراتي إيراني مما شجع مجلس الحكم العراقي على اتخاذ قرار بإخراج منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة من الأراضي العراقية. ولفتت المصادر إلى أن تصريح قائد القوات الأمريكية في العراق ريكاردو سانشيز عن قراره بإخراج مجاهدي خلق من العراق جاء شبه متزامن مع دهم مخبأ صدام حسين. ولم تستبعد المصادر أن يكون طالباني التقط اللحظة المناسبة لإنضاج ملف إخراج مجاهدي خلق بالتوازي مع تقدم في ملف عناصر القاعدة الذين تحتجزهم إيران، وصولاً إلى تعاون استخباراتي أمريكي إيراني غير مباشر في اعتقال صدام. صحيفة الشرق الأوسط:الحدث يمهد الطريق لصفحة جديدة في العلاقات الإيرانيةالأمريكية!! بدورها نقلت صحيفة الشرق الأوسط عن مصدر في لجنة الأمن القومي والعلاقات الخارجية بالبرلمان الإيراني أنه إذا كانت الشائعات حول وجود علاقة لاستخبارات بلاده باعتقال صدام حسين، دقيقة فإن ذلك سيمهد الطريق لفتح صفحة جديدة في العلاقات الإيرانيةالأمريكية. في حين قال مسؤول أمنى إيراني كان في السابق قائدا مساعدا لمقر النصر على الحدود الإيرانية العراقية المكلف بشؤون العراق، إنهم تلقوا يوم الأربعاء الماضي خبرا من أحد مراكز الاستخبارات الإيرانية السرية في العراق، مفاده أن صدام حسين شوهد في منطقة قريبة من تكريت. وأن رجلا من أسرته يملك سيارة جيب يابانية يقوم برحلات مشبوهة بين مدينة تكريت ومزرعة غربي المدينة، مضيفا أنهم قاموا بعد دراسة الخبر بإبلاغ بعض أصدقائهم العراقيين الذين اتصلوا بدورهم بقيادة قوات التحالف. صحيفة الرأي العام الكويتية: تلفزيون الكويت أول محطة في العالم تبث اعتقال صدام وقالت صحيفة الرأي العام الكويتية إن تلفزيون الكويت كان أول محطة في العالم تبث خبرا عن اعتقال الرئيس العراقي السابق صدام حسين منسوبا إلى مصادر عراقية، وأن وكالة الأنباء الإيرانية تبعت تلفزيون الكويت بإعلان النبأ منسوبا إلى جلال طالباني عضو مجلس الحكم الانتقالي. وذكرت الصحيفة أن اعتقال صدام كان مادة رسائل هاتفية راجت بين الكويتيين، من بينها تهانئ باعتقاله ونكات تعرض به وبمساعديه، ومن بين هذه الرسائل يكفيني فخرا أنك أميري... وبالمبارك يابو مبارك وأخرى تقول إن مجلس الحكم العراقي يعلن عن اعتماد أغنية صادوه نشيدا وطنيا للعراق. صحيفة البيان الإماراتية:صدام خارج العراق نقلت صحيفة البيان الإماراتية عن شبكة التلفزيون الأمريكية سي.بي.إس أنه جرى نقل صدام حسين إلى خارج العراق. وقال مصدر في البنتاغون إن وشاية عائلية كشفت عن مكان صدام السري. وإنه تم التأكد من هوية صدام حسين عبر تحليل الحامض النووي دي إن إيه، والاستعانة بطارق عزيز النائب السابق لرئيس الوزراء العراقي والمعتقل حالياً لدى القوات الأمريكية. وتنقل البيان عن مسؤول أمريكي رفض الإفصاح عن اسمه تأكيده أن التحرك الأخير جاء بفضل شخص اعتقل أخيرا قدم معلومة قادت إلى الموقع، مشيرا إلى جهد تحليلي على مدى الأسبوعين الماضيين لمعرفة من يساعدونه على الاختباء واعتقالهم والتحقيق معهم حتى تم الوصول إلى الدائرة الداخلية لصدام.