سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الانتروبولوجي مراد الريفي ل"گود": عرض الغنيمة على مرأى الجميع هو نوع من التفاخر بتحقيق إنجاز متميز وهذا معنى "التشرميل" وبرنامج "اخطر المجرمين يشجع هؤلاء
يرى مراد الريفي، الباحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية، أن ظاهرة ما أصبح يعرف ب"التشرميل" تتربط بتحقيق الذات من طرف الشباب. وأكد مراد الريفي، في تصريح ل "كود"، أن تحقيق الذات من طرف هذه الفئة العمرية يعد "سلوكا" له الكثير من قنوات التصريف، أهمها هو ظاهرة العنف الذي انتقل من المستوى الفردي إلى الجماعي كنوع من التعبير عن الانتماء إلى مجموعة معينة تبحث عن التميز الاجتماعي ولو من خلال سلوكيات متطرفة أو منحرفة.
وعزا الباحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية ذلك إلى الفراغ القيمي والتأطيري الذي يعيش فيه الشباب والذي يجعلهم عرضة لتصريف تعبيراتهم المختلفة وجنوحهم نحو تحقيق انتماء اجتماعي معين لشتى الطرق بما فيها تلك التي تكون صادمة للمجتمع السليم، يقول الريفي ل"گود".
واعتبر الباحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية أن عرض الغنيمة "على مرأى الجميع" هو نوع من التفاخر بتحقيق إنجاز متميز، وتصبح الجريمة إنجازا في غياب الردع القوي لها، سواء من طرف المجتمع أو من طرف الجهات الأمنية المختصة.
مرى الريفي قدم تفسيرا لمصطلح "التشرميل"، أشرا فيه إلى أن هذا المصطلح يختزل البعد الثقافي لهذه الظاهرة، إذ أن "تشرمل" تعني "تخبط عشواء أو تعني في سياق آخر خلط الحابل بالنابل"، وهي ظاهرة توجد لدى مجتمعات أخرى كالمجتمع الإندونيسي الذي يعرف ظاهرة "اموك"، حيث يخرج شخص معين حاملا لسلاحا ويبدأ في ضرب كل من يعترض طريقه.
أما في ما يتعلق في البعد الأمني لمعالجة الظاهرة، فقال الريفي إنه يتطلب مقاربة شمولية تبدأ بمراقبة المستوى السمعي البصري، إذ أن بعض البرامج ك"أخطر المجرمين" أصبحت تعرض الجريمة وتفاصيلها وتدابيرها أمام المجتمع بشكل أفقدها خطورتها وجعل الشباب عرضة لتقبل كل هذه المضامين ولو بشكل لا شعوري.
وذكر الريفي، ل"گود"، أن الأساس في هذه المقاربة الأمنية الشمولية هو "تضافر الجهود بين الجهات الأمنية والمجتمع المدني"، من خلال خطة وطنية محددة الأهداف تنبني أساسا على تأطير الشباب على صعيد الأحياء وتوفير البنيات التحتية (الرياضية، الثقافية...) التي تنتشل من هذه الفئة من الفراغ القاتل".