اشتقت لأكتب حرف تل والآخر لأشكل كلمة، وبالكلمات أكتب جملة تحمل فكرة، وفكرتي في هذه الأسطر أريد أن أعبر بها عن رأي بسيط لا غير. وأنا أتابع خرجات عبد الإله بنكيران، الذي أفرزته لنا صناديق اقتراع ال 25 من نونبر، رئيساً للحكومة، بغض النظر عما قيل وكتب عن هاته الانتخابات، لمست في الرجل فقدانه للجرأة، تلك التي عودنا عليها في المعارضة واستمرت إلى حين مشاورات تشكيل الفريق الحكومي. الغريب اليوم، أضحت للرجل فرامل، وأصبح يتفنن بالتحكم في كبحها، ولم يعد ذلك الشخص الذي لا يشق له غبار في حرب السياسة، ذلك الفارس الذي عودنا على حمل سيفه البدائي لمواجهة الخصوم المدججين بالأسلحة المتطورة، والمدربين على اتقان فن الضرب تحت الحزام، ورغم ذلك انتصر عليهم بنكيران، وخلط كل أوراقهم وحساباتهم في المعادلة السياسية. لكن ومع مرور الأيام والأسابيع والأشهر، لم يستفد بنكيران من حروبه السياسية سوى أسلوب الضرب تحت الحزام، من من؟ من أعدائه وخصومه بالأمس القريب، الذين لم يعد قادرا على مواجهتم، ومناسبة هذا الكلام الذي تشكل بأحرف تم كلمات فجمل، تراجع الرجل عن تصريحات قال فيها بالحرف والعهدة كما نقلته الزميلة "الصباح" "لا تواصل بيني وبين محيط الملك" في إشارة منه إلى أن حكومة الظل المشكلة من مستشاري الملك يقاطعونه ويعملون بدون تنسيق معه كرئيس الحكومة، ليعود من جديد بغض النظر عن طريقة العودة التي لم تسلك الطريق الصحيح، ليعبر عن اسفه لما تضمنه مقال "الصباح". بل الأغرب من هذا سيحمل رئيس الحكومة الصحفي كاتب المقال المسؤولية ليقول "إن المقال ملئ بالافتراء والدس لإفساد التعاون القائم بين المؤسسات الدستورية تحت قيادة جلالة الملك". إصدار هذا البيان له تبرير واحد الاعتذار لحكومة الظل، ما يظهر بلا شك أن رئيس الحكومة لم يعد قادرا على مواجهة عناصر في هذه الحكومة التي حارب البعض من قادتها بالأمس القريب وخرج منتصرا لما كان مجرد فارس. خلاصة القول، إن بنكيران فقد جرأته المعهودة التي عودنا عليها وهو ينتقد ويهاجم بالاسم والصفة ولا يبالي، وإن تعذر عليه ذلك يكتفي بلغة الهمز واللمز. دون أن يصدر بيانات الاعتذار ايوا لواحد هو اللي بقا فصباغتو. والحاصول كيف ما قال بنكيران انتهى الكلام.