لم تجد وكالة الأنباء الصحراوية، وكالة جبهة البوليساريو من وسيلة لانتقاد احتجاج المغرب في جنازة بن بلة بالجزائر غير تكرار ما كتبته صحف مقربة من النظام الجزائري، إذ كررت ما كتبته "الخبر" الجزائرية "الجزائر وغيرها من البلدان لم توجه دعوات إلى المعزين، وبالتالي تتبدّد في هذه المناسبات كلّ البروتوكولات، ويتساوى في بيت العزاء والمقبرة أيضا الوزير والغفير، والغني والفقير، والرئيس والمرؤوس، وأيضا بن كيران وعبد العزيز، ويوزع بعدها الشكر والعرفان لكلّ المعزين والمتضامنين". كما اجتزأت ما كتبته يومية "الشروق" إذ ركزت على الاحتجاج ولم تنقل تصريح رئيس الحكومة بنكيران الذي شكر الجزائر حكومة وشعبا.
وانتقت الوكالة كل العبارات التي تهاجم فيها الصحف الجزائرية المغرب، منها ما جاء في يومية الفجر "هل كان المغاربة ينتظرون من الجزائر قطع علاقاتها مع شعب الصحراء الغربية مقابل تقديم العزاء في وفاة بن بلة؟؟
الغريب أن في كل ما نقلته وكالة البوليساريو ركز على إقحام الملك في كل تفاصيله، بل نشرت صورة للملك مع عمير بيريتز الذي شغل منصب وزير الدفاع الإسرائيلي، اللقاء لم يكن لقاء رسميا بل لقاء جاء أثناء زيارة عمير لمسقط رأسه أبي الجعد، فهذا السياسي شأنه شأن عدد من المسؤولين الإسرائيليين من أصل مغربي. لكن وكالة الأنباء الصحراوية قرأت الصورة قراءة اخرى.
قرار الانسحاب لم يأت على مشاركة جبهة البوليساريو بل على المكانة التي أعطيت لهذا الوفد وعومل كما يعامل رؤساء الدول.
قلبت البوليساريو وبعض الصحف الجزائرية الحقائق فالعزاء كان في شخصية لها امتداد مغربي لذا حرص المغرب على إرسال وفد مهم يضم رئيس الحكومة ومستشار الملك والوزير الأول الأسبق وأحد الوجوه البارزة في جيش التحرير. بل ذهبت البوليساريو إلى اختلاق تصريحات لمن أسمتهم ب"مراقبين" قالت إنهم قالوا إن انسحاب الوفد المغربي مخالف لتعاليم الدين الإسلامي، ولم يكشف عن أسماء هؤلاء المراقبين في كذبة واضحة لوكالة الانباء الصحراوية تصرف يضرب كل ما حاولت حكومة بنكيران القيام به لإذابة الجمود في علاقات البلدين.