سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الكفاءة تحرم وزراء شباط من الحكومة لصالح "أهل فاس" الذين قال عنهم إنهم "يتمتعون بذكاء ثاقب لأن الجامعة توجد عندهم منذ القدم والعلم في متناولهم قبل الجميع"
حين اشتدت أطوار الحرب بين حزب الاستقلال وحزب الأصالة والمعاصرة بقيادة مؤسسه فؤاد عالي الهمة، وضع الاستقلاليون كلا من حميد شباط وعبد الله البقالي في فوهة المدفع. حينما يهاجم الباميون ياسمينة بادو أو الطيب الفاسي أو علي الفاسي أو إبراهيم الفاسي أو عباس الفاسي أو امحمد الدويري يأتي شباط دائما بالرد المناسب في الوقت المناسب. في إحدى خرجاته الصحافية الأخيرة برر شباط هجوماته على البام بكونه "يضم مجموعة متطرفة يقودها إلياس العماري وحكيم بنشماش تخوض حربا ضد أهل فاس وعلى أعيان المغرب". أهل فاس الذين قال عنهم شباط في حوار صحافي آخر "أهل فاس هم أهل مال وعلم حتى خارج المغرب، وهم أناس يتمتعون بذكاء ثاقب لأن الجامعة توجد عندهم منذ القدم والعلم في متناولهم قبل الجميع"، حتى أن الرجل ابتدع حديثا ينسبه إلى الرسول يقول فيه "أهل فاس لا يغلبهم من خلفهم إلى يوم القيامة" لم يتردد في الكشف عنه لجريدة المساء. جرأة شباط جعلت الكثيرين يعتقدون أنه فعلا رجل قوي داخل حزب الاستقلال، فلم يكن غربيا أن تضم لائحة وزراء الحزب التي قيل إن عباس الفاسي سلمها لبنكيران قبل أسبوعين أسماء محسوبة على شباط، مثل عبد القادر الكيحل وكنزة الغالي ثم عبد الله البقالي.
أياما بعد ذلك تبين أن اللائحة الحقيقية التي سلمها عباس الفاسي لعبد الإله بنكيران تضم أسماء أخرى تمثل حقيقة "أهل فاس" الذين ظل شباط مجندا للدفاع عنهم.
المثير أن السبب الذي قيل إنه حرم أصدقاء شباط من أن يصيروا وزراء هو "ضعف مستواهم العلمي"، وهو بالذات ما لا يمكن أن يعاني منه وزراء "أهل فاس" الذين قال عنهم شباط إنهم "يتمتعون بذكاء ثاقب لأن الجامعة توجد عندهم منذ القدم والعلم في متناولهم قبل الجميع". على رأس قائمة وزراء الاستقلال الذين فرضهم عباس الفاسي، بحكم التفويض الممنوح له من طرف المجلس الوطني لحزبه، يوجد نزار بركة، زوج ابنته وحفيد علال الفاسي (ابن ليلى الفاسي شقيقة أمن البنين الفاسي زوجة عباس وهما معا بنات علال الفاسي). ثم فؤاد الدويري ابن شقيق امحمد الدويري، أحد أعضاء مجلس الرئاسة في حزب الاستقلال أوحد وزرائه في حكومات متعددة على عهد الحسن الثاني. إضافة إلى يوسف العمراني، الكاتب العام لوزارة الخارجية، على عهد الطيب الفاسي (ابن أخت عباس الفاسي). أما محمد الوفا، وإن من أهل مراكش إلا أنه يبقى زوج عواطف الفاسي ابنة علال الفاسي (شقيقة زوجة عباس).
بعض المصادر تتوقع أن لا يصمت شباط والخلفية والبقالي وغيرهم خاصة وأن البقالي قال لجريدة المساء قبل يومين "سنحاسب عباس". غير أن العارفين بشؤون حزب الاستقلال يستبعدون أن يعيش عباس الفاسي ما عاشه محمد اليازغي حينما أقاله رفاقه من المكتب السياسي لحزبه احتجاجا على تدبيره للمفاوضات حول المشاركة في حكومة 2007.