سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
1⁄2 بنحمزة "شباط ترشح بعد تراجع البعض حينما أخبرهم بركة أن عائلة عباس قررت ترشيح عبد الواحد الفاسي" قال "أين كان عبد الواحد الفاسي حين كنا نواجه الحزب الأغلبي؟" وتحدث عن "تلاعب" بلائحة المجلس الوطني
أين وصلت أزمة اختيار الأمين العام لحزب الاستقلال؟ اتفقنا بشكل غير رسمي على تشكيل لجنة خماسية تضم كلا من محمد الأنصاري، رئيس فريق الحزب بمجلس المستشارين ورئيس المؤتمر الأخير ، ونور الدين مضيان، رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب، وكريم غلاب رئيس مجلس النواب، وعبد الصمد قيوح وزير الصناعة التقليدية ممثلا للفريق الوزاري، وتوفيق احجيرة، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر. هذه اللجنة عهد إليها بإجراء مشاورات مع المرشحين للأمانة العامة ومحاولة إيجاد حل توافقي. ل كن يظهر أن هذه اللجنة مآلها الفشل لأن من بين أعضائها من له طموح مكتوم في الترشح لقيادة الحزب، وربما الثقافة التنظيمية التي كانت سائدة في الحزب إلى حدود المؤتمر السادس عشر كبلت هذا الطموح في لحظة معينة. من تقصد؟ كريم غلاب وتوفيق احجيرة، لكن يمكن التأكيد على أن حميد شباط وعبد الواحد الفاسي مرشحين إلى النهاية وأن حميد شباط لن يتنازل أبدا عن ترشيحه، وأتمنى أن يبقى الأخ عبد الواحد متشبثا بترشيحه وأن يتقدم كل من يرى في نفسه الكفاءة والمقدرة لشغل منصب الأمين العام، والاستقلاليون هم من سيقرر بطريقة ديمقراطية. أي أننا سنكون في نهاية المطاف أمام صناديق الاقتراع، وأن الأمين العام لحزب الاستقلال سيخرج من هذه الصناديق. أما البحث عن حل ثالث فهو طرح خاطئ للمسألة. ذلك أننا اليوم أمام مناضلين محترمين لكل منهما طموحه المشروع في قيادة الحزب، ولا أرى أي مانع يمكن أن يحول بيننا وبين اختيار أحدهما أو مرشح آخر غيرهما عبر صناديق الاقتراع. نحن في مرحلة جديدة، تحكمها متغيرات كبرى إقليميا ووطنيا. لا يمكن أن نظل في حزب الاستقلال أوفياء لتقاليد، ربما كانت صالحة في زمن ما، لكنها اليوم ستكون مكبلة للحزب واندماجه في المجتمع الجديد بديمغرافية جديدة وبرهانات جديدة. لا يمكن أن نظل نحن في المقابل جامدين وكأن شيئا لم يتغير من حولنا. لكن اللجوء لصناديق الاقتراع فشل خلال المؤتمر، كيف يمكن أن ينجح بعد شهرين أو ثلاثة خلال المجلس الوطني؟ لا لا لم نفشل، كلمة الفشل قاسية جدا ومتعسفة على الحقيقة. نحن أمام تحول ثقافي ونفسي هائل داخل حزب الاستقلال. البعض كان تحت الصدمة خلال المؤتمر ولم يتمكن من استيعاب أننا فعلا في مؤتمر لحزب الاستقلال بمرشحين للأمانة العامة وليس مرشح واحد معروف ومتوافق عليه سلفا. فنحن حزب أدمن ثقافة الاجماع لعقود، والعقل الجماعي كان يستوعب هذا الأمر كجزء رئيسي من هوية الحزب وقيمه ومبادئه، وبالتالي تصبح عملية إعادة بناء المبادئ والقيم صعبة وهذا هو الوضع الذي نوجد فيه اليوم، ومن هنا يستمد تعقيده. بل هناك من المؤتمرين من ظل يعتقد إلى آخر لحظة من لحظات المؤتمر أن أحد المرشحين سيتنازل للآخر ويصبح أمينا عاما متوافقا عليه ومتوجا بالتصفيق كما كان في لحظات من تاريخ الحزب وخاصة مؤتمر 1989. المفارقة أن أكثر من 90 في المائة من مؤتمري 2012 لم يحظروا لذلك المؤتمر الذي تفصلنا عنه اليوم حوالي 25 سنة، وبالتالي فالرواية الشفهية تساهم في أسطرة التاريخ، دون الأخذ بعين الاعتبارات تغير السياقات والظروف التي تحيط بالحزب اليوم وما كان عليه الوضع في تلك المرحلة. ثم هناك جانب آخر كان حاسما في تأجيل عملية التصويت في لحظة المؤتمر يرتبط بتصفية لوائح أعضاء المجلس الوطني للحزب بعد أن إكتشفنا مساء السبت كيف ارتفع عدد أعضاء المجلس الوطني بشكل غريب، وكيف منحت عضوية المجلس الوطني لأسماء لم تفز بثقة المناضلين في الأقاليم ووضعت عنوة في المجلس الوطني وبإسم أقاليم أسقطتهم في إنتخابات إقليمية. كما أن بعض العائلات أصبحت دفعة واحدة تمتلك عضوية المجلس الوطني دون أن تمثل إقليما أو تنظيما معينا، لذلك اعتبرنا أن هذا التلاعب الذي شاب لائحة أعضاء المجلس الوطني الذين سينتخبون اللجنة التنفيذية والأمين العام لا يساعد على الدخول في عملية ديمقراطية. إذ الأمر يحتاج الى تدقيق وتحقيق في الجهة التي تلاعبت باللوائح. من قام بهذا التلاعب؟ الجهة المسؤولة عن التنظيم. لذلك طالبنا في الشبيبة الاستقلالية بنشر لائحة أعضاء المجلس الوطني في جريدتي الحزب "العلم" و"لوبينيون" قبل أن يعقد هذا المجلس دورته لانتخاب الأمين العام واللجنة التنفيذية. تفاجئنا، مثلا، صبيحة يوم السبت اليوم الثاني من المؤتمر بوجود هاني الفاسي ، شقيق عبد الواحد الفاسي، ضمن لائحة أعضاء المجلس الوطني عن مدينة الرباط، وهو غير منتخب أصلا كمؤتمر عن هذه المدينة ، وهذا أمر مؤسف... شباط تحدث عن إضافة أعضاء من حزب البام ونقابتي الفيدرالية والكنفدرالية الديمقراطيتين للشغل إلى لائحة المؤتمرين. هل لديكم حجج على ذلك؟ أكيد، لدينا إثباتات على ذلك. يجب أن نذكر أن مجموعة من أعضاء نقابة الجامعة الحرة للتعليم (تابعة للاتحاد العام للشغالين) التحقوا بالفيدرالية الديمقراطية للشغل، بعدما خرج محمد بنجلون الأندلسي من قيادة الاتحاد العام وخلفه شباط. الطرف الآخر اعتقد أن بإمكانه أن يستعين بالأندلسي ليأتي بهؤلاء ويعزز بهم صفوفه في مواجهتنا خلال المؤتمر. أي أن أصدقاء عباس الفاسي جاؤوا بأشخاص غير منتمين لحزب الاستقلال ومكنوهم من بطائق المؤتمرين ليواجهونا. نفس الشيء قاموا به مع أعضاء منتمين لحزب البام والكنفدرالية الديمقراطية للشغل. تقول إن شباط لم يكن يرغب أصلا في الترشح للمؤتمر. ما الذي حدث؟ فعلا. قبل أكثر من شهرين على موعد المؤتمر عقد حميد شباط اجتماعا مع "مجموعة 10". يتعلق الأمر بكل من عادل الدويري وكريم غلاب وتوفيق احجيرة وياسمينة بادو وعدنان بنشقرون وعبد السلام المصباحي وعبد الكبير زهود وعبد اللطيف معزوز ومصطفى حنين ونزار بركة. هذه المجموعة تضم خيرة أطر الحزب وتشتغل أساسا على إعداد وتطوير برامج الحزب. خلال هذا الاجتماع شرح شباط لهؤلاء العشرة وجهة نظره بخصوص مستقبل الحزب، وأوضح لهم أنه مقتنع أن الظروف الحالية والمتغيرات التي تحدث حولنا تفرض علينا أن نختار أمينا عاما شابا وشجاعا. قال لهم بكل وضوح إنه مستعد لدعم أي مرشح يختارونه من بين أعضاء هذه المجموعة، وأوكل إليهم مهمة اختيار المرشح الذي يرونه مناسبا، والدفاع عنه داخل المؤسسات التقريرية للحزب. غير أن الذي حدث هو أن نزار بركة جاء في الاجتماع الموالي ليخبر باقي أعضاء المجموعة أن "العائلة اجتمعت وقررت ترشيح عبد الواحد الفاسي". هذا الخبر خلف تذمرا كبيرا لدى المجموعة. الغريب أن كريم غلاب وتوفيق احجيرة قالا لشباط حينما عاود مفاتحتهما في الموضوع، إنهما يطمحان فعلا للترشح لقيادة الحزب لكنهما لا يستطيعان ذلك بعد أن قررت "العائلة" ترشيح عبد الواحد الفاسي. أما نزار بركة فقال إنه لا يستطيع أن يترشح لمواجهة "حبيبو" بعد أن قررت العائلة ترشيحه، وهذا أمر مفهوم بالنسبة لنزار على الأقل. حينها قرر شباط أن يخوض بنفسه هذه المعركة، إذ لا يعقل أن يدعم مرشحا لا يستطيع حتى مواجهة عائلة عباس الفاسي الفهري، بينما المراد هو أن يكون الأمين العام لحزب الاستقلال شجاعا قادرا على مواجهة تحديات كبرى. يعني أن شباط كان يريد أن يدعم أي مرشح "قوي" كما تسميه إلا أن يكون من عائلة الفاسي الفهري؟ لا أبدا. موضوع العائلة لم يكن مطروحا حينها، بل إن شباط كان مستعدا لأن يدعم نزار بركة (صهر عباس) لو اتفقت مجموعة العشرة على ترشيحه. الذي أعطى للموضوع بعدا عائليا هو عباس الفاسي الفهري وعائلته حينما اجتمعوا وقرروا ترشيح عبد الواحد الفاسي. حين يتحدث تياركم عن عائلة الفاسي الفهري، هل تقصدون حتى أعضاء هذه العائلة من الموظفين السامين غير المنتمين لحزب الاستقلال؟ إطلاقا. نحن نتحدث عن المنتمين لحزب الاستقلال من عائلة عباس الفاسي الفهري. أكثر من ذلك يجب أن نميز بين عائلة عباس الفاسي الفهري، وعائلة علال الفاسي . لا ينبغي أن يقع خلط في هذا الموضوع. ثم أنني لا أريد للحديث عن العائلة أن يتم ابتذاله بطريقة أو أخرى، فالمقصود بمواجهة العائلة هو تفكيك بنية أسرية أصبحت جهازا سريا داخل الحزب فيها تتم صياغة المواقف إن وجدت، وفيها تتم عملية تصفية المناضلين المقترحين لمسؤوليات ومهام بإسم الحزب، حيث تحولت هذه الخلية الأسرية إلى كونها الجهاز التقريري الحقيقي داخل حزب الاستقلال. داخل هذه الحلقة الضيقة يرسم مصير الحزب ومسار أناس يقدمون لمواقع المسؤولية بإسم الحزب فقط لأن لهم علاقة دم بعائلة عباس الفاسي الفهري، أو أصدقاء يتسامرون مع أفراد من العائلة. لدينا لوائح عن أسماء كثيرة تحملت مسؤوليات بوساطة من العائلة، في حين همش المناضلون الاستقلاليون مركزيا وجهويا أو قدم لهم الفتات من بعض المسؤوليات البسيطة. هذا الأمر لم تنجو منه تركيبة الحكومة الحالية فيما يخص الوزراء اللذين يمثلون حزب الاستقلال. أعطي انطباع للرأي العام وللجميع بأنه ليس هناك قادة في حزب الاستقلال يمكن أن يتحملوا مسؤوليات وزارية، في حين كانت الحقيقة تقول بأن السيطرة على الفريق الحكومي كان من ضمن مخطط للسيطرة على الحزب في السنوات المقبلة بمنطق عائلي صرف، يجعل عينة الدم والأصل أقوى من كل سنوات النضال والتضحية والكفاءة. هذا ما يخلف منذ سنوات تذمرا صامتا لدى الاستقلاليين في كل المدن والقرى، وهو ما نقول له اليوم "باركا" . يعني أن اجتماع عائلة عباس الفاسي الفهري الذي تقرر فيه ترشيح عبد الواحد الفاسي لم يحضره مثلا علي الفاسي الفهري أو الطيب الفاسي الفهري؟ لا لا، السيدين علي والطيب لا علاقة تربطهما بحزب الاستقلال وبالتالي ليست لهم علاقة بالموضوع لا من قريب ولا من بعيد. حميد شباط هو أساسا حليف لعائلة الدويري. هل يعقل أن شباط يتصرف في هذه اللحظة باستقلالية في التقدير والقرار عن عائلة الدويري أم أنه يصرف رؤية امحمد الدويري؟ حميد شباط يدعم الأستاذ امحمد الدويري في كل معاركه الانتخابية في فاس. كما أنني شخصيا والعديد من أعضاء الشبيبة الاستقلالية، الذين ندعم اليوم شباط، كنا ضده في المؤتمر الثاني عشر للحزب بينما كان هو دائما مع الأستاذ امحمد الدويري. لهذا أعتقد بأن شباط له رؤيته الخاصة للوضع الحالي، ربما تتقاطع مع الرؤية التي كان دائما يمثلها امحمد الدويري داخل الحزب. أعتقد أن التقائهما على موقف مشترك هو التقاء موضوعي. شباط لم يكن يخفي إعجابه بعادل الدويري واستعداده لدعمه كي يصبح أمينا عاما لحزب الاستقلال؟ حميد شباط كان يميل أكثر إلى عادل الدويري. لكن الأخير لم يرغب في الترشح لأسباب تخصه. معركتنا اليوم لا تندرج إطلاقا في إطار أي مواجهة يتوهمها البعض بين عائلتي الدويري وعباس الفاسي الفهري. الدليل على ذلك أن امحمد الدويري لم يتدخل إطلاقا في مجريات المؤتمر. نحن نتصرف انطلاقا من قناعتنا بضرورة تجديد النخب داخل الحزب ودعم مرشح قوي وشجاع، والقطع مع ثقافة الإجماع التي تعطي للشخص دورا أسمى من المؤسسة. نريد للحزب أن يكون عصريا مبنيا على الديمقراطية في اختيار أمينه العام، وعلى المؤسسات في عمله اليومي وفق رؤية واضحة وشفافة. حميد شباط هو المرشح الوحيد اليوم في حزب الاستقلال الذي يحمل هذه المواصفات، بعدما تبين أن الآخرين غير قادرين حتى على مواجهة الأخ عبد الواحد الفاسي. نحن نكن للأخ عبد الواحد، كشخص، كامل التقدير والاحترام ونؤكد أنه استقلالي قح وإنسان نزيه، لكن كل لما خلق له. في تقديرنا أنه غير قادر على مواجهة مواقف سياسية صعبة. مثلا حينما كان شباط يواجه الحزب الأغلبي دفاعا عن حزب الاستقلال، أتساءل لماذا لم يسجل الأخ بعد الواحد ولو موقفا واحدا ضد ذلك المشروع الذي وضع البلاد كلها على حافة الهاوية، وكان حزب الاستقلال خاصة هو حائط الرماية بالنسبة له، وكان الاستقلاليون ينتظرون قادتهم الكبار لكي يشعروا بالاطمئنان والدفء والقدرة على الاستمرار في المواجهة إلى النهاية؟ لقد إتخذت شخصيا مواقف يشهد بها الجميع، ويمكن للجميع أن يعود إليها سواء عبر كتاباتي اليومية أو عبر البرامج الإذاعية والتلفزية التي شاركت فيها، وكذلك فعل شباط وحمدي والبقالي والكيحل وغيرهم من مناضلي الحزب الذين يوجدون اليوم في جبهة واحدة ضد تكريس الجمود. كل ذلك بقناعة أننا نواجه من أجل الوطن والحزب وليس ضدا في شخص أو جهة ما. أنا شخصيا طلب مني أكثر من مرة أن ألين لهجتي في مواجهة مشروع الحزب الأغلبي، لكنني لم أفعل. بالتالي نحن على دراية بأن المراحل المقبلة في حياة الحزب والبلاد لن تكون سهلة، وأننا بحاجة إلى قيادات بمواصفات المرحلة. هذا ليس تنقيصا من كفاءة أحد ، لكنه الإنتقاء الطبيعي...إذا جاز التعبير. شباط ليس فاسيا ولا مراكشيا والتقاليد داخل حزبكم تقضي أن يكون أمينه العام من إحدى العائلات الكبيرة بالتناوب بين المدينتين. إلى أي حد يمكن أن يذهب شباط في ثورته على هذه الأعراف؟ بعض التقاليد، لم تكن كلها سلبية، كانت بالفعل جوابا مناسبا لظروف معينة في الماضي. اليوم تغير العالم من حولنا، فكيف نظل نحن جامدين؟ حزب الاستقلال يضم أكثر من 300 ألف منخرط وآلاف المتعاطفين، ومن العيب أن يكون الاستحقاق داخله رهينا بالانتماء لهاته العائلة أو تلك أو لهذه المدينة أو تلك. ثم إن تسخير الحزب لخدمة عائلة معينة وسيطرتها عليه لم يتكرس إلا على عهد عباس الفاسي الفهري، ولم يكن واردا على عهد الزعيم علال الفاسي أو امحمد بوستة. ثم إن مسألة الأمانة العامة في الحزب والتداول عليها لم يتكرر كثيرا في تاريخ الحزب الممتد على 80 سنة، فلم يعرف الحزب طيلة هذه السنوات سوى الرئيس علال الفاسي والأمناء العامين: أحمد بلافريج، امحمد بوستة وعباس الفاسي الفهري، بمعدل يصل إلى 20 سنة لكل واحد. في حين وفي نفس الفترة تداول على رئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية حوالي عشر رؤساء على الأقل. بالتالي عندما يطرح اليوم موضوع انتخاب الأمين العام عن طريق صناديق الإقتراع، فإنه يطرح لإحداث قطيعة ذهنية ونفسية وثقافية ومن هنا تأتي صعوبة التحدي الذي نحن فيه. هناك من لا يصدق أن شباط يمكن أن يذهب بعيدا في طموحه ويتوقع تنازله لصالح كريم غلاب أو توفيق احجيرة؟ ترشيح حميد شباط ليس ترشيحا شخصيا، بل هو ترشيح تيار واسع داخل الحزب وهو لا يملك قرار الانسحاب لصالح أي كان، بل هو مرشح إلى النهاية، إلا إذا كان هناك اتفاق عليه هو كأمين عام متوافق عليه ويحظى بثقة الجميع. لكن الأكيد أننا سنكون خلال المجلس الوطني أمام أكثر من مرشح، وحتى إذا تنازل شباط فأنا سأرشح نفسي للأمانة العامة للحزب. بالتالي على الجميع أن يصدق بأننا سنتوجه إلى صناديق الاقتراع. هذه هي الحقيقة الوحيدة التي نملكها اليوم ويمكن أن نتقاسمها. محمد الوفا قال إنه استأذن الملك قبل الترشح لقيادة الحزب. هناك من لا يتصور شباط أمينا عاما لحزب الاستقلال بدون موافقة ملكية؟ البعض يوظف اسم الملك في أمور لا علاقة له بها، كما حدث خلال تشكيل الحكومة، حين ادعى عباس الفاسي الفهري أن جلالة الملك اعترض على بعض مرشحي حزب الاستقلال للحكومة مثل الأخ عبد الله البقالي. هذا عيب. أما شباط فمناضل خدم الملكية قديما وحديثا، والاستقلاليون سيختارون أمينهم العام بكل حرية، وأنا أنزه جلالة الملك عن التدخل في شأن حزبي داخلي، وجلالة الملك سيقبل اختيار الاستقلاليين، لأنهم وفي كل اختياراتهم يضعون مصالح المملكة فوق مصالحهم الحزبية والشخصية. ماذا يقصد شباط بقوله «في الماضي كنا نرعى إبلهم واليوم نحمي حماهم»؟ بكل تأكيد فإن شباط أقدر مني على تفسير هذه القولة، لكن من خلال السياق الذي جاءت فيه وكنت حاضرا، يمكن القول بأن حميد شباط كان يتحدث بإسم كل المناضلين اللذين إرتبطوا بصدق بعمل الحزب منذ الطفولة وقاموا بجميع الأعمال التي لا يمكن للبعض اليوم تصور متاعبها، خاصة أولائك اللذين أدمنوا ريع الحزب وريع العائلة بدون جهد نضالي وكأنهم خلقوا وبأفواههم معالق من ذهب، ومع ذلك لم يحافظوا على هذا البيت الاستقلالي الذي يحتاج اليوم إلى حماية لأنه تعرض لضربات قوية لم تكن لدى من يقوده الشجاعة للتصدي لمصدرها.