كان الجميع يتوقع ان يتم الاعلان عن حكومة بنكيران يوم أمس الأربعاء 22 دجنبر ،على أبعد تقدير، فبعد انتخاب رئيس مجلس النواب، عبد الكريم غلاب، الاثنين الماضي (مرشح الأغلبية)، كان المغاربة ينتظرون الحسم في الحكومة الجديدة، خاصة ان احزاب الأغلبية عقدت اجتماعا الجمعة الماضي، ووقعت فيه على "ميثاق الأغلبية" ثم اعلنت، دون ان تكشف عن تفاصيل ذلك، عن الحسم في الهيكلة الحكومية، اذ اختارت الاحزاب الاربعة المشكلة للحكومة ان لا يعلن عنها الا بعد اطلاع الملك عليها، ويتوقع ان يكون الديوان الملكي قد توصل بتلك الهيكلة صباح يوم السبت الماضي. الرد لم يصل بعد، فاجل كل شيء اجتماعات الأغلبية، وكان ينتظر بعد التوصل برد الملك ان تمر احزاب الأغلبية الى المرحلة الثانية وهي توزيع عدد الحقائب على الاحزاب الاربعة، ثم اختيار الاسماء المرشحة للاستوزار في مرحلة ثالثة. العدالة والتنمية مثلا لم تعقد اللجنة المكونة من 36 شخصا مهمة انتقاء اسماء للاستوزار قبل عرضها على الأمانة العامة، لم تعقد اجتماعها والسبب حسب تصريح عضو في الأمانة العامة ل"كود" يرجع لكون "الحزب لم يتوصل بعد بالحقائب التي ستمنح له"، وحسب ما علمته "كود" فان حزبا واحدا من الاحزاب الاربعة هو الذي اختار غالبية اسماء مرشحة للاستوزار وعرضها على رئيس الحكومة رغم انه لم يتم بعد التطرق الى توزيع الحقائب. قياديون من الاحزاب المشكلة للحكومة اكدوا ل"كود" ان الامر ليس بيدهم وان التأخير في اعلان تشكيلة الحكومة بيد الملك، فيما ذهب قياديون من المعارضة ل"كود" ان هذا يظهر عدم كفاءة بنكيران في تشكيل فريقه الحكومي، مضيفا ان هذا الارتباك يوضح افتقاده (بنكيران) الى الخبرة والتجربة، وقال ل"كود" "على رئيس الحكومة المعين ان يمتلك الشجاعة ويعلن للصحافة من المسؤول عن هذا التأخير" مضيفا ان المغرب في حاجة الى حكومة وبسرعة كبيرة. لكن قياديا في العدالة والتنمية يعتبر هذا الكلام لا معنى له، مذكرا ان الحكومات السابقة تطلب تشكيلها احيانا شهرا ونصف (حكومة عبد الرحمان اليوسفي) وقال ان بنكيران يقود بحنكة مشاورات تشكيل حكومته. هناك اتجاه اخر يذهب الى ان هذا التأخير رسالة من بنكيران والملك الى الاحزاب السياسية كي تختار الوزراء الأكفاء، وان تأخر الرد الملكي على الهيكلة المقترحة من قبل الأغلبية هو بمثابة مهلة الى قادة الاحزاب كي يراجعوا معايير اختيارهم للوزراء، خاصة بعد ان ظهر ان قياديين في احزاب معينة لجات الى قرض اسماء لأبنائهم او أقاربهم. بعيدا عن التأويلات او التفسيرات عن سبب تأخر الاعلان عن حكومة بنكيران، فان المغاربة ينتظرون حكومة جديدة برئيس حكومة قوي قادر على مواجهة جميع التحديات بما فيها القصر، ان تطلب الامر ذلك.