تباينت صحف الجمعة، 24 دجنبر، بشكل لافت في قراءتها للوضعية التي تعيشها ولادة حكومة عبد الإله بنكيران، فبعضها أوردت حديث التأشير الملكي على الهيكلة فاتحة الباب على مصراعيه أمام بداية توزيع الحقائب والاستوزار، وأخرى ما زالت لا ترى في الصورة إلا حالة الانتظار والجمود في أفق الموافقة الملكية، وثالثة استدعت حديث التشكيك والريبة وال"التعطيل" الذي يعترض تشكيل الحكومة الجديدة. الضوء الأخضر.. اشتعل وهكذا نشرت يومية "المساء" في قلب صفحتها الأولى خبرا عنونته "القصر يدخل تعديلات طفيفة على حكومة بنكيران"، قالت في بدايته "أعطى الملك محمد السادس الضوء الأخضر لعبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، لتشكيل حكومته بعد الموافقة شبه النهائية على هيكلتها، فيما لم تعرف هذه الهيكلة سوى تعديلات طفيفة همت على الخصوص تغيير أسماء بعض الوزارات". وأضافت الجريدة، نقلا عن قيادي في حزب العدالة والتنمية لم تذكر اسمه، أن "الأمور الآن تسيير على أحسن ما يرام، وأن الترتيبات المتعلقة بالمشاورات حول تشكيل الحكومة متواصلة دون أن يعطي مزيدا من التفاصيل"، وزادت بأنه يُنتظر أن يلتقي بنكيران بعد الموافقة على الهيكلة الحكومية زعماء أحزاب الأغلبية من أجل تحديد الحقائب التي ستؤول إلى كل حزب وأسماء المرشحين للاستوزار. "أنا في انتظارك..." في مقابل ذلك قالت "أخبار اليوم"، في خبر حمل عنوان "بنكيران ينتظر في بيته رد القصر على هيكلة الحكومة"، "تسود حالة من الانتظار داخل أحزاب الأغلبية الحكومية، ترقبا لرد الملك على مشروع هيكلة الحكومة التي تم الاتفاق عليها، وقدمها بنكيران إلى الديوان الملكي منذ السبت الماضي"، ورأت الجريدة، التي نشرت الخبر في صفحتها الأولى، بأن مشاورات تشكيل الحكومة كانت تسير بطريقة متسارعة، ولكن "بدأ البطء يدب فيها، بعدما تأخر رد القصر على مشروع الهيكلة"، ونقلت عن مصدر من العدالة والتنمية قوله "مازال الانتظار سيد الموقف، لقد أخبروا بنكيران بأنه سيتلقى اتصالا من الديوان الملكي". واسترسلت "أخبار اليوم" في بسط حالة الانتظار هذه "انتظر بنكيران الاثنين والثلاثاء والأربعاء دون أن يتلقى أي اتصال، وإلى حدود بعد ظهيرة أمس ترددت أنباء عن اتصال هاتفي تلقاه بنكيران، لكن رئيس الحكومة رفض الكشف عن حقيقة ما يجري". "الصباح" بدورها سارت في نفس الاتجاه ونشرت في صفحتها الأولى خبرا حمل عنوان "بنكيران: موعد إعلان الحكومة بيد الله"، قال فيه رئيس الحكومة للجريدة "لا أعلم بالضبط متى ستتشكل الحكومة، والمستقبل بيد الله"، كاشفا بأن مشاوراته مع زعماء الأغلبية مستمرة ولم تتوقف رغم عدم لقائه بهم يوميا. وذكّرت "الصباح" بتأجيل لقاء الملك وبنكيران أول أمس الأربعاء، ونقلت عن مصادر قولها بأن التأجيل وقع لأسباب تتعلق بأجندة الملك، غير أن "مصادر موازية"، تقول الصباح، تشير إلى "احتمال أن يعود التأجيل إلى أسباب تقنية تتعلق بالهيكلة الحكومية التي ينبغي الحسم فيها بشكل نهائي قبل المرور إلى السرعة النهائية لتوزيع الحقائب الوزارية ووضع لوائح الاستوزار". الرواية الأخرى.. "البلوكاج" وعلى خلاف هذه القراءات مضت "الأحداث المغربية" في رؤية أخرى أشارت فيها إلى احتمال وجود أسباب أخرى تعطل استكمال مشاورات تشكيل الحكومة، فبنبرة تشكيكية واضحة قالت الجريدة، في خبرها "تشكيل الحكومة.. "البلوكاج""، "ما الذي يقع فعلا حتى يتم توقيف المشاورات حول تشكيل الحكومة المقبلة؟ خلال الأيام القليلة الماضية تم ترويج رواية واحدة هي أن الكل في انتظار المصادقة الملكية على الهندسة الحكومية عقب آخر اجتماع لهم أواسط الأسبوع الماضي. لكن لا يظهر أن استمرار المشاورات مرتبط بنقطة وحيدة هي مصادقة القصر على الهيكلة، "مادام أن لا أحد من القصر قال للأحزاب عطلوا مشاوراتكم وانتظروا إشارتي" كما يقول مصدر من داخل العدالة والتنمية". وكشفت الجريدة عن بعض ما تراه أسبابا يمكن أن تكون وراء "البلوكاج"، حيث أن "حلفاء بنكيران غير راضين على تصميم العدالة والتنمية على الاستئثار بالوزارات الأساسية وتكليفهم بحقائب هامشية، أو حقائب مرتبطة بقطاعات تحاصرها المشاكل والاحتجاجات"، واسترسلت كاشفة، نقلا عن مصادر حزبية تحدثت لها، أن الأمور تعرف نوعا من "البلوكاج" قد يكون مرتبطا أيضا بممارسة رئيس الحكومة لسلطة التحفظ على بعض مقترحات حلفائه، وقالت المصادر ل"الأحداث المغربية": "إن عبد الإله بنكيران رفض بعض الأسماء التي اقترحتها الأحزاب التي تشارك العدالة والتنمية أغلبيتها الحكومية". أخبار أخرى كما نشرت صحف الجمعة مجموعة من الأخبار الأخرى أثثت بها صفحاتها الرئيسية والسياسية، حيث نشرت "الأحداث المغربية": "الوزراء المنتخبون غير مجبرين على تقديم الاستقالة من الحكومة" و"المعارضة تعترض على تشكيل التقدم والاشتراكية لفريق نيابي" و""20 فبراير" تستعيد استقلاليتها". وكتبت "الصباح": "وصايا الهمة تخيم على مؤتمر الأصالة والمعاصرة" و"قياديو "المصباح" يعارضون استوزار العنصر والساهل" و"منيب مرشحة لخلافة مجاهد على رأس الاشتراكي الموحد" و"اليساريون يحاولون إنقاذ "20 فبراير"". وأوردت "أخبار اليوم": "النويضي: نخاف من تدخل جهات لسحب وزارة العدل من الرميد" و"رئيس الحكومة يضمد الجراح في بيت عائلة عمر بنجلون" و"رسائل إيجابية وأخرى سلبية تلقاها بنكيران منذ تعيينه رئيسا للحكومة" و"الاشتراكي الموحد يتجه نحو ترشيح امرأة لمنصب الأمانة العامة بعد تراجع الساسي". وتطرقت "المساء" ل: "بنكيران يترحم على عمر بنجلون في منزل شقيقه" و"20 فبراير تواصل احتجاجها بدون العدل والإحسان" و"بنكيران يواجه إشكالية دستورية مجلس المستشارين الحالي".