خصصات وسائل إعلام صبلونية، جزر مهم، من تعليقاتها على التشكيلة الجديدة لحكومة بيدرو سانشيز، لإعادة تكليف هذا الأخير لخوسي مانويل ألباريس لتولي حقيبة الخارجية، لافتة إلى أن ذلك من شأنه أن يعزز التقارب الذي تشهده علاقات إسبانيا مع المغرب، ويكرس موقف مدريد الداعم لمبادرة الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء. وأوضحت صحيفة "الباييس"، بأن تغيير موقف إسبانيا من نزاع الصحراء، ودعم مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب لحل نزاع الصحراء، كان الرهان الكبير لألباريس، الذي أقنع سانشيز بضرورة اتخاذ هذا الموقف، وبأن 47 سنة من سنوات النزاع، لم تكن مفيدة لإسبانيا، حيث شدد على أن الأولوية هي استعادة العلاقات مع المغرب، بعد الأزمة التي عرفتها علاقات البلدين على خلفية استقبال مدريد لزعيم البوليساريو بالتراب الإسباني بهوية مزورة. صحيفة "ABC" من جهتها، وفي مقال بعنوان ''خوسيه مانويل ألباريس، وزير الخارجية الذي أعاد العلاقات مع المغرب''، أكدت أن رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، يكافئ رئيس ديبلوماسيته على إدارته الناجحة للأزمة مع الرباط. أما صحيفة "ريبيليون"، فقد عادت إلى بداية تعيين ألباريس وزيرا للخارجية في 21 يوليو 2021، خلفا لوزيرة الخارجية السابقة إرانتشا غونزاليس لايا التي اتهمت بالتسبب في الأزمة الديبلوماسية مع المغرب، حيث أكدت الصحيفة أن التغيير في موقف إسبانيا بشأن نزاع الصحراء، كان هو الرهان الكبير للوزير ألباريس، باعتبارها مدخلا لتحسين العلاقات مع المغرب. وأكدت الصحيفة في مقال بعنوان "خوسيه مانويل ألباريس، الصديق الكبير للمغرب الذي يتجاهل البوليساريو"، بأن ألباريس الذي يوصف بأنه الوزير الذي لا يتجاهل سانشيز آراءه ومقترحاته، ظل يصف المغرب بالصديق العظيم، لافتة إلى أن علاقات إسبانيا مع المغرب تكثفت خلال فترة وجوده على رأس وزارة الطاقة. صحيفة الموندو من جهتها، أشارت إلى أن خوسيه مانويل ألباريس هو الوزير الذي أعاد إطلاق صورة سانشيز الدولية، واستأنف العلاقات مع المغرب ويجدد الآن ولايته كرئيس للشؤون الخارجية، مؤكدة أنه هو الوزير الذي لا يقول سانشيز لا لمقترحاته أبدًا، بحسب ما يقوله المحيطون به، وأضافت بأنه "عندما اندلعت الأزمة مع المغرب، بسبب الأزمة الناجمة عن استقبال زعيم البوليساريو، تم استدعاء الباريس وتكليفه بوزارة الخارجية بمهمة ذات أولوية، وهي توجيه العلاقة مع الرباط. وكان رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، قد أعلن عن ائتلافه الحكومي الجديد، بعد حصوله على ثقة البرلمان الإسباني لتشكيل حكومة جديدة، حيث شهدت حكومته الجديدة احتفاظ خوسي مانويل ألباريس بحقيبة الخارجية، إلى جانب كل من فرناندو غراندي مارلاسكا الذي تم إعادة تعيينه وزيرا للداخلية، ومارغريتا روبلز وزيرة للدفاع، ولويس بلاناس وزيرا للزراعة. وأكد مراقبون أن إبقاء بيدرو سانشيز على الوزراء الذين يشغلون أهم الوزارات كالخارجية والدفاع والداخلية والزراعة، يشير إلى أن ولايته المقبلة، لن تشهد أي تغيير على صعيد سياسته ومواقفه من عدد من القضايا، خاصة ما تعلق منها بالسياسة الخارجية، خصوصا، مواصلة تعزيز العلاقات مع المغرب، حيث يوصف الوزراء المذكورون بأنهم أصدقاء للمملكة، فيما يرتقب أن تواصل مدريد في ظل التشكيل الحكومي الجديد تمسكها بموقفها الداعم لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية التي تقدم بها المغرب لحل نزاع الصحراء، الذي اتخذته في مارس 2022، والذي شكل منعطفا تاريخيا في مسار هذا النزاع الإقليمي في اتجاه تعزيز المغرب لوحدته الترابية وتكريس سيادته على أقاليمه الجنوبية.