أعلنت الحكومة الإسبانية تغييراً جذرياً في موقفها المتعلق بقضية الصحراء من خلال دعمها موقف الرباط علناً وللمرة الأولى، لتنهي بذلك خلافاً دبلوماسياً كبيراً بين البلدين. وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس أمام الصحافيين في برشلونة: "تعتبر إسبانيا أن مبادرة الحكم الذاتي المُقَدّمة في 2007 (من جانب المغرب) هي الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية لحل هذا النزاع" بين الرباط وجبهة بوليساريو. وأكد ألباريس بذلك حرفياً رسالة من رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز سبق أن كشف فحواها الديوان الملكي. وجاء في بيان للحكومة الإسبانية: "ندخل اليوم مرحلة جديدة في علاقتنا مع المغرب تقوم على الاحترام المتبادل، واحترام الاتفاقات، وغياب الإجراءات الأحادية، والشفافية والتواصل الدائم". ووصفت صحيفة "إل موندو" الإسبانية هذا الموقف الجديد لإسبانيا ب "التاريخي". ويأتي هذا الإعلان من جانب مدريد بعد صدور بيان عن الديوان الملكي أشار فيه إلى رسالة وصلت من رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز اعتبر فيها الأخير أن مبادرة "الحكم الذاتي" المغربية المقترحة للإقليم المتنازع عليه "بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية من أجل تسوية الخلاف". كما أعلنت مدريد أن من المقرر أن يجري سانشيز زيارة إلى المغرب، من دون أن تحدد موعدها، وأن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس سيزور الرباط "قبل نهاية الشهر الجاري" في إطار تطبيع العلاقات بين البلدين. وقال إغناسيو سيمبريرو الصحافي الإسباني المتخصص في العلاقات بين البلدين إن "الحكومة الإسبانية استجابت للمطلب الرئيسي للمغرب" الذي طلب منها "دعم اقتراحه بالحكم الذاتي" للصحراء. واعتبر أن "هذا تغيير مهم" لأن "المغرب يطالب بإعلان ذلك علناً"، لكن "السلطات الإسبانية ساعدت المغرب على الدوام (في هذا الملف) في السنوات الأخيرة". ورحبت الخارجية المغربية في بيان ب"المواقف الإيجابية والالتزامات البناءة لإسبانيا بشأن الصحراء المغربية". من جانبهم اتهم ممثلو بوليساريو في إسبانيا، مدريد "بالاستسلام في مواجهة الابتزاز وسياسة الخوف التي يستخدمها المغرب". وقال برنابي لوبيز، أستاذ الدراسات العربية والإسلامية في جامعة مدريد المستقلة، إن هذه البادرة من جانب مدريد بشأن الصحراء تهدف أساساً إلى جعل الرباط تسيطر على تدفقات الهجرة من أجل "أن يكون هناك مزيد من السيطرة" بدلاً من "هذا الغياب المتعمد للسيطرة من جانب المغرب".