سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تعالوا نحلل ضحكة الملك! أينما وليت وجهك ثمة فراغ قاتل، وبعد أن أصابتنا تخمة أخبار الملك غاضب من فلان ومن علان، هانحن نأتي بالجديد، ونغير، ونكتشف أن الملك يضحك
لا شيء يقع في المغرب. تقريبا لا شيء. ونعاني من غياب موضوع يشغل بالنا. وأينما وليت وجهك ثمة فراغ قاتل، وبعد أن أصابتنا تخمة أخبار الملك غاضب من فلان ومن علان، هانحن نأتي بالجديد، ونغير، ونكتشف أن الملك يضحك. نعم، الجديد اليوم في الفيسبوك وفي المواقع وغدا في الجرائد، أن الملك يضحك، وقد بلغ الأمر بنور الدين عيوش أن اعتبر ضحكة الملك مرحلة جديدة وأسلوبا ذكيا في التواصل، وأن الملك رجل قرب. إنها"صورة تاريخية"، كما قال نور الدين عيوش، دون أن يرف له جفن، وهذا يعني، أن كل الصور السابقة الملتقطة للملك، كانت مجرد صور عابرة ولا شأن لها، مقارنة بهذه الصورة، وفق تحليل الرجل الخبير في التواصل. يتصرف نور الدين عيوش دائما بحماسة زائدة عن الحد، ويطلق المواقف هكذا وكيفما اتفق، ودون أن يتوقع أنها يمكن أن تنقلب عليه ويكون لها مفعول عكسي. لقد بدأ نور الدين عيوش وأعطى الانطلاقة وكان له قصب السبق بأن اكتشف، ومن خلال الصورة أن الملك رجل قرب، وسيشهد له التاريخ أنه أول من حلل هذه الصورة التي يبدو فيها الملك ضاحكا، على أمل أن نقرأ في الساعات القادمة تحليلات جديدة أعمق من الأساتذة وكتاب الرأي والمحللين السياسيين والمختصين في السيميولوجيا، الذين سيدلون بدلوهم في هذه"السابقة". فهناك تفاصيل مهمة وكثيرة في هذه الصورة، ويمكن للمحلل الحصيف وصاحب العين الثاقبة، أن يرى بنكيران يضحك هو وعبد القادر اعمارة والبكوري، بينما الهمة بالكاد يبتسم. ولأن الصور غير بريئة، وإمعانا منا في التحليل، يمكننا أن نتساءل عن إصرار التقاط زليخة الناصري من الظهر، ولماذا لا نرى ما إذا كانت تبتسم هي الأخرى، كما يفعل وزراء الحكومة ومستشارو الملك. لكن أهم ما فات نور الدين عيوش ولم ينتبه إليه هو ابتسامة الهمة، فالجميع تقريبا ضحكوا ملء أفواههم، باستثناء مستشار الملك، الذي ضحك بمشقة، وهذا يعني ما يعني، خاصة مع الأخبار التي كانت تتحدث عن غضبة ملكية وعن إبعاد الهمة، وعن أوباما والباب الخلفي للبيت الأبيض. لا شك أن سببا ما يكمن خلف ابتسامة الهمة، ونحتاج إلى عيوش لينورنا، ومادام استطاع تحليل ضحكة الملك، فهو قادر على سبر أغوار نفسية مستشاره، وعليه أن يسرع، قبل أن يخرج علينا محلل آخر، ويعتبرها ضحكة صفراء، أو أي شيء من هذا القبيل. إننا نعاني فعلا من شح في المواضيع والأخبار. المغرب جامد ولا جديد في الأفق وحين يضحك الملك تتحول ضحكته إلى حدث، مع أن الملك بشر، مثلنا جميعا، يضحك ويغضب، وقد رأيناه أيضا يمشي في الوحل ويسوق السيارة، تماما كباقي خلق الله، إلا إذا كنا نعتبر أن الملوك لا يضحكون، وحينما يقومون بذلك، تتحول ضحكتهم إلى حدث تاريخي وسابقة من نوعها، كما صرح بذلك نور الدين عيوش.