الإبتسامة التي تجاوزتها إلى ضحكة، حمالة أوجه، إنها لا تعدم الإشارات عن رضى الملك عن الزيارة الإفريقية، فانتبهوا لدلالات الصورة، الملك قبل الزيارة، ليس محمد السادس الذي تعرفونه بعدها، يبدو أنه يشعر أنه ملك آخر، بتفاصيل أخرى، وكأنه يشعر بثقة أكبر، بطموحات وتحديات أكبر..، ولعلها إشارة إلى أكثر من بيت من بيوت الجيران، التي تشعل سباق التسلح في المنطقة.. كما تعلمون في أعراف البلاط، لا شيء متروك للصدفة. وبالتالي ظهور هذه الصورة الرسمية دون تلك، في هذا السياق السياسي دون ذاك، ليس اعتباطيا. الملك يرفع يده اليمنى. هو سيد الكلمة في اجتماع يترأسه، خصص لدراسة مخطط الطاقة الشمسية ووسائل تعزيزه في المستقبل، كما جاء في بلاغ للديوان الملكي. بدا الملك منشرحا، يحكي ما يحرض على الإبتسامة، ويثير الضحك، والضحك عنوان فرح ونشوة، على يمينه ظهر رئيس الحكومة ضاحكا، ولم يكن جاره بالقاعة الملكية، إلا غريم الأمس السياسي، السيد فؤاد عالي الهمة، وهنا ستلاحظون أن نفس الضحكة ارتسمت على ملامح، السيد مصطفى البكوري، رئيس مجلس الإدراة الجماعية للوكالة المغربية للطاقة الشمسية. نفس الابتسامة ظهرت على وجه وزير الاقتصاد والمالية السيد محمد بوسعيد، ووزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة السيد عبد القادر اعمارة ، والمدير العام للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب السيد علي الفاسي الفهري ..
ولكم أن تتخيلوا نفس الانطباع الذي يمكن أن يرتسم لدى السيدة زليخة نصري، مستشارة الملك، التي لم تظهر ملامح وجهها في الصورة، وقد احتلت مكانة مهمة في الطاولة الملكية، حيث تجلس في المكان المقابل لرئيس الحكومة، مع ما يعنيه ذلك، من حرص الملك على احترام وتقدير مستشارته، لكفاءتها أولا ولرمزية ودلالات، الدور الذي تلعبه مستشارة إمرأة في الديوان الملكي، في قضايا يتداخل فيها الإجتماعي بالسياسي.. إنها أولى صورة لعاهل البلاد بعد عودته من الزيارة التي قادته إلى أربع دول إفريقية، من مالي والكوت ديفوار إلى غينيا ثم الغابون، حيث بصم الملك علاقات مع حلفاء أفارقة، بالتأكيد ستفتح صفحات جديدة، بعد التوقيع على عشرات الاتفاقيات بين المملكة والدول الإفريقية الأربع، وهي نفسها الزيارة التي بعث خلالها الملك، الكثير من الإشارات، خارج البروتوكول وحراسه، من خلال تواصل آخر بصور مختلفة، تخرج عن الرسميات مع مغاربة إفريقيا، ومنهم وعبرهم، إلى كل من يهمهم الأمر. الإبتسامة التي تجاوزتها إلى ضحكة، حمالة أوجه، إنها لا تعدم الإشارات عن رضى الملك عن الزيارة الإفريقية، فانتبهوا لدلالات الصورة، الملك قبل الزيارة، ليس محمد السادس الذي تعرفونه بعدها، يبدو أنه يشعر أنه ملك آخر، بتفاصيل أخرى، وكأنه يشعر بثقة أكبر، بطموحات وتحديات أكبر..، ولعلها إشارة إلى أكثر من بيت من بيوت الجيران، التي تشعل سباق التسلح في المنطقة.. الصورة تؤكد أيضا، أن لا خلاف بين رئيس حكومة ملتحي وبين أعلى سلطة في البلاد، وأن "الملك وبنكيران"، كما يقول المغاربة "سمن على عسل"، بعيدا عن التجربة المصرية، أو أي تجارب أخرى حملتها رياح الربيع العربي، وولدت الكثير من الخيبات ودرجات الإحباط.. الصورة أيضا تعطي إشارة واضحة، إلى أن ما تسرب وتردد عن غضبة ملكية، عصفت بالهمة خارج المربع الملكي، غير صحيح.. فقط انتبهوا وتابعوا، الإشارات كثيرة، وعلينا أن نخضعها لمجهر المتابعة والمقارنة والتحليل، والأهم من ذلك أن تٌترجم هذه الإبتسامة ما بعد الزيارة الإفريقية، إلى ابتسامات، وأن تقطف فواكهها، ويجنيها كل المغاربة، الذين تابعوا التفاصيل الدقيقة لخطوات ملك يربط المغرب بالجسر الإفريقي.