محمد سعدوني - طنجة/تطوان - شمال المغرب ضمن الاستطلاعات الميدانية التي قامت بها "السند " في جهة طنجة تطوان، زار مندوب الموقع منطقة " ظهرْ السعدانْ " التي دشن بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله أضخم مشروع لانتاج الكهرباء في أفريقيا انطلاقا من قوة الريح، ووافانا بهذا التقرير، وبهذه الصور من عين المكان ... كان للأزمة النفطية والمالية انعكاسات سلبية على الاقتصاد المغربي، وهذا لا جدال فيه. والأرقام الرسمية والغير الرسمية تؤكد أن المغرب ما زال يخسر ملايير الدولارات جراء الإنفاق على فاتورة النفط والغاز ... كل هذا فتح الطريق للبحت عن بدائل للبترول للتزود بالطاقة الكهربائية، وهو الهاجس الذي حاول أن يتخطاه الملك الحسن الثاني رحمه الله من خلال التركيز على سياسة السدود لتوفير الأمن الغذائي، و لإنتاج الكهرباء المائية. أما عملية التنمية البشرية الشاملة والتي يتزعمها العاهل المغربي محمد السادس فما زالت ناقصة في وقت استمر فيه المغرب بهدر طاقات أخرى، وأخطر ما في هذه العقبات هي فاتورة النفط والغاز، ورغم أن المغرب ما زال يستثمر في الطاقة الكهرمائية لما لديه من السدود ، إلا أنه أصبح من الملح والضروري التحول نحو حرارة الشمس وقوة الرياح لتوليد الطاقة الكهربائية، وهو ما تجلى في مشروع سهب الغار لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، الذي شيد على عشرات الهكتارات الشاسعة والذي دشنه الملك محمد السادس بمنطقة عين بني مطهر ( عمالة جرادة ). و الذي يعد من أضخم الأوراش في أفريقيا، وذلك لتدارك ما فات من هدر للطاقة الشمسية، بما أن المغرب يتوفر على مساحات شاسعة يلتقي فيها السهل بالجبل والبحر، والنجود العليا بمقدمة الصحراء الأفريقية، وهو ما يوفر احتياطات مجانية من الطاقة الريحية، والأشعة الشمسية المتوفرة بمعدل 360 يوم على طول السنة في عدة جهات من المملكة. وبعد مشروع عين بني مطهر بالمغرب الشرقي للطاقة الشمسية، دشن جلالة الملك محمد السادس مشروع " ظهرْ السعدانْ " بناحية تطوان ، وهو مشروع مهم، لا يقل أهمية عن مشاريع السدود والطاقة الشمسية. ويروم هذا الانجاز الطاقوي الضخم إلى استخراج الطاقة الكهربائية انطلاقا من قوة الرياح التي تهب على هذه الناحية بقوة مستمرة طوال السنة، وذلك بواسطة مولدات ضخمة منتشرة على طول الجبال الشمالية المطلة على طنجة وتطوان ، بتربينات تدار بقوة الرياح . مباشرة بعد توليه عرش المغرب، انتبه الملك محمد السادس إلى أهمية الطاقة في الإستراتيجية التنموية الشاملة. فكان لا بد من ترجمه كل الأفكار والاقتراحات اوالمبادرات لوطنية الجادة والهادفة، ولو أدى الأمر إلى تخطي غياب النقاش السياسي داخل الأحزاب والبرلمان . بمعنى أن الأوساط السياسية والأحزاب المغربية ما زالت غائبة وغير مدركة لأهمية وخطورة الظرفية في مجال النقص الحاد في الطاقة، وغلاء برميل النفط. وحتى في جانب السلطات الطاقوية التي ما زالت تنظر إلى البديل النفطي بعين الربى هذا من جهة، ومن جهة أخرى لاعتبارات خاصة لها ارتباطات بمصالح شركات نفطية مغربية / أجنبية متعددة الجنسيات احتكارية ليس من مصلحتها أن ينجح المغرب في إيجاد بدائل للبترول المستورد، من الشمس أوالرياح أو المواد العضوية . كما أن المواطن المغربي ما زال مغيبا عن أي عمل تحسيسي للحفاظ على الطاقة. بمعنى أن ترشيد استهلاك الطاقة لا يمكن أن يقتصر على الاقتصاد في استهلاك الكهرباء والماء الشروب، بل يجب أن يتعداه إلى التحسيس من خلال هيئات المجتمع المدني بأهمية العناصر الأخرى الحيوية التي تدخل في انتاج الطاقة، مع الالتزام بمبدأ " الحفاظ على شعار المغرب الأخضر " الذي أصبح مهددا بزحف الرمال والتلوث البيولوجي ... وبزحف الاسمنت على حساب الأراضي الفلاحية التي يعتمد عليها في توفير الأمن الغذائي. وتتبع عمليات الاستثمار العشوائي والمريب كما حصل في السعيدية الذي لم يراعي ويحترم المقومات البيولوجية والطبيعية للبلاد. فهناك مناطق شاسعة ممتدة من كرسيف إلى فكيك - مثلا- لم تستفد بعد من عملية التنمية البشرية الشاملة بما فيه الكفاية، رغم أنها تتوفر على مؤهلات اقتصادية وسياحية ، ومقومات طبيعية غنية بالموارد الغابوية والباطنية و.. خصوصا أشعة الشمس وقوة الراح . -- يتبع --