تعد محطة طنجة1 "ظهر سعدان" لإنتاج الطاقة الريحية، التي دشنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمس الاثنين، الأكبر من نوعها بإفريقيا، أنجزت بكلفة إجمالية تبلغ 2,75 مليار درهم، وستساهم بنسبة 2,5 في المائة في الاستجابة للطلب الوطني على الطاقة . ويرفع هذا المشروع، الذي يعتبر أحد مكونات استراتيجية الحكومة لتطوير الطاقات المتجددة وتثمين موارد الطاقة الوطنية في إنتاج الكهرباء والمحافظة على البيئة، مساهمة الطاقة الريحية في المحطات الريحية المنشأة على الصعيد الوطني إلى ما يناهز 250 ميغاواط، بفضل قوته التي تعادل في مجموعها 140 ميغاواط. وجرى تطوير المحطة، التي تمتد على خط المرتفعات الموازية لطريق طنجة-تطوان، في منطقتين تتميزان برياح قوية ومنتظمة هما ظهر سعدان (22 كلم جنوب شرق طنجة) وتتشكل من 126 محركا هوائيا على امتداد 35 كلم من المسالك، وبني مجمل (12 كلم شرق طنجة) وتتكون من39 محركا هوائيا على امتداد سبعة كلمترات من المسالك. وتبلغ كلفة المشروع 2,75 مليار درهم (250 مليون أورو)، جرى تمويله بقرض من مصرف القروض الإسباني - إيكو- (100 مليون أورو)، والبنك الأوروبي للاستثمار (80 مليون أورو)، والبنك الألماني للاستثمار (50 مليون أورو)، وكذا المكتب الوطني للكهرباء. وأسند إنشاء المحطة للشركة الإسبانية "غاميسا إيوليكا"، التي تعتبر أحد المتخصصين العالميين في القطاع، وسيسند استغلال المحطة، بعد انتهاء الأشغال إلى المكتب الوطني للكهرباء، بينما ستوكل صيانة المحركات الهوائية إلى الشركة الإسبانية المذكورة . ويبلغ معدل الإنتاج السنوي لهذه المحطة 526,5 جيغاواط /ساعة وتتضمن بالأساس 165 مولدا هوائيا بقوة تعادل 850 كيلواط للمولد الواحد، و165 جهازا للمراقبة والتحكم والقياس والصيانة، وشبكة تحت أرضية 33 كيلوفولط لتفريغ الطاقة في اتجاه مركز ملوسة، فضلا عن أربع محطات لقياس الرياح. وسيجري تفريغ الطاقة الكهربائية التي تنتجها المحطة الريحية لطنجة في الشبكة عبر مركز225 -33 كيلوفولط المحاذي لمركز ملوسة. وتطلب هذا الورش الذي استغرقت أشغاله 25 شهرا، 880 رحلة استثنائية لنقل المحركات الهوائية و6300 شاحنة للمواد الأولية و30 ألف متر مكعب من الخرسانة جرى سكبها لتشييد أسس مجموع المحركات الهوائية. واقتضى تدبير الورش وقيادة المشروع تعبئة مستمرة لأطر من المكتب الوطني للكهرباء ومن شركة "غاميسا"، وتشغيل مابين 350 و560 عاملا، أي ما يعادل مليونين و500 ألف ساعة عمل. وستمكن المحطة من اقتصاد 126 ألف طن من الفيول سنويا وتقليص حجم انبعاث الغازات المسببة للانحباس الحراري ب368 ألف طن من ثاني أوكسيد الكربون سنويا. ومن شأن هذا المشروع أن يساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لجهة الشمال، خصوصا لمدينة طنجة، ويعزز إشعاعها الدولي وحمولتها التاريخية كمدينة تلتقي عندها قارتا أوروبا وإفريقيا . وبفضل هذه المحطة، تثبت المملكة موقعها في مقدمة البلدان الأكثر تقدما في مجال الطاقات المتجددة على المستويين الإفريقي والمتوسطي . و م ع