يسر بوابة الفقيه بن صالح أن تجري هذا الحوار مع الدكتورة مزدهير حنان طبيبة الأسنان خريجة كلية الطب الأسنان، حاصلة على دبلومي جراحة الأسنان وتقويم الأسنان والفكين. وانطلاقا من مسؤولياتها وأيمانها فإن البوابة تحاول أن تلامس كل القضايا التي تعرفها مختلف القطاعات بإقليم الفقيه بن صالح ، ومن بينها قطاع الصحة الذي يعتبر من القطاعات المهمة ضمن القطاعات الأخرى بالإقليم، وباعتبار الدكتورة اختصاصية في طب الأسنان فارتأينا أن نقرب القارئ الكريم بمجموعة من المعلومات والمعطيات التي يمكن أن يستفيد منها في حياته وخاصة على مستوى الحفاظ على صحة أسنانه . الفقيه بن صالح أونلاين: في البداية ما هي وضعية طب الأسنان بالمقارنة مع التخصصات الأخرى بإقليم الفقيه بن صالح؟ الدكتورة مزدهير: قبل الإجابة عن هذا السؤال أشكر بوابة الفقيه بن صالح على هذا الحوار، كما أود أن أقول أنها أصبحت من بين المنابر الإعلامية التي تعمل على تنوير الرأي العام وخاصة وأنها تهتم بكل القضايا التي يعرفها الإقليم. أما بخصوص سؤالكم فيمكن القول إن طب الأسنان في الإقليم يبقى كباقي التخصصات الأخرى حيث أصبح يلعب دورا مهما في الحد من انتشار مجموعة من الأمراض الناتجة عن أمراض الأسنان . الفقيه بن صالح أونلاين: هل أصبحت لدى المواطن وخاصة الذي ينحدر من إقلبم الفقيه بن صالح ثقافة علاج الأسنان والعناية بها؟ الدكتورة مزدهير: التطور والتغير الذي أصبح يعرفه المجتمع كان يفرض على المواطن أن ينخرط في كل ما يصاحب هذا التطور وخاصة على مستوى أساليب عيشه ، وبما أن هذا التغير لامس كل مناحي الحياة فالجانب الصحي لم يستثن من ذلك ، ومنذ أن عرف المجتمع العميري مجموعة من التغيرات وخاصة منذ التسعينات، حيث أن أغلب شباب المنطقة هاجر إلى الخارج وما صاحب ذلك من تحسن في ظروف العيش، فهذا كان له تأثير كبير للعناية بالجانب الصحي وخاصة العناية بصحة الفم والأسنان . الفقيه بن صالح أونلاين: دكتورة، نعلم على أن الفئة الأكثر تعرضا لأمراض الأسنان وخاصة التسوس. هي فئة الأطفال، في نظرك ما هي أهم ا لأسباب، وماهي الأمراض التي قد تنجم عن ذلك؟ الدكتورة مزدهير: السؤال وجيه ومهم ولابد وأن نقف عنده شيئا ما. سأجيب على ذلك من خلال مجموعة من المراحل. أبدؤها بمرحلة الرضاعة: إن من أخطر أنواع التسوس هو ذلك الذي يصيب الطفل الرضيع وخاصة الذي يخضع للرضاعة غير الطبيعية عبر الزجاجة حيث تتعرض أسنانه للسوائل الحاوية عل السكر لفترات طويلة ومتكررة في اليوم مما يزيد من احتمال التعرض إلى المرض ، بمعنى أن الأم في هذه الحالة تعطي فرصة للجراثيم لمهاجمة أسنان طفلها لأنها تكون محاطة بشكل كامل بالسوائل السكرية، ويعتبر هذا النوع من التسوس سريع التطور ويؤدي إلى تلف جميع الأسنان وخاصة الأسنان العلوية في حالة عدم اكتشاف الحالة وتقديم العلاج في الوقت المناسب بأقصى سرعة ممكنة. إضافة إلى ذلك يمكن إرجاع عملية التسوس عند الأطفال بصفة عامة إلى: - عدم إزالة الترسبات البكتيرية المتواجدة حول الأسنان بشكل طبيعي لكون أن هذه البكتريا تتغذى على السكريات الموجودة في الطعام وتقوم بإفراز بعض الأحماض التي تؤدي إلى تحلل وتآكل سطح الأسنان ويستمر ذلك حتى لب الأسنان مما ينتج عنه إلتهاب العصب وما يرافق ذلك من آلام حادة وانتفاخ على المستوى الخارجي للفكين. ومن الأعراض الناجمة على ذلك : ارتفاع درجة الحرارة. احمرار الخدين. انتفاخ تضخم اللثة. زيادة سيلان اللعاب في الفم... أما الأمراض التي قد تنجم عن تسوس الأسنان نذكر منها: مرض تلف صمامات القلب. أمراض القلب الوعائية. مرض السكري. ولهذا فعندما يشتكي الطفل من وجود آلام بالأسنان فهذا يدل على وجود تسوس، وفي هذه الحالة يجب زيارة الطبيب، ويمكن الإشارة في هذه المرحلة أنه لا يجب خلع أسنان الطفل في سن مبكرة لما لها من آثار ضارة على الطفل مثل: تشوه الشكل وهو ما يؤثر على مخارج الحروف (طريقة الكلام). عدم انتظام الأسنان عند الكبر، مما يضطر معه إعادة تقويمها. الفقيه بن صالح أونلاين: ماهي نصيحتك الأخيرة لتفادي كل هذه الأسباب والأمراض التي قد تصيب الأسنان، والتي قد تكون لها انعكاسات سلبية على صحة الإنسان؟ الدكتورة مزدهير: يمكن التأكيد على أن صحة الفم، تعني السلامة من الآلام التي قد تصيب الفم والوجه، وما ينجم عن ذلك من أمراض قد تصيب الفم وتجويف الفم والحلق وخاصة السرطان والتقرحات والعيوب الحلقية. مثل فلح الشفة العليا وفلح الحنك وما ينجم عم ذلك وخاصة أمراض القلب والأوعية الدموية. لذا ننصح بالاهتمام بصحة الفم والأسنان عند جميع الفئات، على الأقل زيارة الطبيب مرة أو مرتين في السنة، العناية الدائمة بنظافة الأسنان باستخدام معجون الفلوريد وبتنظيف الفراغات وخاصة عند كبار السن، كم نؤكد بالنسبة لهذه الفئة وخاصة الذين لهم طواقم الأسنان فالمطلوب تنظيفها بعد كل وجبة. ونؤكد على ما يلي: الكشف الدوري للأسنان لمعرفة الموعد المناسب لخلع الأسنان المؤقتة. العمل على حشو الأسنان للمحافظة عليها أطول فترة ممكنة. تعليم الأطفال على استعمال الفرشاة منذ الصغر. تناول منتجات الألبان والأغذية الغنية بالكالسيوم في فترة الحمل بالنسبة للمرأة الحامل. تفادي التكثير من المضادات الحيوية والأدوية التي تحتوي على السكر. الفقيه بن صالح أونلاين في الأخير نشكرك على الإجابة عن كل هذه الأسئلة التي من شأنها تنوير القارئ الكريم، متمنين لك التوفيق والنجاح في حياتك المهنية. كلمة أخيرة للدكتورة: بدوري أشكر بوابة الفقيه بن صالح أونلاين على هذا الحوار، آملين أن نكون قد وفقنا في الإجابة عن مجموعة من التساؤلات التي تتعلق بصحة الفم والأسنان . كما نتمنى لبوابة الفقيه بن صالح الاستمرارية والنجاح في مهمتها الإعلامية وخاصة أنها ملأت الفراغ الذي كان يعرفه الإقليم.