وقاية الطفولة المبكرة أفضل وسيلة لمواجهة أمراض اللثة والأسنان في ظل نقص التكفل بالعلاجات المرتبطة بها بعد نجاح المرحلة الأولى من مشروع عش -تعلم- ابتسم المنظم بالجماعة القروية قصبة بن مشيش عمالة ولاية برشيد، أعلنت الجمعية المغربية لوقاية الفم والأسنان (AMPBD) عن انطلاق المرحلة الثانية من هذا المشروع، ببرنامج تحسيسي حول صحة الفم عند الأمهات والنساء الحوامل بالدارالبيضاء. البرنامج الذي أعطيت انطلاقته في ندوة صحفية يوم الجمعة الماضي بالدا البيضاء، يهم ما يناهز 8000 أم وآمرأة حامل و220 مهني الصحة بعمالة مرس السلطان - الفداء، بهدف التحسيس حول أهمية تسوس الطفولة المبكرة، وتحسين صحة الفم عند الأطفال من خلال اعتماد سلوك جيد داخل الأسر. فتسوس مرحلة الطفولة الأولى هو تسوس حاد و شرس يمكنه تدمير أسنان الحليب للرضع والأطفال الصغار- ويتعلق الأمر بمرض متعدد الأسباب يبدأ مباشرة بعد ظهور أسنان الحليب في الفم. وبالدارالبيضاء وحدها، تصل نسبة الأطفال أقل من 5 سنوات المصابين بتسوس الطفولة إلى أزيد من 20% وهو ما يشكل خطرا ليست فقط على صحة الطفل ونموه، بل أيضا ثقلا ماديا ومعنويا على الأسرة ومشكلا للصحة العمومية ببلادنا. ومن أهم عوامل هذه الظاهرة: الرضاعة المطولة الطبيعية أو الاصطناعية، تنويم الرضيع برضاعة ثدي أمه أو الحليب الصناعي، تناول المواد الحلوة وغياب تنظيف الأسنان بمعجون أسنان بالفليور. زد على هذا أن البكتيريا المسببة للتسوس يمكنها أن تنتقل من الأم إلى الطفل بواسطة بعض التصرفات المضرة. هذا الانتقال البكتيري تتصاعد أهميته في حالة انعدام نظافة الأسنان عند الأم، و تدهور صحة الفم والأسنان عندها. وشددت البروفيسور سعاد المسفر عضو الجمعية المغربية لوقاية الفم والأسنان والمشرفة على البرنامج، خلال الندوة الصحفية، بأن تصحيح الأمهات لبعض السلوكات الخاطئة، وتبنيهن لعادات صحية تعنى بصحة الفم والأسنان داخل الأسرة، يعد وسيلة ناجعة لتجنيب الطفل والأسرة المضاعفات المزعجة، والخطيرة أحيانا، لمرض تسوس الأسنان الذي عادة ما يواجه بالإهمال والتجاهل بسبب غياب الوعي بتأثيراته السلبية على صحة ونمو الطفل، علما أن هذا التسوس يخرب بسرعة الأسنان المصابة بعد ظهورها في الفم.. في حين، تضيف د. المسفر، يمكن الوقاية من هذا المرض بتبني عادات سليمة في مرحلة الطفولة المبكرة منذ الولادة، كما يمكن الحد من مضاعفاته إذا تمت مواجهة أعراضه في المرحلة الأولى لإصابة سن الحليب عند الطفل. يذكر أن المشروع يستهدف الطفولة المبكرة ولكن هذه المرة ليس من خلال حملات التربية على نظافة الأسنان التي دأبت عليها الجمعية داخل المدارس، والتي لا تحقق النتائج المرجوة منها غلأى بصفة نسبية، بل يركز هذه المرة على الأمهات والنساء الحوامل، وذلك من خلال الرفع من المعلومات في صحة الفم والأسنان بين النساء الحوامل والأمهات، والرفع من المواظبة على نظافة الأسنان مرتين في اليوم داخل الأسر، وكذا الرفع من استعمال الدفتر الصحي من أجل تتبع صحة الأطفال. كما يعمل على إشراك الأطباء والعاملين في قطاع الصحة (220 مهنيا) من أجل لعب دورهم في الوقاية من تسوس الأسنان، من خلال اتصالهم المباشر مع الأمهات والنساء الحوامل الذي يشكل فرصة للتوجيه نحو تبني عادات صحية وسليمة لدى الأمهات ولدى الأطفال، وكذا التشخيص المبكر لتسوس الأسنان في مراحله الأولى. تكفل ضعيف في النظام الصحي المرحلة الثانية من مشروع «عش، تعلم، واضحك»، سيتم إنجازها بشراكة مع المديرية الجهوية للصحة، مصلحة طب أسنان الأطفال و الوقاية بالمركز الإستشفائي الجامعي ابن رشد، «يونيلفر المغرب» والفدرالية العالمية لطب الأسنان. يدخل المشروع أيضا في إطار سياسة وزارة الصحة بالنسبة لصحة الأم والطفل التي قامت بإنجاز دفتر صحي لمتابعة صحة الأطفال على هذا المستوى، وذلك لما لوحظ من نقص في معلومات صحة الفم و الأسنان. ففي الوقت الذي أضحت فيه علاجات الفم والأسنان مدمجة في التغطية الصحية بالنسبة للمرأة الحامل والطفل، يلاحظ غياب وعي لدى المواطنين والمواطنات بأهمية التكفل المبكر بأمراض اللثة وتسوس الأسنان، ليس فقط عند الطفل، بل أيضا عند المرأة الحامل في إطار الحرص على صحتها العامة استعدادا لاستقبال المولود ووقايته من مختلف الأمراض التي تبدأ أسبابها لديه، في كثير من الأحيان، وهو ما يزال جنينا في رحم أمه، ومنها أمراض اللثة والأسنان. وعلى مستوى التكفل بأمراض اللثة والأسنان دائما، لفت أعضاء الجمعية المغربية لوقاية الفم والأسنان، خلال الندوة الصحفية، أنه على الرغم من الجهود المبذولة في مجال التوعية والتحسيس على مستوى الوزارة الوصية والجمعيات الفاعلة في الميدان وكذا القطاع الخاص، إلا أن هناك غيابا ملحوظا لاستراتيجية وطنية حقيقية في مجال الوقاية من هذه الأمراض، تستشرف أفقا خاليا من هذه الأمراض لدى الطفولة المبكرة، وهو ما لا يمكن التوصل إليه إلا من خلال تكريس تربية سلوكية سليمة قوامها عادات صحية ونظافة دائمة للأسنان والفم. وكما تمت إثارة ذلك في مناسبات عديدة سابقة، شدد المتدخلون على أن أمراض الفم والأسنان يعد مشكل صحة عمومية حقيقي ببلادنا، من خلال الإحصائيات والدراسات الميدانية، إلى أنه يأتي في أسفل سلم اهتمامات السياسات الصحية التي ليفترض أن ترتكز على نقطتين أساسيتين هما تعزيز التحسيس بأهمية الوقاية وكذا تكفل ملائم بمصاريف العلاجات، علما أن نظام التغطية الصحية الإجبارية يكفل هذه العلاجات عند الطفل بالنسبة لمنخرطي الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي، لكنه لا يفعل ذلك بالنسبة إلى أبناء منخرطي الضمان الاجتماعي الذي سبق أن ضمن هذه النقطة في البروتوكولات الموقعة مع المهنيين قبل أن يتراجع عنها. وهو التراجع ما يطالب المهنيون والجمعيات الفاعلة في المجال بإعادة النظر فيه على اعتبار المكانة الأساسية التي يجب أن تحتلها صحة الفم والأسنان في نظام التغطية الصحية الإجبارية، وفي المنظومة الصحية الوطنية عموما. أرقام الأرقام الموالية وقفت عليها الجمعية المغربية لوقاية الفم والأسنان من خلال تقييم حملاتها التحسيسية وكذا الدراسات التشخيصية التي تقوم بها في مدينة الدارالبيضاء وفي مناطق أخرى. * مشكل صحة الفم في قصبة بن مشيش. 54.79% يجهلون مرض اللثة. 27.4% يشكون من آلام الأسنان. 31% مصابين بتعفنات الأسنان. 90% يحتاجون لعلاج أمراض اللثة. * نسبة تسوس الطفولة الأولى في الدارالبيضاء 23% من الأطفال بين 18 و 48 شهرا مصابون بتسوس الأسنان (1994) * عوامل تسوس الطفولة الأولى: (2000) نظافة الفم و الأسنان: 86% من الأطفال ليس لهم نظافة الفم والأسنان. * انتقال البكتيريا من الأم إلى الطفل - التذوق بالملعقة: 16% من أمهات الأطفال المصابين تذوق بالملعقة قبل أن تعطيها للطفل. - التذوق بالرضاعة: 2% من أمهات الأطفال المصابين تذوق الرضاعة قبل أن تعطيها للطفل. * القبلة على الفم: 30%من أمهات الأطفال المصابين تقبل غالبا طفلها في فمه. - الرضاعة المطولة: 56% من الأطفال المصابين يستمرون في الرضاعة بعد سن 24 شهر. - النوم على رضاعة الثدي: 50% من الأطفال المصابين ينامون وثدي الأم في الفم. تناول محلول الدواء للأطفال: 34% من الأطفال المصابين يتناولون محاليل الدواء قبل النوم.