قرر قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بني ملال يوم أمس الأربعاء 2 مارس 2016 ، تأجيل النظر في ملف المعتقلين المشتبه فيهما ( ع م ) و ( ع ج ) في مقتل الجندي المتقاعد وسائق شاحنة بإحدى الشركات بمدينة الدارالبيضاء محند نمروش في عقده الخامس متزوج وأب لثلاثة أبناء إلى غاية 23 مارس الجاري . وتعود تفاصيل هذه القضية إلى مساء يوم السبت 13 فبراير الماضي حيث اختفى الضحية في ظروف غامضة بعد زيارته لأفراد عائلته بدوار (تلات) قادما إليها من مدينة الدارالبيضاء حيث يعمل سائقا لشاحنة بإحدى الشركات ويقطن بها رفقة زوجته وأبنائه ، وفي اليوم الموالي تم تسجيل شكاية لدى الدرك الملكي بأفورار حول اختفاء الضحية ، وظل الجميع في حالة ترقب وبحث لمدة خمسة أيام ، إلى أن عثر أحد أفراد عائلته (ابن أخته) على جثة خاله هامدة ملقاة بمنطقة جبلية تسمى (رورات) غير بعيد من مركز أفورار في اتجاه مدينة أزيلال مساء يوم الخميس 18 فبراير 2016 . ومنذ ذلك اليوم يواصل عناصر الدرك الملكي بأفورار عملهم وهم يسابقون الزمن من أجل كشف حيثيات وملابسات وحيثيات مقتل نمروش محند ، ، ومن له المصلحة في قتله ؟ وكيف قتل ؟ وأين قتل ؟ وهل قتل عن سبق الإصرار والترصد أم أن الأمر لا يعدو أن يكون خلاف يرجح أن يكون بسبب الخمر والنساء ؟ وغيرها من الأسئلة الحارقة التي تعج بها مجالس ونقاشات الرأي العام المحلي الذي أصبحت قضية مقتل نمروش قضية تستأثر بتتبع جميع الفوراريين في الداخل والخارج ، وكلهم أمل في أن يغلق قوس هذه القضية بالوصول إلى الفاعل الحقيقي أو الفاعلين الحقيقيين . وفور الإبلاغ بالعثور على جثة الضحية التي نقلت إلى مركز أفورار لمعاينتها من قبل عناصر الشرطة العلمية ثم نقله بعدها إلى مستودع الأموات ببني ملال لإخضاع جثته للتشريح ، بدأت عمليات التحقيق الأولية التي استمرت إلى غاية الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة 19 فبراير 2016 ، وأفضت إلى اعتقال شخصين وهما سائق حافلة (ع م ) ومتقاعد عسكري ( ع ج ) والتحقيق معهما لكونهما كانا مع الضحية ليلة السبت 13 فبراير 2016 وهي الليلية التي اختفى فيها الضحية ، وكلاهما صرح أنه ترك نمروش رفقة الآخر ناكرين أن يكونا من قاما بارتكاب جريمة قتله ، وبعد إتمام مدة الاعتقال الاحتياطي الممددة إلى 72 ساعة تم عرضهما على أنظار النيابة العامة بمحكمة الجنايات ببني ملال يوم 22 فبراير 2016 ، وبعد ذلك تم الأمر بإيداعهما السجن المحلي ببني ملال إلى غاية جلسة يوم 2 مارس 2016 في انتظار ما ستسفر عن التحقيقات ونتائج التشريح ومعاينة سيارة أحد المعتقلين. هذا وقد تم اعتقال ابن أخت الضحية الذي عثر على جثة خاله بعدما ذهب رفقة بعض أفراد عائلته على متن سيارة يبحثون عنه بالجبل المحاذي لدوار تلات ، نظرا للكثير من علامات الاستفهام التي تفرض نفسها في مثل هذه القضايا، كيف تم العثور على جثة الضحية بهذه السرعة ؟ علما أن احتمالا كبيرا يذهب إلى أن الضحية وضع في المكان المعلوم صباح يوم العثور عليه لأن جسمه كان سليما لكون المكان يعج بالكلاب الضالة و الخنازير بالإضافة إلى كون المكان مرعى للعديد من الرعاة ؛ ولماذا لم يبدأ أفراد الأسرة في عملية البحث منذ يوم السبت بل انتظروا إلى يوم الخميس ؟ هل هناك من أمرهم أو أوحى إليهم بالبحث بهذه المنطقة بالذات ؟ أسئلة وأخرى محيرة تبقى مشروعة يطرحها الشارع الفوراري . وبعد ذلك قامت عناصر الدرك الملكي بأفورار بالتقصي ورصد كل كبيرة وصغيرة يمكن أن توصل إلى الخيط الناظم للقضية فقامت باعتقال أشخاص من دوار تلات ليلة الاثنين 22فبراير 2016 والاستماع إليهم ، حيث تم الاستماع لكل من (ي م) و(ص ف) وإطلاق سراحهما في نفس الليلة . وفي ليلة الأربعاء 24/2/2016 تم الاستماع إلى أخت الضحية ( ن ح) وكذا مستخدم بالمكتب الوطني للماء الصالح للشرب ( ج ح) وحجز سيارة هذا الأخير وإخضاعها للتفتيش ، بعد ذلك تم إخلاء سبيلهما ، وفي مساء يوم الخميس 25 فبراير الماضي تم استدعاء ( ح م ) للاستماع لأقواله. وجدير بالذكر أن قائد الدرك الملكي بأفورار انتقل في إطار البحث في ذات القضية إلى مدينة الدارالبيضاء للتحقيق مع زملائه في الشركة ، حيث تم الاستماع إليهم. وفي انتظار الجواب المؤجل عن مقتل نمروش محند ، وإغلاق قوس البحث في هذه القضية تبقى كل الأسئلة مشروعة ، وكل الاحتمالات ممكنة ، إلى أن يثبت العكس ، وكل متهم برئ حتى تثبت إدانته .