تناولت العديد من قنوات العالم خبرا مثيرا طيلة يومه الخميس تاسع أبريل على رأسها شبكة الجزيرة الإخبارية يتعلق الأمر باختراق قراصنة تابعين لتنظيم داعش للشبكة الفرنسية , بالنظر إلى انعكاسات هذا الاختراق حيث قطعت هذه الإمارة الإعلاميةTV5العالمية الإعلامية بثها في العديد من مناطق العالم فإن الحدث يعكس قدرة هذا التنظيم على الهجوم الشامل أو المواجهة المفتوحة على كل المستويات مع خصومه , ومن جهة أخرى يعيد إلى الواجهة الجريمة الإلكترونية باعتبارها إحدى معضلات الثورة الإلكترونية والتكنولوجية الحديثة , لازال كل المتتبعين للشأن المعلوماتي إن صح هذا التعبير يتذكرون ما اصطلح عليه بفيروس الحب الذي اخترعه أحد القراصنة من جنوب شرق آسيا حسب ما تداولته العديد من المنابر الإعلامية أنذاك , وتمكن من خلاله من تدمير ملايين المعلومات المتنوعة لتظهر أول كبوة للنظام المعلوماتي التكنولوجي الذي بدأ إنسان القرن الواحد والعشرين لتوه يتمتع برخائه وترجى خيرا في المستقبل حيث ستوفر عليه الثورة المعلوماتية أتعاب طبع الوثائق وتكديسها في الزمان والمكان , وقد سمعت ذات مرة أحد العلماء يقول بأن الكتاب المرقن أو المطبوع على الورق سيمسي من التراث يوما ما لكن تحديات الجريمة الإلكترونية أعادت للكتاب جماليته وللمكتبات غير الإلكترونية قدرتها على الاستمرارية . ولأن الإنسان قادر على التأقلم مع كل التحديات الطارئة ومواجهتها ضمانا لاستمرار كينونته وحفاظا على مصالحه تمكن العلماء من اختراع برامج مكافحة الفيروسات الإلكترونية التي تملك قدرات فائقة على حماية ملايين المعلومات من التلف , ليظهر التحدي الجديد المتمثل في قدرة الهكر على تحطيم الحواجز الإلكترونية وسرقة المعلومات أو إتلافها بطرق يستحيل معها استعادتها ليتبين من جديد أن أعظم سلبيات الثورة المعلوماتية هي قدرتها على تدمير نفسها بنفسها في ثوان معدودة , فبقدر قدرتها على حماية أسرار الإنسان من المعلومات , تستطيع من جهة أخرى فضحه وزعزعة عرشه الآمن في كل لحظة ولنا في موقع ويكيليكس الإخباري خير مثال على ذلك إذ أظهر مخترعو هذا الموقع قدرتهم المثيرة على الوصول إلى العديد من المعلومات الحساسة , ما خلق ضجة كبرى في العالم حيث أمست العديد من الحكومات والشخصيات العالمية متورطة في قضايا فساد مالي واقتصادي , هذا الوضع دفع المستهدفين إلى تلبيس مخترع هذا الموقع تهمة حق عام لإسكاته ولو مؤقتا , لكن هذا الإجراء لا يقدم كسالفه حلا فعالا للحد من الجريمة الإلكترونية , خاصة إذا ارتبطت بجرائم الإرهاب فهل ستقدم الأيام المقبلة أجوبة اطمئنان نهائي للإنسان على أمنه المعلوماتي ...؟