يتعرض الكيان الصهيوني منذ مساء أول أمس إلى «حرب إلكترونية» غير مسبوقة على كافة المواقع الإخبارية والعسكرية والحيوية والمالية، فيما أسماها المهاجمون «يوم مسح «إسرائيل» عن الإنترنت»، في أكبر هجوم إلكتروني عرفته البشرية. وتمكن الآلاف من الهاكرز (القراصنة الإلكترونيين) من دول مختلفة في اختراق العشرات من المواقع الحكومية الصهيونية وحسابات الآلاف من الصهاينة على مواقع التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني. وذكرت وسائل إعلام صهيونية، أنه في الوقت نفسه، حذرت أكبر الشركات المقدمة لخدمة الإنترنت من وقف الخدمة عن كافة أنحاء الكيان خلال ساعات حال استمرت هجمات القرصنة بهذا المعدل المكثف. وكشفت المواقع الصهيونية أن كيان الاحتلال يتعرض فعلياً لهجوم إلكتروني ضاري وغير مسبوق، مما قد يكلفه خسائر باهظة قد تصل لحد تعطيل الدفاعات الإلكترونية والقبة الحديدية وغير ذلك من المواقع العسكرية الاستخبارية. وكانت «أنونيموس» سبق وأعلنت عزمها شنّ أكبر عملية قرصنة معلوماتية ضد الكيان في السابع من أبريل الجاري لتدمير بنية شبكة الانترنت الصهيونية، وأُطلق عليها «أوب إسرائيل» (OpIsrael) وهدفها محو الكيان عن الإنترنت. ونقلت مواقع فلسطينية إخبارية عن الإذاعة الصهيونية قولها إن مجموعة «أنونيموس» الدولية لقراصنة الكمبيوتر بدأت بالتعاون مع نشطاء مؤيدين للفلسطينيين بشن هجوم إلكتروني على مواقع إنترنت صهيونية مختلفة بعد أن أعلنت أخيراً نيتها القيام بذلك، احتجاجاً على السياسات الصهيونية الإجرامية في حق الأسرى الفلسطينيين وفلسطين عموما. وكان من المزمع انطلاق العملية في الساعات الأولى لأمس الأحد، السابع من أبريل، إلا أن الهجمات الإلكترونية بدأت مبكراً منذ عصر أول أمس. وذكرت القناة الثانية في التلفزيون الصهيوني، مساء السبت، أن عدداً من المواقع الالكترونية الصهيونية تعرضت منذ العصر لما وصفتها ب»الحرب» من قبل قراصنة الانترنت. ووصف التلفزيون الصهيوني الهجمة الإلكترونية بأنها «حرب تشن على «إسرائيل». كما وصفت وسائل إخبارية محلية صهيونية «الهجمة الإلكترونية بأنها الأكبر ضد البلاد»، وفق ما نقل عنها «المركز الفلسطيني للإعلام». وقالت صحيفة «هآرتس» العبرية إن قرابة 19.000 حساب «فيس بوك» لصهاينة تم تسجيل اختراقه من قبل القراصنة. وتضمنت العملية اختراق وإيقاف مواقع بارزة مثل موقع مجلس الوزراء الصهيوني، gov.il، ومواقع وزارة الحرب والتعليم والاستخبارات وسوق الأوراق المالية (البورصة) والمحاكم الصهيونية وشرطة تل أبيب وحزب «كاديما» وبنك «أورشاليم». كما تمكن القراصنة من اختراق الموقع الالكتروني لجامعة «بار ايلان» الواقعة في مدينة «رمات غان» القريبة من «تل أبيب» وهي واحدة من أكبر الجامعات الصهيونية. وأعلن القراصنة أنهم تمكنوا أيضا من الحصول على أرقام بطاقات الائتمان واختراق حسابات البريد الإلكتروني لآلاف الصهاينة. ووضع القراصنة رسائل مختلفة داعمة للأسرى الفلسطينيين والقضية الفلسطينية، وأخرى منددة بالسياسة الصهيونية تجاه الفلسطينيين على المواقع المخترقة، إلا أن أغلب تلك المواقع أغلقت تماما،ً وذلك لحين التعامل مع الاختراق وإعادتها مرة أخرى. وقال التلفزيون الصهيوني إن الهاكرز استهدف مواقع حساسة بينها موقع الاستخبارات «الاسرائيلية»، فيما ظهرت صورة الأسير سامر العيساوي على مواقع «إسرائيلية». في المقابل، وعلى الفور، استخدم الكيان قراصنة للرد دون جدوى. وذكرت تقارير إخبارية أنها رصدت هجمات إلكترونية انتقامية نفذها قراصنة صهاينة استهدفوا مواقع باكستانية وفلسطينية، إلا أن هجمات قراصنة “أنونيموس" تبقى ذات الأثر الأكبر خاصة بعد توقف نحو 14 موقع إلكتروني تديره الحكومة الصهيونية تماماً عن العمل. «روني بكار» مسؤول صهيوني عن عالم السايبري اعترف بالقول إنه لا حول ولا قوة ل(إسرائيل) سوى أن تجلس وتشاهد الحرب الدائرة بين القراصنة. ورفع الجيش الالكترونى الصهيوني والخبراء الأمنيين حالة الطوارئ لصد هجوم القراصنة، حيث استعد بأكثر من 5000 مبرمج. وقالت إذاعة الجيش "إن هجوم الهاكزر بدأ بشكل قوي، وأن البورصة الإسرائيلية بدأت تخسر ملايين الشواكل، مشيرة إلى أن هاكزر من دول أوروبية يشارك فى العملية". وأوضحت الإذاعة أن معظم القراصنة الذين يعملون الآن على تدمير المواقع «الإسرائيلية» هم من من كسوفا والبانيا والمغرب وتركيا وأندونيسيا وبعض السعوديين والفلسطينيين, مشيرة إلى أنه سيتم قطع الإنترنت عن كافة “إسرائيل" فى تمام الساعه 7 والنصف صباحا يوم غد (أمس). «القسام» تتحدى الكيان من جهتها، أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكرى لحركة حماس عن اختراق لجانها الإلكترونية لموقع تابع للموساد الصهيوني وسحب بيانات بعض العملاء ونشرها. وقام الهاكرز بكتابة جملة: “تم الاختراق من قبل كتيبة القسام الإلكترونية"، “شعبكم جبان، جيشكم جبان، رئيسكم جبان، حكومتكم جبانة"، وأكدوا أنهم يستطيعون أن يضربوا في أي وقت ويتخطوا ما شاؤوا من السيرفرات. وقالت «القسام» عبر تدوينات لها على صفحة «الفيس بوك»: «تم اختراق حسابات بنكية صهيونية لأكثر من 30000 صهيونى واختراق أكثر من 4000 حساب «جى ميل» ونشر بيانات أكثر من 10000 صهيوني بداية من نشر وثائق سرية جداً واختراق أكثر من 20000 ألف حساب على الفيس بوك، ووضع صورة الأسير سامر العيساوي على عدد المواقع التي سقطت...». وأضافت القسام: «حتى اللحظة هناك انهيار كامل للمواقع الإسرائيلية وتوقف عدة محطات ومواقع رئيسية من خلال هذه الحرب الإلكترونية، وإسرائيل تحشد أدمغتها التكنولوجية». وحصرت القسام ما تم اختراقه من مواقع حتى الآن، وهو: «20000 حساب فيسبوك، و5000 حساب تويتر، و30000 حساب مصرفي في البنوك الإسرائيلية، وموقع البورصة، وموقع الموساد وموقع التعليم، موقع الأمن والاستخبارات الإسرائيلية، وأكثر من 400 موقع إلكترونى مفصلي». وقالت كتائب القسام: «تم شل كيان العدو بشكل كامل إلكترونيا»، موضحة أن أعضاء الهاكرز هم من دول: سوريا، لبنان، فلسطين، الأردن، مصر، السودان، الجزائر، أندونيسيا، المغرب، تركيا، تونس، السعودية.. وغيرها ووصلت أعداد المهاجمين أكثر من 10000 هاكرز». ثمن باهظ للكيان محللون فلسطينيون أكدوا، في تصريحات خاصة ومنفصلة ل»المركز الفلسطيني للإعلام»، أن هذا الهجوم سيكلف الاحتلال ثمناً باهظاً، وأن الساعات القليلة القادمة ستكشف عن مدى فداحة هذه الخسائر. المحلل السياسي حسن عبدو، أكد هذه الحرب هي أحد أدوات الحرب الحديثة، داعياً إلى عدم التقليل من شأنها. وقال: أن «يكون هذا العدد الكبير من المؤيدين للقضية الفلسطينية من مشارق الأرض ومغاربها يتحدون لشن هجوم بهذا التنسيق والنجاح الواسع والكبير يؤكد أن هذه الحرب ستؤتي ثمارها». وأشار عبدو، إلى أنه وفق المعلومات المؤكدة والصادرة عن المواقع الصهيونية، فإن الحديث يدور عن إسقاط آلاف المواقع، أبرزها موقع البورصة، ومواقع وزارة الداخلية، ومواقع إخبارية وحيوية هامة. وبين أن الساعات القادمة ستكشف عن ذروة هذا الهجوم، الذي يخشى فيه من تعطل الدفاعات الإلكترونية، لافتاً إلى أن هذه الهجمة ستكلف الاحتلال ثمناً باهظاً. من جهته؛ أكد المختص في الشؤون الصهيونية توفيق أبو شومر، أن الاحتلال الصهيوني يتأثر فعلياً بهذه الهجمات الإلكترونية، لافتاً إلى أن الاحتلال حذر مواطنيه من أمس بأن يكونوا حذرين من الرسائل والمواقع الإلكترونية.