ستكون البداية إن شاء الله بشارع الحسن الثاني الذي دار حوله جدل كبير نظرا لضخامة الميزانية المرصودة له ، سنقدم عرضا بالأرقام وأمثلة بالاختلالات التي شابت المشروع. مشروع شارع الحسن الثاني يندرج ضمن 20 مشروع في مخطط التأهيل الحضري لمدينة الفقيه بن صالح والذي رصدت له ميزانية تقدر ب 78000000.00 درهم ساهمت فيه المديرية العامة للجماعات المحلية بمبلغ 23000000.00 درهم والميزانية الجماعية وصندوق التجهيز الجماعي بمبلغ 55000000.00 درهم . فترة الإنجاز كانت بين 2008 و2009 والكل يعرف التأخير الذي صاحب المشروع لكن كما يقال أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي لكن شريطة أن تأتي كاملا وفق المعايير التي حددها دفتر التحملات وهنا تكمن الكارثة .. هل احترم المشروع دفتر تحملاته؟؟؟ الجواب طبعا لا. لم يتم احترام دفتر التحملات وسنقدم بعض الأمثلة على سبيل المثال لا الحصر،أولا لم يتم احترام الطول الحقيقي الذي كان مبرمجا إصلاحه حيث كان من المتوقع إصلاح الشارع على طول المدار الحضري أي على مسافة 3 كلم من مدار تقاطع شارع الحسن الثاني وشارع علال بن عبد الله إلى النقطة المسماة 504 المركز الفلاحي لكن يبدو أن الأشغال أصابها الخرف والتعب وآثرت التوقف لغاية في نفس رئيس المجلس البلدي. حيث تم الغش في المسافة الحقيقية وتم إصلاح حوالي النصف فقط. ثانيا دفتر التحملات ينص على وجود 300 نخلة من نوع phenix والتي حدد ثمنها في 9000 درهم للنخلة الواحدة وزيارة تفقدية بسيطة للميدان جعلتنا نقف على هول الصدمة حيث لا توجد إلا 21 نخلة من هذا النوع ضمنها 3 نخلات ماتت... وللضليعين في العمليات الرياضية القيام بعمليات حسابية لمعرفة حجم المبالغ المنهوبة.. ثالثا: المساحة المقرر تعشيبها وتحويلها إلى فضاءات خضراء هي 10800 م ²لكن لم يتم تعشيب سوى حوالي 1000 م² والكلفة المخصصة للمتر الواحد هي 25 درهم تجدر الإشارة إلى أن بعض المساحات أصابها التلف وأن السكان لا يحترمون ممرات الراجلين لكن أليس حري بشارع خصصت له الملايير لتجهيزه أن يكون لحدائقه حارس يعتني بها ... وبالحديث عن الحدائق فقد مرت الصفقة لشركة مراكشية تحت جنح الظلام كباقي الصفقات التي تمر كل يوم في هذه المدينة ( صفقة رقم 02- ج ح الفقيه بن صالح 2009 اتفاق مباشر مع شركة فن الحدائق بمبلغ 10059696.00 درهم)... وفي سياق الحديث دائما عن الحدائق فدفتر التحملات يتحدث عن وجود بعض الأنواع من الورود لا وجود لها أصلا على ارض الواقع وبقيت حبيسة الأوراق فمثلا دفتر التحملات يتحدث عن وجود ورود بعض الأنواع يصل ثمنها إلى 25 درهم للوردة الواحدة ك hybride والتي لم يكتب لها أن تنمو في أرض شارع الفقيه بن صالح. وأي رومانسية هذه التي جعلت مسؤول يفكر في إقتناء ألف وردة للساكنة ثمن كل واحدة 25 درهما و1500 من نوع plante vivace ثمن الواحدة 8 دراهم و500 وردة من نوع rosie de diver colori ثمن الواحدة 12 درهما. هذه أمثلة بسيطة من كثير من الخروقات التي شابت مشروع الحسن الثاني والتي لم تعرض للمحاسبة وهنا ندعو المجلس الأعلى للحسابات الذي يترأسه السيد إدريس جطو بإيفاد لجنة لتقصي الحقائق وكشف خبايا هذه الملفات التي فاحت رائحة فسادها وتقديم هؤلاء المجرمين للعدالة . ينضاف إلى هذه التجاوزات والفضائح فضيحة عدم تهيئ شارع المسيرة وشارع علال بن عبد الله والذي تدور الشائعات حول تمويل من المكتب الشريف للفوسفاط لتهيئه علما أنه كان مدرج في مخطط التأهيل الحضري وكان من المفروض نهاية الأشغال في 2009 بميزانية تصل إلى 194520000.00 درهم.. هذا إضافة إلى أشغال تهيئة ملتقيات الطرق ومداخل المدينة واشغال الطرق والتطهير بالأحياء السكنية الناقصة التجهيز بميزانية 89000000.00 درهم... لكن لا حياة لمن تنادي ولا حسيب ولا رقيب وحسبنا الله ونعم الوكيل. للإشارة فقد عرف الشارع بعض التحسينات بعد الإعلان عن الزيارة الملكية وتم غرس بعض الورود ولازال دفتر التحملات ينتظر الإنصاف