خلف حادث الاعتداء الشنيع الذي تعرض له أستاذ ثانوية عمر الخيام الإعدادية بالفقيه بن صالح يوم الاثنين الفارط 23 شتنبر 2013 ردود أفعال كبيرة من طرف رجال ونساء التعليم إقليميا وجهويا ووطنيا، وكذا من طرف هيئات نقابية وحقوقية مختلفة، أجمعت كلها عل التنديد بواقعة الاعتداء الذي تعرض له الأستاذ من طرف أحد تلاميذه بواسطة السلاح الأبيض داخل المؤسسة التعليمية، كما أعلنت تضامنها الكلي مع الأستاذ، وطالبت الجهات المسؤولة بإيجاد حلول عاجلة وجدرية لظاهرة العنف ضد رجال ونساء التعليم التي بدأت تتنامى في السنوات الأخيرة مما أصبح يهدد أمن وسلامة الأطر التعليمية ويؤثر سلبا على العملية التعليمية برمتها. وفي هذا الإطار، نظمت الأطر التربوية والإدارية العاملة بثانوية عمر الخيام بمعية جميع تلاميذ المؤسسة، وقفة تضامنية مع زميلهم الأستاذ المعتدى عليه، وذلك صبيحة يوم الجمعة 27 شتنبر الجاري، والتي حضرتها مجموعة من الفعاليات النقابية والجمعوية التي عبرت عن تضامنها مع الأستاذ في محنته التي استهدفت سلامته الجسدية والنفسية. انطلقت الوقفة على الساعة الحادية عشرة صباحا بكلمة "أحمد شريف"، نيابة عن الأطر الإدارية العاملة بالمؤسسة، والذي عبر عن استنكار جميع زملائه لواقعة الاعتداء التي استهدفت الأستاذ العامل معهم، وهي الواقعة التي تعتبر غريبة عن المؤسسة ولا تمت لها بصلة لما يميز العلاقات بين العاملين بها والتلاميذ من احترام وود متبادل منذ افتتاحها. كما شكر المتحدث خلال كلمته كل الهيئات والجهات التي آزرت الأستاذ، معتبرا ذلك ليس غريبا عنها لما دأبت عليه في المساندة اللامشروطة لرجال ونساء التعليم في مواجهة كل ما يمس سلامتهم الجسدية والمعنوية. وأكد "محمد لغريب" في كلمته، ممثلا للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، على مساندة (ك د ش) للأستاذ المعتدى عليه ولجميع الأطر العاملة بثانوية عمر الخيام، كما حمل المسؤولية في تنامي ظاهرة العنف ضد رجال ونساء التعليم إلى الدولة وإلى فشل السياسات التعليمية المتعاقبة، والتي تبنت استراتيجية ممنهجة لضرب المدرسة العمومية وكرامة أطرها. كما دعا إلى تحسين العلاقة بين المدرسين والتلاميذ في إطار تربوي يستهدف خدمة العملية التعليمية برمتها. واعتبر "محمد اللويز" ممثل الجامعة الوطنية لموظفي التعليم في كلمته التضامنية أن حادث الاعتداء عل الأستاذ ليس فريدا أو حالة معزولة، وإنما الأمر أصبح ظاهرة متفشية وجب التصدي لها، كما عبر عن مساندة الجامعة الوطنية لموظفي التعليم للأستاذ المعتدى عليه ولزملائه، وطالب بالعمل على الحفاظ على كرامة رجال ونساء التعليم ورد الاعتبار إلى المدرسة العمومية وإصلاح المنظومة التعليمية على هذا الأساس. وفي كلمته عن الجمعية الوطنية لمديرات ومديري التعليم الابتدائي بالمغرب، عبر "حسن ورمزكان" عن التضامن اللامشروط للجمعية إقليميا وجهويا مع الأستاذ، وعن أسف المنتسبين لها لهذا الحادث الشنيع الذي يضرب صلب العلاقة التربوية بين المدرس والمتعلم، وحمل المتحدث المسؤولية عن هذا الوضع المتردي لقطاع التعليم للدولة نتيجة تخليها عن الأدوار المنوطة بها في خدمة شؤون المواطنين على جميع الأصعدة والمستويات وعلى رأسها التعليم. وفي آخر تدخل خلال هذه الوقفة التضامنية، أكد "عبد الله البراهمي" في كلمته نيابة عن جميع الأطر التربوية العاملة بمؤسسة عمر الخيام عن مساندتهم لزميلهم الأستاذ المعتدى عليه، وعبر عن شكر هذه الأطر لكل من حضر للوقفة التضامنية مآزرة لزميلهم، مؤكدا تشبتهم بالدفاع عن كرامتهم وكرامة وحرمة مؤسستهم.