استنكرت فعاليات تربوية ونقابية وفعاليات المجتمع المدني، الحادث الشنيع الذي تعرض له أستاذان بالثانوية التأهيلية الخوارزمي 2 بنيابة مراكش، حيث تعرض رجلا تعليم لمجموعة من السلوكات المشينة وغير الأخلاقية من طرف أحد التلاميذ بالمؤسسة تمثلت في السب والقذف والشتم والإهانة، بل بلغت حد الاعتداء الجسدي والضرب بالحجارة والكراسي ومحاولة الخنق والتهديد بالقتل، في تحد سافر للإدارة والأساتذة ورجال الأمن الخاص. الحادث عرف تضامنا واسعا من النقابات الأكثر تمثيلية بالجهة، والتي كان حضورها وازنا بالوقفة التي نظمها أطر التربية و إداريو المؤسسة صبيحة الثلاثاء. الوقفة الاحتجاجية عرفت مشاركة ما يفوق 40 إطارا تربويا بالمؤسسة، منددين بما آلت إليه الأوضاع بالمس بكرامة الأستاذ وغياب ظروف الحماية له داخل وخارج مقر عمله. تنامي ظاهرة الاعتداء على رجال ونساء التعليم مازالت تشكل نقطة سوداء على عاتق المتدخلين في المنظومة التعليمية بمراكش، حيث ولحد الساعة أصبح محيط المؤسسات مرتعا لانحرافات وانزلاقات تساهم في تشجيع ظاهرة العنف والاعتداءات على التلاميذ والأطر على حد سواء. الوقفة الاحتجاجية عرفت تغطية واسعة لمجموعة من المنابر الإعلامية والإذاعات الجهوية لتحسيس المسؤولين بضرورة حماية المؤسسات التعليمية، ودعم كرامة رجل التعليم وبالتالي أجرأة بنود الاتفاقيات بين وزارتي التربية الوطنية ووزارة الداخلية. كما أن الحضور استنكر الغياب الواضح للمسؤولين والقائمين على الشأن التعليمي إقليميا وجهويا خلال الوقفة التضامنية. وفي تصريح لجريدة الاتحاد الاشتراكي أكد محمد أيت واكروش الكاتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم (ف د ش)، والذي حضر الوقفة، على ضرورة تكثيف الجهود للنهوض بالشأن التعليمي بالإقليم وبالجهة، والذي يكرس تردي الوضع التعليمي بكل تجلياته في غياب أي مخاطب حقيقي وبالتالي حضوره الوقفة الاحتجاجية هو ضرورة من أجل التضامن مع الأستاذين المتضررين من الاعتداء، وتنديد بكل مس بكرامة الأستاذ مهما كان مصدره. من جهته عبر إدريس المغلاشي الكاتب الجهوي للجامعة الوطنية لموظفي التعليم في تصريحه للجريدة عن تشبثه بحق حماية المدرس من كل أشكال العنف وبضرورة حماية المؤسسة والعاملين بها من كل عنف مهما تنوعت أصنافه. كما أن ثانوية الخوارزمي 2 هي حديثة العهد ولم تحظ بالعناية الكافية من أمن وعناية كافيتين على غرار باقي المؤسسات. يذكر أن ثانوية الخوارزمي 2 تدشن موسمها الدراسي الثالث في غياب تام للتجهيزات الأساسية والتربوية، وهي وضعية تساهم في الرفع من درجة الاحتقان في غياب تصور حقيقي للثانوية الحديثة، وانعدام تام لفضاءات حقيقية للتنشيط الثقافي تخفف من ضغط التحصيل ولتصريف أمثل لمواهب التلاميذ والتي تعتبر كنزا دفينا وجب استثماره على أحسن وجه.