مرثية الجبال مهداة إلى روح " هوغو تشافيس" على غير موعد يزور الموت لينتقي أعظمنا و أشجعنا و أنبلنا ليقول آن الأوان للفارس أن يترجل عن صهوة أحلام الفقراء ليمتطي للأبد حزنهم و شظف عيشهم. مات تشافيز كما يموت كل حلم بالحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية قبل أن يكتمل ويبلغ مداه.مات في شهر ينبض بالحياة و اكتمال دورتها.مات في غفلة من البؤساء المحرومين الذين طالما حمل بين جوانحه همومهم و آمالهم و آلامهم.مات بعد أن أحيى حلم الاشتراكية في نفوس الشعوب الفقيرة بعد أن تخلى عنهم كل رفاق الأمس و تحولوا إلى سدنة البيت الأبيض و حاملي مشعل الرأسمالية المتوحشة و مبشرين بجنان اقتصاد السوق. مات بعد أن أعاد عقارب الزمن إلى عهد التأميم في زمن الخوصصة.مات بعد أن قال لمصاصي دماء الشعوب (باسطا) فلا أمريكا و لا كل جحافل الإمبريالية تستطيع أن تئد تلك البذرة من الأمل بغد مشرق ينال فيه كل فرد حسب حاجته و حسب طاقته. كان محاربا صلب المراس ،لم تقف في وجهه كل المؤامرات لأن وراءه شعب آمن بقضيته و عانق حلمه فأصر على المضي ليقطف ثماره من فوق ضفاف القمر. كان من طينة الماتادور الذي صارع و روض الثور الأمريكي رغم قوته و جبروته. كان بملامحه الهندية،و سمرته و قامته يعلن للعالم أن شعب المايا قد انبعث من الرماد كطائر الفينيق ليعيد أمجاد حضارة سحقتها أقدام العم سام بدعوى نشر الحضارة. كان رجلا في زمن قل فيه الرجال.كان اشتراكيا في زمن كفر فيه كل الرفاق بالفكر الاشتراكي. كان مصارعا للإمبريالية و أزلامها في زمن اعتبر فيها الكثيرون هذا المصارع دون كيشوت القرن الواحد و العشرين. مات تشافيز.....فاقتقدناه جميعا،فهو منا و إن اختلف المكان و اللسان و الدين، هو منا و إن بعدت المسافة :تجمعنا الإنسانية و حب الحرية والعدالة و الحياة الكريمة لكل إنسان.تجمعنا كراهية كل من يتجبر و يطغى، كل من يمتص دماء الشعوب. نم مطمئنا يا هوغو.... فثورة الفقراء التي زرعت بذورها ستتحول لهيبا يحرق أمريكا و كل قاهري الشعوب. وداعا هوغو تشافيز.... فلا نملك إلا أن نقول في وداعك ما قاله الشاعر: قد ذهب الناسو مات الكمال و صاح صرف الدهر أين الرجال؟؟ هذا هوغو تشافيز في نعشه قوموا انظروا كيف تسير الجبال؟؟ ذ: