الشباب طاقة وطموح وأمل ورجال المستقبل، فالشباب هم أساس التنمية وهم طاقة كبيرة ينبغي الاستفادة منها في استكمال اوراش التنمية الشاملة في المجالات المختلفة السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية وفي مجال البحث العلمي والتقدم التكنولوجي. وإذا ما أردت أن اذكر ببعض الخصائص والمميزات للشباب فيمكنني القول أن : - الشباب طاقة إنسانية تتميز بالحماسة،والسعي الى الاستقلالية. - الشباب لهم شغف معرفي وحب استطلاع،والتطلع إلى المستقبل. - الشباب يبدون دائمو السؤال والاستفسار في محاولة لإدراك ما يدور من حولهم والإلمام بأكبر قدر من المعرفة المكتسبة مجتمعياً. - في مرحلة الشباب تبرزمعالم استقلالية الشخصية، والنزوع نحو تأكيد الذات. . - الشباب تواقون إلى الحرية والتفكير الحر المسؤول. - الشباب يتمتعون بدرجة عالية من الدينامية المجتمعية والحيوية والمرونة، المتسمة بالاندفاع والانطلاق والتحرر. - إن مرحلة الشباب هي مرحلة.بدء التفكير في خيارات الحياة والمستقبل، الزواج، التعليم،الرقي الاجتماعي. لقد أثبتت مختلف الدراسات الاجتماعية إن مستقبل أي وطن ومجتمع، يكون نابعا من طاقات عناصرها الشابة، إنهم الركن الأساس الذي ينبغي أن ترتكز عليه المجتمعات في تنميتها وتطورها وسعيها نحو الأفضل،لأن مرحلة الشباب وحسب طبيعتها الديناميكية في كافة المجالات وخاصة لدى الجيل الناشئ يظهر لديهم حب إثبات الذات وإبراز قدراتهم في قيادة المواقع والمراكز المهمة في الحياة الخاصة والعامة، لذلك ينبغي تشجيع مشاركتهم في مختلف المجالات التنموية عبر إتاحة الفرصة لهم للمساهمة في الشأن العام.وتنمية مجتمعاتهم. من الناحية التربوية ، ينبغي الاهتمام الكافي بتربية هذا الجيل تربية صحيحة تقوم على أساسين متكاملين وهما أساس المثل والأخلاق والفضيلة مثل قيم التعاون والتضامن والحوار والصدق والإيثار والايجابية والأمانة والضمير وغيرها من جهة وتقوم التربية بتكامل مع ذلك على أساس فهم ماهية حقوق الإنسان بصفة عامة وحقوق الشباب بصفة خاصة مثل الحق في الحياة الكريمة والحق في التعليم الجيد والحق في الصحة والحق في العمل والحق في الكرامة وغيرها من الحقوق الإنسانية الأساسية. من الناحية الاجتماعية، ينبغي القيام بأبحاث ودراسات أكاديمية واجتماعية حول الدور الاجتماعي المأمول من الشباب، وكيفية مساعدتهم على الاندماج في المجتمع وفي سوق الشغل وتشجيعهم على المشاركة في تدبير الشأن العام ليساهموا في تنمية بلدانهم ومجتمعاتهم . من جهة أخرى وبما أن الشباب يبحثون دائماً عن الطمأنينة النفسية التي تجلب السعادة لهم وتسهم في خفض التوتر النفسي الطبيعي لديهم، فينبغي تحفيزهم على الاستقرار والزواج لتحقيق ذاتهم واستقلاليتهم مع شريكة حياتهم. ومن الناحية التنموية الشاملة، ينبغي تشجيع الشباب على المشاركة المجتمعية التنموية في المجالات المختلفة ينبغي فتح المجال لهم وخاصة للمبدعين والمتعلمين منهم في مختلف المؤسسات الأهلية والسياسية والحقوقية والإعلامية والزيادة من البرامج الشبابية على الفضائيات التي تهم قضايا الشباب المختلفة وينبغي تشجيع الحوار والتوافق بين الاجيال من خلال فتح باب الحوار شباب / شباب وشباب / كبار كما ينبغي تشجيعهم على المشاركة في مختلف الملتقيات والندوات والمؤتمرات التي تهم قضايا الشباب إن كان على المستوى المحلي أو الإقليمي أو العربي أو الدولي . من جهة أخرى ينبغي تشجيع وتحفيز المبدعين من الشباب على العطاء أكثر من خلال تقديم جوائز قيمة تمنح للفائزين منهم في المجالات التنموية المختلفة . ومن اجل التخفيف من البطالة، ينبغي مساعدة الشباب أصحاب المشاريع الاقتصادية المختلفة على تأسيس مقاولات صغرى ومتوسطة وذلك سيخدم الاقتصاديات الوطنية ودورة الإنتاج. من الناحية السياسية، ينبغي تشجيع الشباب على الانخراط والمشاركة في العمل السياسي وإعطاء الفرصة للأكفاء منهم لكي يصلوا إلى البرلمانات ليدافعوا الشباب بأنفسهم على قضايا الشباب وحاجاتهم المختلفة والتي يمكن ذكرها بإيجاز: حاجات عامة للشباب: - الحاجة إلى العيش بكرامة في مجتمعاتهم. - الحاجة إلى فهم الشباب حقوقهم المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية. -الحاجة إلى تقبل الشباب ونموهم العقلي والجسمي. -الحاجة إلى استثمار طاقات الشباب وإبداعاتهم في مجالات تنموية وأنشطة اجتماعية يميلون إليها. - الحاجة إلى تحقيق الذات، بما يعنيه من اختيار حر وواعٍ لدورهم ومشاركتهم المجتمعية . - الحاجة إلى الرعاية الصحية والنفسية الأولية، والتي من شانها أن تجعل من نموهم نمواً متوازناً وإعطاءهم ثقافة صحية عامة تمكنهم من فهم التغيرات الجسدية في مرحلة المراهقة كمرحلة حرجة. - الحاجة إلى المعرفة والتعليم، لما لهما من دور أساسي في حياة الفرد، ولكونها توسع الأفاق والمدارك العقلية. - الحاجة الاقتصادية الأساسية من مأكل ومشرب وملبس ومسكن والتي بدونها سيصبح مشرداً أو متسولاً أو منحرفا أو متعصبا. -الحاجة إلى الترفيه والترويح، فحياة الشباب ليست كلها عمل ونشاط جدي، بل يحتاج الشباب من حين لأخر إلى توفير أماكن للترويح ومراكز ترفيهية ثقافية. -الحاجة إلى بناء الشخصية القيادية الشابة من خلال تنمية القدرات القيادية وصقلها للمواهب الواعدة، وهذه العملية تحتاج إلى سياسات تربوية مدروسة مقرونة بخبرة عمل ميداني تعزز ثقة الشباب بقدراتهم مع وضع النماذج المثالية الناجحة من الجيل السابق أمامهم لتشجيعهم وتحفيزهم. وختاما، فإن مرحلة الشباب هي أهم مرحلة في حياة الإنسان لذلك ينبغي أن يستثمرها الشباب ايجابيا في العلم والمعرفة وان يسعوا إلى تحقيق طموحهم وآمالهم مع احترام أخلاقهم وهويتهم والانتماء لمجتمعاتهم.فإذا كان الكبار هم الخبرة والمعرفة والتجربة في الحياة فان الشباب هم الإبداع والابتكار وأمل المستقبل.