لا مجال للخلاف في أن دراسة المجتمع، وفهم تطور الصراع الطبقي، وتحليل ميزان القوى ودور البنيات الفوقية في تطوير النسيج الاقتصادي والاجتماعي، أدوات لا يمكن الاستغناء عنها للإحاطة بما يدور داخل فضاء/مجتمع/جهة، نسعى إلى تقدمها وتطورها نحو المزيد من العدالة والرقي ... أدوات التحليل الموضوعي تتطور أيضا بتطور العلوم واجتهادات البشرية، ولا مجال أيضا، للجمود الفكري والتعصب، ورفض الرأي الآخر بدعوى انه لا ينتمي لنفس المدرسة السياسية، أو الأيديولوجية ... إن المناضلين السياسيين، و الجمعويين على وجه الخصوص مدعوون اليوم اكثر من أي وقت مضى للعمل سويا من اجل النهوض بوطنهم ... والجهة جزء من هذا الوطن و دور كل غيور على وطنه أن يساهم في العمل من اجل الرقي بالجهة بالعمل الجاد، في نكران للذات وترفع عن الشوائب، تلك التي مازالت عالقة ببعضهم ولم يستطيعوا بعد التخلص منها، ربما لطبيعتهم أو لانهم لم يستوعبوا بعد طبيعة المرحلة مما جعلهم يثيرون حنق العادي والبادي، و لا يكفون عن إدهاشنا... بعض هؤلاء الغافلين والمتغافلين من الوالجين عالم السياسة (بلا علوم) والمسؤولين عن جماعات تتصرف في الملايير، وصلوا مع المواطن إلى درجة على صيغة حكاية ذلك البدوي الذي ذهب إلى المدينة يبيع قلة السمن فجاءه واحد من قاطني المدينة يساومه فيها، وفي كل مرة كان المديني يمد إصبعه إلى القلة ويلعق منها بحجة التأكد من جودة البضاعة، وكان كلما فعل نبهه البدوي بقوله : "أودي راك غادي توصل لشي حاجة خايبة" لم يفهم المديني تحذير البائع حتى مد إصبعه مرة أخرى ليلعق السمن من القلة، ففاجأه أكرمكم الله مذاق غريب لمادة لزجة تحت السمن. هؤلاء هم بعض المتربعين اليوم على رأس مجموعة من الجماعات الهامة، والمسؤولين بمؤسسات هامة أيضا... ممن قهرونا بالاجتماعات واللقاءات والندوات و..... خسران المال العام ...... لانهم انتموا إلى هذا العصر من أعلى والتحت يعلمونه وحدهم، حفظنا الله وإياكم من سمنهم وعسلهم و أدام علينا عسلنا بمذاقه المر اللذيذ . الاستاذ :