عرفت واردات إسبانيا من الغاز الطبيعي الجزائري تراجعا كبيرا وصل إلى نسبة 14.3٪ في أبريل مقارنة بمارس الماضي، حيث بلغت 9545 جيجاوات ساعة، في حين اعتمدت مدريد على لولايات المتحدة الأميركية للشهر الرابع على التوالي كمورد رئيس. ووفقًا لبيانات أحدث نشرة لشركة Enagás الإسبانية الشبه عمومية، استمر استهلاك الغاز الطبيعي من الجزائر، المورد الرئيسية لإسبانيا تاريخيًا، في الانخفاض في الأشهر الأخيرة، بانخفاض 35٪ مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي. وأظهرت بيانات الشركة الإسبانية، أنه من أصل 9545 جيجاوات ساعة تم استيرادها من الجزائر في أبريل، تم نقل 9049 جيجاوات ساعة عن طريق خط الأنابيب (Medgaz)، بينما وصلت 496 جيجاوات فقط عن طريق ناقلة الميثان (LNG)، ومع ذلك، لا تزال تعتبر المورد الرئيسي الثاني لإسبانيا، بنسبة 23.4٪ في الشهر بعد الولاياتالمتحدة. من جانبها، توطد الولاياتالمتحدة نفسها كأكبر مورد لإسبانيا، على الرغم من انخفاض الواردات في أبريل إلى 12539 جيجاوات ساعة، من الحد الأقصى التاريخي البالغ 16264 جيجاوات ساعة في مارس، لتبلغ 30.7 ٪ من إجمالي الغاز الطبيعي الذي يصل البلاد في الشهر، وفق أرقام شركة الغاز. وأوضحت بيانات شركة "cores" الناشرة لأرقام بيع وشراء الغاز والنفط في إسبانيا، في ذات السياق، أن مدريد قللت اعتمادها على المواد الطاقية الجزائرية بأكثر من الثلث حيث لم تعد تمثل سوى 29 في المائة من إجمالي احتياطياتها، في وقت حازت الولاياتالمتحدةالأمريكية مركز الصدارة هذا العام بما يقارب 400 في المائة. ويأتي هذا الانخفاض في واردات الغاز الطبيعي من الجزائر، حسب وكالة أوروبا بريس الإسبانية، وسط تصاعد التوترات في العلاقة بين إسبانيا والدولة الشمال إفريقية، خاصة بعد تغيير موقف الحكومة الإسبانية تجاه الصحراء المغربية من خلال دعمها لمبادرة الحكم الذاتي. وفي نهاية أبريل المنصرم، اتخذت الجزائر مرة أخرى منعطفًا آخر من خلال التحذير من أنها ستفك عقد توريد الغاز الطبيعي مع إسبانيا إذا تم تحويل جزء مما ترسله إلى البلاد إلى وجهة أخرى، في إشارة إلى المغرب. وكانت إسبانيا أعلنت قرارها بالسماح بالتدفق العكسي لخط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي (GME) الذي زودت الجزائر من خلاله إسبانيا عبر المغرب حتى نهاية أكتوبر الماضي حتى تم إغلاقه من طرف الحكومة الجزائرية.