تحل اليوم الذكرى ال49 لوفاة ابن عبد الكريم الخطابي وقبره مغترب! فلازالت قضية رفاته معلقة بين السماء والأرض، على اعتبار أنه مات ودفن في القاهرة، وظلت فكرة استقدام قبره موضوع دراسة ونقاش دامت طويلا دون أن تؤدي إلى تسوية هذا الملف. فلازال يرقد في مقبرة العباسية بالقاهرة، ولازالت الكثير من ألغاز شخصيته مثار الشرق والغرب. من يكون الرجل؟وكيف واجه الاستعمار؟ ولماذا دفن بمصر؟ أليست لبعض المسؤولين الإرادة والشجاعة السياسيتين لدفن الخطابي في المغرب؟ ابنه سعيد الخطابي حلم باستقدام قبر والده إلى أجدير، وعمر ابن شقيقه كان يعتقد أن لا عودة للخطابي إلى المغرب وإن كان جثة هامدة ما دامت الأسباب التي كانت تمنع الخطابي من العودة إلى المغرب قائمة، وعلى رأسها تعامل الدولة مع الريف، والكشف عن مصير مختطفي انتفاضة الريف لسنة 58. مات سعيد ومات عمر وجرت الكثير من المياه بين العهد الجديد ومنطقة الريف بعيد تأسيس هيئة الإنصاف والمصالحة، ولم تقم جنازة للخطابي في المغرب. أيكون قبر الخطابي مزعجا ومرعبا مثلما كان لرصاصه وجيشه وعملته.. طابع الأرق وطعم المرارة في حلق المستعمر؟ هذا ما تجدونه في بورتريه "حكاية زعيم الجمهورية الخطابي الذي لا قبر له في المغرب" الذي ترسم من خلاله "فبراير.كوم" الوجه الآخر لمحمد ابن عبد الكريم الخطابي في الذكرى ال 49 لوفاته.