متى ينتهي الغبن السياسي كقدر يطوق مسار وحياة الوطنيين والديمقراطيين الغيورين على المصلحة العليا للوطن ؟ فمن"اكس ليبان" السيئة الذكر التي اجهضت مطلب التحرر الوطني الشامل ارضا وانسانا الى تمكين المحافظين الجدد دون ثمن من دواليب تدبير شؤون الوطن بقاموس يعتمد مفهوم الامة بدل مفهوم الوطن؛ عبر حل جيش التحرير المغربي ومنعه من استكمال تحرير الصحراء بشقيها الغربي والشرقي وعبر اجهاض لحظات الديمقراطية باسم انتعاش اللحظة الوطنية، حيث استعمل ملف الصحراء بطريقة غير مهنية وغير تشاركية، انفرد فيها النظام في التدبير والمفاوضات الى ان سقط في فخ التدويل مضحيا بالشرعية الوطنية التاريخية مقابل وهم الشرعية الدولية التي ترهن الحقيقة التاريخية والسيادة الوطنية، حيث كانت التكلفة باهضة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وحقوقيا انسانيا.
انه الغبن الذي كان بمثابة جزاء للوطنيين الديمقراطيين على امتداد تاريخ استقلالنا الشكلي، فهاهي حليفتنا " الشرعية الدولية " تكرس تبعيتنا وذيليتنا الى الغرب والحال اننا ما كنا لنقع في ما وقعنا فيه من تخبط وارتباك في قضيتنا " الديمقراطية " لولا تماهي مطالب الدولة بين الطموح الى تحديث ذاتها وحلاوة " الاستقرار " في بحبحة التقليدانية المريحة .فهاهي المرحلة الجديدة من العلاقات الامريكية المغربية تؤكد ان التحالف يؤسس على المصلحة بدل الصداقة التاريخية المزعومة، لقد انقضى بريق "اعترافنا " بإستقلال أمريكا وذاب دورنا الأمني كدركي المنطقة بانقشاع غيوم الحرب الباردة ، وفاز نفط جيراننا على فوسفاط بلدنا ، وصنفنا حلفائنا كأحسن دفاع في حين رتب أندادنا كأقوى هجوم ، وبهتت دبلوماسيتنا بين حقيبتي الوزير والمنتدب ،بين السفير والمستشار ، وصرنا ورقة ضاغطة فقط خلال الزمن الإنتخابي، وكأننا حزب وسط بين الجمهوري والدمقراطي، والحال كان يكفينا العناية بمطلب الملكية البرلمانية الموفقة بين انتظار الدمقراطية والطلاق مع النظام الوراثي، في ظل دولة قوية داخليا بمؤسساتها المنتخبة وشرعية بفصل السلط واستقلال بعضها عن بعض، بقدر يغنينا عن المراهنة على تنقيط الخارج وتنويهاته المنافقة ، فمتى يسترجع قرارنا سيادته في المال والإقتصاد ثم السياسة بعيدا عن الوصاية الدولية المغلفة للتبعية والانتداب والحماية والاستعمار المعولم ؟