المستشفى الميداني العسكري المغربي يوجد غير بعيد عن مخيّم «الزعتري» الذي تخصصه السلطات الأردنية لإيواء اللاجئين السوريين الهاربين من الحرب الدائرة بين جيش الأسد و»الجيش الحر». مصادر «فبراير.كوم» كشفت عن معطيات مؤلمة وصادمة لا تعكسها جلّ القنوات الفضائية المواكبة للأحداث في سوريا. المصادر كشفت عن دخول عدد من الشبكات المافيوزية والإجرامية على الخط، وشروعها في استغلال اللاجئين السوريين، «فمنها من يفرض على الراغبين في عبور الحدود الأردنية السورية دفع ما معدله 1500 ليرة، مع منعهم من حمل أي من أمتعتهم أو ممتلكاتهم التي تبقى وراءهم نهبا للعصابات». وبعد وصولهم إلى المخيّم، يصبح اللاجئون السوريون شبه محتجزين، حيث يُمنعون نهائيا من مغادرته، «باستثناء من يأتي كفيلٌ أردني أو مقيم في الأردن لاصطحابه، وهذه العملية بدورها لا تخلو من ابتزاز وبيع وشراء». بل إن شبكات أخرى تستغل صعوبة الخروج من المخيم للتزود ببعض الحاجيات، للقيام بالوساطة والمطالبة بمقابل مالي كبير مقابل إحضار أشياء بسيطة. «وهناك من أتى إلى المخيم ولم يجد خيمة تأوي أسرته، والطعام الذي يقدّم يقتصر على الأرز والدجاج في جميع الوجبات، إضافة إلى شبه انعدام للمرافق الصحية». وضع فتح المجال أيضا أمام بعض الشبكات المتخصصة في الدعارة، والتي تحاول استقطاب بعض الفتيات والنساء السوريات لاستغلالهن في أنشطتها. «بل إنني وقفت على حالة لإحدى الأمهات، اضطرتها الظروف إلى عقد صفقة مع أحد الوسطاء، لإخراجها من المخيم مقابل منحه 2000 ليرة، وتمكينه من بنتها ذات ال16 عاما»، يقول أحد مصادر «فبراير.كوم». معطيات تنضاف إلى الجانب الصحي، لتجعل من المستشفى المغربي نقطة جذب كبيرة للاجئين السوريين، «فمنهم من يأتي إليه فقط لكي يستفيد من وجبات غذائية متوازنة، ويطلب البقاء فيه». فيما أوضحت مصادرنا أن المستشفى المغربي يعتمد على إمكانيات مغربية محضة، «فالدواء الذي يوزعه كلّه دواء مغربي ولا تساهم فيه أية منظمة أممية أو إنسانية، والطعام والماء والكهرباء الذي يُستهلك فيه يؤدي المغرب فاتورته كاملة».