أسالت العديد من المداد، وخصها كثيرون بالشكر والتشجيع، والامتنان، إنها سارة سوجار الحقوقية التي صنعت الحدث في آخر حلقة من برنامج "مباشرة معكم". سارة سوجار إحدى الوجوه النسائية لحركة عشرين فبراير، حاصلة على الإجازة في القانون العام باللغة الفرنسية، وشهادة الماستر في العلاقات الدولية، وباحثة في سلك الدكتوراه في السياسات الأمنية الدولية والهجرة. أصبحت الناشطة الحقوقية حديث مواقع التواصل الاجتماعي، بعد ظهورها ضيفة في برنامج مباشرة معكم، يوم الأربعاء 10 فبراير 2021، بسبب جرأتها في الحوار ودفاعها عن آرائها السياسية. وفي هذا الصدد قالت سارة سوجار في حوار خاص ل "فبراير" "إن دفاعها عن معتقلي الحراك هو مرتبط بالنسبة لها بسبب السيرورة المتعلقة بالحراك والديناميات المجتمعية التي عاشها المغرب خلال عشر سنوات مع انطلاق حراك 20 فبراير، وأن الحراك بالنسبة لها هو الانطلاقة الأساسية في التجربة النضالية". وأضافت سارة سوجار أن "هناك أمور مشتركة تربط ما بين ما وقع في 2011سنة وبين ما وقع في حراك الريف، لأنها شعرت بنفس الروح للمطالبة بالحقوق الأساسية، فهي حقوق مبنية، لأن جميع المطالب المتعلقة في 20 فبراير أو حراك الريف، هي مطالب مبنية على حقوق أساسية يطالب بها المواطنين، وهي موجودة في اتفاقية الدولة، والتي صادق عليه المغرب، فهي حاجيات مرتبطة بالحق في العمل، والحقوق الاجتماعية، والحق في التعليم، وفي الصحة، وغيرها، لكنها مطالب غائبة في بلادنا حسب قولها". وأضافت الناشطة الحقوقية أن "ملف معتقلي حراك الريف يوجد فيه ظلم قانوني وانساني، لأن الجميع تابع كيف كانت طريقة الاعتقالات، وطريقة التخويف، والرعب، ثم التهجم على البيوت، فأغلبية أهالي الريف أبناؤهم اعتقلوا، وهذا ما سبب لهم عدة أمراض نفسية". وأشارت سارة أن "معتقلي الريف خرجوا في مسيرات سلمية وحضارية، وبرهنوا على ذلك لمدة ستة شهور، لكنهم تفاجؤوا بتهم كبيرة مثل: المؤامرات، والتمويل الأجنبي، أدت إلى عقوبات تتراوح ما بين عشر سنوات الى 15 سنة، وأن الدولة لم تتعامل معهم بالنضج السياسي مع مطالب المحتجين، لدرجة لم يكن هناك حوار داخل الميدان معهم". وأردفت سارة سوجار أن "هناك ظلم حقوقي يتجسد في انتهاك حق التعبير والسلامة الجسدية داخل المغرب، وأننا نحتاج أن يكون لدينا نقاش عمومي حقيقي، لأن المساحات الديمقراطية قليلة جدا سواء في الإعلام العمومي وداخل التنظيمات الكلاسيكية". وقالت سارة "إنها محظوظة بعائلتها، فهي عائلة متفهمة جدا، حيث ترعرعت وسط عائلة دائما تربط عامل الحرية بالمسؤولية". وبخصوص حلقة برنامج مباشرة معكم، عبرت الناشطة الحقوقية "عن فرحتها بالأصداء الإيجابية خلال ظهورها، حيث تفاجأت بكمية الرسائل والتعليقات المشجعة عبر حسابها الشخصي على "فايسبوك" من طرف رواد المنصة الرقمية، معبرة عن ذلك بأنها مجرد مواطنة عبرت عن وجهة نظرها بكل بساطة". ونشرت الناشطة الحقوقية سارة تدوينة على حسابها الشخصي في موقع" فايسبوك" بعد الضجة التي اثارتها حلقة برنامج معكم: "ما خلفه النقاش في حلقة مباشرة معكم من ردود فعل مختلفة والتي أعتبر جميعها جد إيجابية، يمكن أن يتلخص فيما يلي: 1 "التأسيس للنقاش العمومي بين مختلف الفاعلين بمختلف توجهاتهم السياسية والفكرية والإيديولوجية مدخل أساسي لبناء أسس الديمقراطية، لأنه يعطي مساحة أكبر لنقاش الأفكار بعيدا عن كل أحكام القيمة الجاهزة ويعطي قيمة للمعطيات الواقعية التي تعتبر الحاسم في فهم الوضع الحالي وإيجاد الحلول لتغييره". 2 "يتوفر المجتمع المغربي على الكثير من الطاقات الشابة و النسائية في مختلف المجالات، و من مختلف التوجهات و التي تحتاج فقط لمساحات و فرص ديمقراطية كي تثبت جدارتها و كفاءتها في المساهمة في تحقيق التغيير (الكثيرات و الكثيرون من الشباب كانوا سيكونون أفضل و أعمق و أحسن مني بكثير لو شاركوا في حلقة مباشرة معكم أو في برامج أخر)". 3 "يحتاج مغرب اليوم إلى انفراج حقيقي يبدأ من الإفراج عن المعتقلين السياسيين و ينتهي باحترام فضاءات الحرية و التعبير لأنها الضامن الوحيد لتحقيق مغرب التعدد و التنوع و الاختلاف" . 4 "استطاع الشباب المغربي أن يخلق لنفسه ديناميته الخاصة واستطاع أن يبدع فضاءات الاحتجاج و التعبير التي ينتقد من خلالها رفضه للسياسات الحالية ، وللانتهاكات الحقوقية ، ولوضعية الفقر و الجوع و التفاوتات الاجتماعية و المجالية ، ولذلك على الدولة و كل الفاعلين أن يستوعبوا ويفهموا ويتفاعلوا إيجابيا مع كل هذا بأجوبة تنموية وديمقراطية وحقوقية ينتصر فيها الوطن على السلطوية وعلى الأنانيات والمصالح الفردية ". 5 "المرحلة القادمة يجب أن تكون مرحلة الجرأة في التعاطي مع كل الإشكاليات والملفات العالقة، والتي تبتدئ بالاستماع لصوت الشارع وصوت كل المضطهدين والمضطهدات كي نتجاوز وضعية الهشاشة والفقر والتمييز واللاديمقراطية التي عشناها معا خصوصا في الآونة الأخيرة والتي تثبتها كل المؤشرات الدولية وتثبتها كذلك صورة المأساة الاجتماعية والإنسانية التي عاشتها طنجة مؤخرا (الصورة المعبرة عما وصلت إليه أحوالنا). كلنا أمل في أن الغد سيكون أحسن من اليوم، وفي أن مغرب الديمقراطية وحقوق الإنسان سيتحقق يوما ما بنا أو بغيرنا".